تشير تقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، لم يقرر بعد ما إذا كان سيتبنى الصفقة التي يشملها الاتفاق النووي الجديد مع الولايات المتحدة، حسبما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الثلاثاء.
والاعتقاد السائد في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أن احتمال التوقيع على الاتفاق الجديد قد يتضاءل كلما اقترب موعد تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، في الخامس من آب/أغسطس المقبل. وسعت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى ضمان التوقيع على الاتفاق قبل بدء ولاية رئيسي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إنه “يبدو أنه كان سيسر خامنئي التوصل إلى صفقة تضمن تسهيلات اقتصادية وعودة إلى أحضان الأمم. لكنه لم يقرر بعد. ويوجد تفضيل ثقافي، وديني أيضا، في المؤسسة الإيرانية، للوصول إلى قرارات هامة من خلال إجماع واسع. لكن الاتفاق سيوقع عندما يكون واضحا أن هذا ما يريده خامنئي. فهو الذي يتخذ القرار في نهاية المطاف، ويصعب جدا توقع ماذا سيحدث هناك. ونحن نعلم أنه يحب اتخاذ قرارات صعبة، ويفضل تأجيلها بقدر الإمكان والحفاظ على تعتيم”.
لقطات حصرية.. “ما خفي أعظم” يكشف طرق حصول المقاومة بغزة على السلاح رغم ضغوط دول عربية عليها
ارتفاع معدلات البطالة في اسرائيل لتقترب من مليون شخص
وأشار المحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هرئيل، إلى أنه بالرغم من أن القرار النهائي بأيدي خامنئي، إلا أن لا ينبغي تجاهل وزن الرئيس الإيراني بهذا الخصوص. وأضاف أنه “في إسرائيل ينظرون إلى أداء خامنئي أثناء انتخابات الرئاسة الإيرانية، الشهر الماضي، كإثبات على ثقة متزايدة بالذات”، وذلك إثر شطب عدد من المرشحين قبل الانتخابات.
وقال خبراء أمنيون وتقارير صحافية، مؤخرا، أن المحيطين برئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، توصلوا إلى استنتاج مفاده أن قدرة إسرائيل بالتأثير على موقف الإدارة الأميركية من الاتفاق النووي الجديد محدودة أكثر من الماضي، وأن الخيار هو بين استئناف الاتفاق القديم أو استمرار الوضع الحالي من دون اتفاق ملزم.
وزار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، واشنطن قبل ثلاثة أسابيع، حيث أجرى محادثات مع كبار المسؤولين هناك، وعبر خلالها عن تحفظات إسرائيلية من طبيعة الاتفاق الجاري بلورته.
ووفقا لهرئيل، فإن إسرائيل تحاول حاليا التأثير باتجاه تشديد المطالب من إيران بعد انتهاء مدة الاتفاق الحالي، في العام 2030، من جهة، وزيادة التنسيق بينها وبين الولايات حال خروقات إيرانية وبلورة رزمة تعويضات أميركية لإسرائيل في حال عودة واشنطن إلى الاتفاق، من الجهة الأخرى.
ويتوقع أن يزور بينيت واشنطن، بدعوة من بايدن، في نهاية الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل. وخصص بينيت في الأسابيع الأخيرة جزءا كبيرا من وقته لمداولات في القضية الإيرانية، حسب هرئيل.
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن خامنئي كان مرتاحا من خسارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، انتخابات الرئاسة، وذلك لأنه “تخوف من هجوم أميركي على المنشآت النووية، بعد قرار ترامب بإصدار أمر باغتيال قائد ’فيلق القدس’، الجنرال قاسم سليماني. ودب بدء ولاية بايدن الأمل في إيران، بين المحافظين والمعتدلين، وزال التحسب من هجوم أميركي. ويبدو أنه في الوقت نفسه تبدد الشعور لدى خامنئي بأن الاتفاق النووي ملح وأنه يشعر الآن بعدم وجودة كبيرة للتوصل إليه، رغم الضرر الكبير الذي تسببه العقوبات الاقتصادية التي فرضها ترامب على إيران”.
وأضاف هرئيل أن الاعتقاد في إسرائيل هو أن الأنشطة الإيرانية، التي تنفذ معظمها ميليشيات موالية لإيران، ردا على الهجمات الإسرائيلية، ستستمر بدون علاقة مع المفاوضات حول الاتفاق النووي في فيينا، “لأن إيران لا تعتقد أن هذه الأنشطة تشكل خطرا على الاتصالات”.
كذلك، فإن إيران تسعى إلى الرد على الهجمات الإسرائيلية ضدها، وخاصة اغتيال العام النووي، محسن فخري زادة، ولكنها لا تسارع إلى رد كهذا. وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي إن “مفهوم الوقت هناك مرن للغاية. ولا يوجد هلع، وكل شيء مرتبط باحتياجات النظام وقيوده”.
المصدر/عرب ٤٨
تعليق واحد
تعقيبات: تقرير: "استخبارات الاحتلال" لا تعتقد أن إيران باتت "دولة عتبة نووية" - غزة برس