الرئيسية / شئون إسرائيلية / إسرائيل تسعى للانضمام إلى مشروع أوروبي يستثني المستوطنات

إسرائيل تسعى للانضمام إلى مشروع أوروبي يستثني المستوطنات

كشف تقرير صحافي أن إسرائيل تعتزم الانضمام إلى اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي في مجال الثقافة والإعلام المتمثلة في مشروع Creative Europe الذي يقدم مساعدات مالية بمئات الملايين من اليوروهات لمشاريع في مجالات الثقافة والفنون، ويستثني الأنشطة المقامة في الأراضي المحتلة عام 1967.

وتأتي هذه المساعي الإسرائيلية في محاولة لترميم العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، والتي تضررت في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، وذلك ضمن جهود الحكومة الإسرائيلية الجديدة لإجراء تحولات في الدبلوماسية الإسرائيلية والسياسة الخارجية.

وأشار التقرير الذي أورده الموقع الإلكتروني لصحيفة “هآرتس” إلى أن برنامج Creative Europe يحظر تقديم المساعدات الأوروبية للمؤسسات الثقافية أو الإعلامية التي تنشط في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، بما في ذلك مستوطنات الضفة الغربية والقدس والجولان السوري.

وكانت وزيرة الثقافية في حكومة نتنياهو، ميري ريغيف، قد أحبطت في اللحظة الأخيرة، عام 2017، مشاركة إسرائيل في اتفاقية Creative Europe، وذلك لأن التعاون مع الاتحاد الأوروبي في هذا المجال يتضمن شرطا يستثني المستوطنات.

ورجحت “هآرتس” أن يوقع وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الحكومة البديل، يائير لبيد، خلال مشاركته في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يوم الإثنين المقبل، على انضمام إسرائيل إلى الاتفاقية.

وكانت ريغيف قد صرّحت بعد سحب موافقتها على الانضمام إلى المشروع الأوروبي بأنه “طالما هناك استثناء ليهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)، فلن تكون هذه المسألة على جدول أعمال الحكومة”، الأمر الذي عرقل انضمام إسرائيل إلى Creative Europe.

ولفت التقرير إلى أن ميزانية برنامج Creative Europe بلغت خلال السنوات السبع الماضية نحو 1.46 مليار يورو، ووفر التمويل لـ250 ألف فنان ومشروع فني أو إعلامي، بما في ذلك المشاركة في إنتاج مئات الأفلام وإنجاز ترجمات لآلاف الكتب إلى لغات مختلفة.

وبحسب “هآرتس”، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، كان قد تمكن عندما شغل منصب وزير الاقتصاد الإسرائيلي، بين عامي 2013 و2015، من التوصل إلى تسوية مع الاتحاد الأوروبي لانضمام إسرائيل إلى برنامج أوروبي موازٍ، والذي يحظر أيضًا منح الميزانيات لمشاريع إسرائيلية تنفذ خارج نطاق “الخط الأخضر”.

إسرائيل حسمت بشأن التدخل في الحرب السورية وإسقاط الأسد

لقطات حصرية.. “ما خفي أعظم” يكشف طرق حصول المقاومة بغزة على السلاح رغم ضغوط دول عربية عليها

ارتفاع معدلات البطالة في اسرائيل لتقترب من مليون شخص 

وأوضحت “هآرتس” أن بينيت مهد الطريق حينها، في العام 2014، لانضمام إسرائيل إلى برنامج يوفر ميزانيات ضخمة للأنشطة العلمية والتكنولوجية والذي يدعى Horizon 2020؛ حيث اقترح بينيت إرفاق ملحق إلى الاتفاقية ينص على أن إسرائيل تعارض توجيهات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالمستوطنات، وأن توقيع إسرائيل اتفاقية الانضمام إلى Horizon 2020 لا يشكل اعترافا إسرائيلا بهذه التوجيهات، وأصبح اقتراح بينيت جزءًا من صيغة التسوية التي مكّنت إسرائيل من الانضمام إلى هذا المشروع.

وأشار التقرير إلى أن لبيد ووزير الثقافية الإسرائيلي، حيلي تروبر، اتفقا على إتمام مسألة الانضمام الإسرائيلي إلى Creative Europe على أساس صيغة التسوية المتمثلة بالملحق الذي أدرج في اتفاقية الانضمام إلى Horizon 2020.

وأوضحت “هآرتس” أن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الأسبوع المقبل، سيمثل أول حدث أوروبي رسمي يحضره وزير خارجية إسرائيلي منذ أكثر من عقد، ولفتت إلى أن إسرائيل تعلق آمالًا كبيرة على هذا الاجتماع.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على التحضيرات الإسرائيلية للمشاركة في قمة وزارء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل قوله إن “الحكومة الجديدة مهتمة بفتح صفحة جديدة مع أوروبا وتغيير العلاقة المبنية على الشك وعدم الثقة التي رسخها رئيس الحكومة السابق، نتنياهو”.

وبحسب الصحيفة فإن مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، دعا لبيد ليكون ضيف الشرف في الاجتماع، حيث سيلتقي بـ26 وزير خارجية أوروبي، وسيعقد معهم مباحثات ثنائية، ثم يجري معهم مناقشة موسعة لاحقًا.

ورجّحت “هآرتس”أن يبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي نظرائه الأوروبيين عن نية إسرائيل الانضمام إلى مشروع Creative Europe، على أن تدخل إسرائيل في مفاوضات حول صياغة الاتفاقية.

وقال مصدر مطلع على المساعي الإسرائيلي في هذا الشأن إن “بالنسبة لعالم الفن الإسرائيلي، تعد هذه خطوة دراماتيكية”. وأضاف أن “إسرائيل ستستثمر الكثير من الأموال في المشروع، لكن كل الأموال بل وأكثر، ستُعاد للاستثمار في مشاريع ثقافية (إسرائيلية). وبخلاف الربح الاقتصادي، يدور الحديث عن العضوية بناد ثقافي مهم وبطاقة دخول للتعاون الواسع مع أوروبا”.

يذكر أن جميع هذه البرامج الأوروبية تتضمن شرطا إقليميا ينص على أن الاتفاق لن يطبق على المؤسسات الثقافية والفنانين في الأراضي المحتلة عام 1967، أي في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية والجولان السوري المحتل.

المصدر/عرب ٤٨

شاهد أيضاً

ما عرفه نتنياهو قبل 7 أكتوبر: التحذيرات بشأن حماس والاغتيالات غير المصرح بها والموضوع الإيراني

ترحمة: أمين خلف الله  القناة 12 عمري مانيف بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، عندما بدأت …

%d مدونون معجبون بهذه: