قال وزير شؤون القدس فادي الهدمي اليوم الأحد، “إن قضية الشيخ جراح وصلت إلى وضع مفصلي وخطير بات يستدعي التدخل العاجل من قبل المجتمع الدولي، لمنع عودة الأمور للمربع الأول”.
وأشار الهدمي، في بيان صحفي، اليوم الأحد، إلى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول إظهار الأمر وكأنه “خلاف على عقارات”، في حين أن ما يجري في الشيخ جراح هو قضية سياسية بامتياز.
وقال الهدمي: “في حين إنه كان على الحكومة الإسرائيلية أن توقف عمليات التهجير القسري من الشيخ جراح، فإنها تعيدها مجدداً إلى ما تسمى المحكمة العليا الإسرائيلية”.
وأضاف الهدمي: “المحكمة الإسرائيلية ستبدأ غداً الإثنين، النظر مجدداً في منح المحكمة المركزية الإسرائيلية الضوء الأخضر لإخلاء عائلات الكرد، والقاسم، والجاعوني، وسكافي، بعد أن أرجأت قبل أيام قرارات إخلاء عائلات: الدجاني، وحماد، والداهودي”.
اللحظات الأولى لاعتداء قوات الاحتلال على المشاركين بالوقفة التضامنية مع أهالي حي الشيخ جراح المهددين بالتهجير pic.twitter.com/Y6HVp6iTUN
— غزة برس-Gaza Press (@Gazapres) July 31, 2021
وتابع الهدمي: “محاولات الحكومة الإسرائيلية إظهار الأمر وكأن ما يجري هو صراع قضائي على عقارات لن تنطلي على أحد، فالعالم أجمع بات يعلم أن القضية سياسية وأن ما يجري هو محاولة إحلال مستوطنين مكان أصحاب الأرض الأصليين”.
وشدد الهدمي، في هذا السياق، على “أننا لا نثق بالجهاز القضائي الإسرائيلي ونعلم، من خلال التجربة على مدى عقود، أن هذه المحاكم ليست سوى أداة تنفيذية تعمل لصالح الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين”.
قوات الاحتـ.ـلال تقتحم بهمجية منزل عائلة عطية المهدد بالإخلاء في شارع عثمان بن عفان بحي الشيخ جراح. pic.twitter.com/WgchWZOR35
— غزة برس-Gaza Press (@Gazapres) July 31, 2021
وقال الهدمي: “إعادة القضية إلى المحاكم يأتي في سياق المماطلة والتسويف، في محاولة لامتصاص رد الفعل المحلي والدولي الرافض لمخططات التهجير العرقي في الشيخ جراح”.
وأضاف الهدمي: “لكن هذه المحاولات ستبوء بالفشل جراء إصرار السكان على التمسك بعقاراتهم التي يقيمون فيها منذ عام 1956، وإن حالة الالتفاف الشعبي حولهم في دعم قضيتهم العادلة”.
وأكد الهدمي، أنه على المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، أن يظهر حسماً في رفض مخططات التهجير، مشيراً إلى أنه في حين “تمكن السكان من تقديم وثائق أردنية وعثمانية ومن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تدعم ملكيتهم لعقاراتهم، فإن المحاكم الإسرائيلية ما زالت تنحاز إلى جانب المستوطنين”.
وقال الهدمي: “تأكيد هذه الوثائق زيف مزاعم جماعات المستوطنين يضع علامات سؤال كبيرة على قرارات المحاكم الإسرائيلية المجحفة بحق السكان الفلسطينيين”.
وأضاف الهدمي: “نحن لا نراهن ولا نعول على المحاكم الإسرائيلية، ونعتقد جازمين أنه فقط التدخل الدولي الحازم والحاسم يمكنه أن يجبر الحكومة الإسرائيلية على التراجع عن قرارات التهجير القسري”.
قوات الاحتـ.ـلال تقتحم منزل عائلة الكرد المهدد بالإخلاء في شارع عثمان بن عفان بحي الشيخ جراح وتعتدي على المتضامنين والأهالي. pic.twitter.com/7mLaPxhcSi
— غزة برس-Gaza Press (@Gazapres) July 31, 2021
وتابع الهدمي، “إن أي قرار بإخلاء عائلات من مساكنها سيكون من شأنه إعادة الأمور إلى المربع الأول، وينسف كل الجهود الدولية التي بذلت في الأشهر الماضية”.
وشدد وزير شؤون القدس على أنه “آن الأوان لأهالي الشيخ جراح الذين عانوا على مدى عدة عقود ماضية نتيجة الاضطهاد من قبل المستوطنين أن يعيشوا بأمان في منازلهم”.
وقال الهدمي: “منذ عام 1972 عانت العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح يومياً من مخاوف التهجير، وقد آن الأوان لوضع حد لهذه المأساة عبر الإقرار بحق العائلات بمنازلها ووقف محاولات طردها لإحلال عائلات مستوطنين مكانها”.
الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة :معركة “سيف القدس” نصرةً لأهلنا في المدينة المقدسة
المقاومة تفي بوعدها..رشقات صاروخية تصل مدينة القدس وتدك باقي مستوطنات الاحتلال
وأشار الهدمي إلى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول إشغال المواطنين المقدسيين، عبر سلسلة من المشاريع الاستيطانية في كل أنحاء مدينة القدس.
وقال الهدمي: “ونحن إذ نؤكد على وجوب وقف المخطط الاستيطاني في الشيخ جراح، فإننا أيضاً نشدد على ضرورة وقف مخططات التهجير المشابهة في حي بطن الهوى في سلوان، ومخطط هدم حي البستان في سلوان أيضاً”.
" المخاطر على المسجد الأقصى تزداد يوما بعد يوم، وفي هذه المرحلة تتركز أطماع الاحتلال في المنطقة الشرقية للأقصى، باقتحامها وأداء صلوات تلمودية فيها "
خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري pic.twitter.com/H2TUbcGF1I— غزة برس-Gaza Press (@Gazapres) July 31, 2021
وأضاف الهدمي: “كما أن على الحكومة الإسرائيلية أن تتراجع عن مخطط ما يسمى مركز المدينة، الذي يستهدف أهم المراكز التجارية والثقافية والسكانية في مدينة القدس الشرقية”، مبيناً أن المخطط يستهدف تغيير وجه المدينة الذي نعرفه تحت مسمى “التطوير” وذلك عبر سلسلة من المعيقات والقيود، بما فيها تحديد نسب البناء وعدد الطوابق وتغيير طابع المدينة.
شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة
وأوضح الهدمي، “ما جرى في ما تسمى المحكمة العليا الإسرائيلية مؤخراً هو تأجيل يتعلق بالشكل الإجرائي وليس المضمون، في حين أن المطلوب هو إلغاء المشروع بشكل كامل ونهائي”.
وشدد الهدمي على أن “مجمل ما جرى ويجري ويخطط له لمدينة القدس، إنما يؤكد على أن الحل لا يكون إلا بأن تكرس القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وحتى ذلك الحين على الحكومة الإسرائيلية أن توقف جميع إجراءاتها الأحادية وهو ما يستدعي تدخلا دولياً فاعلاً”.
المصدر/ القدس