أحدث فريق ليفربول الانجليزي المفاجأة في ألمانيا عندما باغت بايرين ميونيخ، رائد الدوري الألماني، وفاز عليه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، في دوري أبطال أوروبا، بينما سحق برشلونة الإسباني ضيفه الفرنسي أولمبيك ليون بخمسة أهداف كاملة مقابل هدف واحد.
واكتمل تعداد دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بحضور أربعة فرق انجليزية، لأول مرة منذ الموسم 2008-2009، وهي ليفربول، وتوتنهام، ومانشستر سيتي، ومانشستر يونايتد.
مباراة الشجاعة واليقظة
بدأ ليفربول وبايرن ميونيخ المباراة الثانية بينهما بحذر كبير تجنبا لفخ نتيجة المباراة الأولى، التي انتهت في أنفيلد بلا أهداف. فكان على ليفربول التسجيل لفتح باب الأمل في التأهل، بينما كان على بايرن تجنب هدف مباغت يعقد وضعه.
وظهر الارتباك على لاعبي الفريقين منذ الدقائق الأولى من المباراة، إذ ضيعوا الكثير من الكرات في وسط الميدان للفريق المنافس، وعجز روبرت لواندوسكي وفرانك ريبيري عن اختراق دفاع ليفربول، وكذلك لم يتمكن محمد صلاح، وروبرتو فرمينو من تهديد الحارس الألماني، مانويل نوير.
ولكن سرعة ساديو ماني الفائقة ويقظته المذهلة مكنتاه من فتح باب التسجيل في الدقيقة 26 من المباراة، عندما هرع إلى تمريرة ذكية من المدافع، فرجيل فاندايك، مستغلا خروجا غير موفق من الحارس نوير، ليسكن الكرة في شباك ألمانية فارغة.
وتعقدت أمور بايرين بعد هدف ماني، لأنه أصبح ملزما بتسجيل هدفين للمرور إلى ربع النهائي. وحصل على هدية من مدافع ليفربول، جويل ماتيب، الذي سجل هدفا التعادل في مرماه، في الدقيقة 39 من المباراة، تحت ضغط من مهاجم بايرين ولواندوسكي.
وفي الشوط الثاني حاول خط الهجوم الألماني تكثيف هجماته عن طريق خميس رودريغيز، وريبيري، ولاندوسكي، ولكن دفاع ليفربول أظهر تماسكا ملفتا للانتباه بقياد المتميز، فان دايك، والبديل روبينهو، الذي خلف جوردان هندرسون بعد أصابته.
ومع مرور الوقت اكتسب لاعبو ليفربول المزيد من الثقة في النفس، فخرجوا من منطقتهم لتهديد أصحاب الأرض، وإرغامهم على التراجع إلى قواعدهم. وفي الدقيقة 69 من المباراة استقبل فان دايك برأسه توزيعة من جيمس ميلنر ووضعها في شباك نوير، ليمنح التقدم لفريقه، ويعطيه أملا كبيرا في حجز تذكرة الدور الربع النهائي.
وتواصل أداء لاعبي ليفربول بشجاعة كبيرة ودقة عالية طيلة ما بقي من وقت المباراة، وتوجت مجهوداتهم بهدف ثالث سجله ماني في الدقيقة 84 من المباراة برأسية مباغتة، وهو الهدف العاشر في رصيد نجم منتخب السنغال في 10 مباريات.
أما برشلونة فكان عليه إن يسجل في شباك ليون بعد مباراة أولى باهتة انتهت في فرنسا بلا أهداف. وكان على ليون أن يصمد أمام ضربات الرباعي الخطير ميسي وسواريز ودمبيلي وكوتينهو، في أمسية كاتالونية تحولت إلى كابوس للفريق الفرنسي.
ميسي القوة الضاربة مرة أخرى
فلم تمر إلا 17 دقيقة حتى فتح ميسي باب التسجيل لبرشلونة من ضربة جزاء. وضاعف كوتينهو النتيجة في الدقيقة 31، ولكن توسار أعطى بريقا من الأمل لفريق ليون، عندما قلص الفارق بهدف في الدقيقة 58 من المباراة.
وتواصلت سيطرة برشلونة النسبية على مجريات اللعب. وكان لاعبوه أكثر اندفاعا نحو الهجوم من منافسيهم، بينما حاول لاعبو ليون اعتماد الهجمات المرتدة المباغتة، ولكن محاولاتهم لم تربك دفاع برشلونة بقيادة جيرار بيكي.
وفتح تراجع ليون إلى منطقته الباب أمام هجمات برشلونة المتواصلة، وتمكن ميسي من إضافة هدف ثالث في الدقيقة 78، ثم تلاه بيكي بهدف رابع في الدقيقة 81، ليختم دمبيلي مهرجان الأهداف بهدف خامس في الدقيقة 86 ويكتمل بذلك تعداد فرق دور الثمانية بتأهل برشلونة.
المصدر/ بي بي سي