الرئيسية / العالم / ما بعد العدوان على غزة.. بلينكن يعلن حشد الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة بمعزل عن حماس

ما بعد العدوان على غزة.. بلينكن يعلن حشد الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة بمعزل عن حماس

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن تعتزم إعادة فتح القنصلية في القدس الشرقية للتعاطي مع الفلسطينيين. وأكد على حل الدولتين، كما أعلن عن تبرعات أميركية لإعمار قطاع غزة وحشد المجتمع الدولي لذلك، بمعزل عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وفي ختام زيارته لإسرائيل والضفة الغربية، قال بلينكن في مؤتمر صحفي عقده بالقدس إن الاهتمام بالحاجات الإنسانية لسكان غزة نقطة أساسية وواشنطن ستحشد الدعم الدولي لذلك.
وشدد على أن دور حركة حماس سيتغير في غزة إذا تمكنت واشنطن وشركاؤها من تنفيذ جهود إعادة الإعمار والإغاثة بمعزل عن الحركة.

وأشار الوزير الأميركي إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن قادت جهودا دبلوماسية حثيثة خلف الكواليس لوضع حد للعنف بين إسرائيل وغزة.

وأشاد بمحادثاته التي أجراها اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال “اليوم كان يوما منتجا”.

ولفت إلى ضرورة التطرق للأسباب الرئيسية للتصعيد الأخير بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، مؤكدا أن حل الدولتين هو “السبيل الوحيد” لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين في حال تمت تلبية الشروط المناسبة.

تبرعات
وفي رام الله قال بلينكن -خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله- إن الإدارة الأميركية ستطلب من الكونغرس 75 مليون دولار لمساعدة الفلسطينيين في عام 2021.

كما تعهد الوزير الأميركي بتقديم 5.5 ملايين دولار لإعادة الإعمار في قطاع غزة، مشددا على عدم السماح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالاستفادة من تلك المساعدات، وتحدث عن تقديم 32 مليون دولار لمؤسسات الإغاثة.

وأشار بلينكن إلى التوتر في القدس بسبب الانتهاكات الإسرائيلية، قائلا إن بلاده ستستمر بمعارضتها لأي استفزازات من جانب واحد، مؤكدا أحقية العائلات المسلمة والمسيحية في ممارسة العبادات.

ولفت الوزير الأميركي إلى أن واشنطن ستعيد فتح القنصلية في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، في إشارة إلى تطور في العلاقة بين إدارة بايدن والسلطة الفلسطينية بعد أن تم إغلاق القنصلية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أعلن اعتراف به بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وكان موقع أكسيوس الأميركي نقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن بلينكن أخبر نتنياهو أن إدارة الرئيس جو بايدن تريد إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس في أقرب وقت ممكن رغم تحفظ نتنياهو.

وذكرت مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة أن الرئيس عباس أكد خلال اللقاء الاستعداد لتشكيل حكومة وحدة وطنية مقبولة لدى المجتمع الدولي للإشراف على إعادة الإعمار في قطاع غزة.

وفي وقت سابق اليوم، التقى الوزير الأميركي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال إن حضوره إلى منطقة الشرق الأوسط برهان على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، ونزع فتيل الأزمة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

بالصور وزارة التعليم بغزة تنعي ثلاثة شهداء من طلابها وتحمل الاحتلال المسؤولية

الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة :معركة “سيف القدس” نصرةً لأهلنا في المدينة المقدسة

وأوضح بلينكن أن واشنطن ستعمل على حشد الدعم الدولي للاستجابة للوضع الإنساني في غزة، وأنها ستحرص على ألا تستفيد حركة حماس من أموال إعادة الإعمار.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو إن أي انتهاك لوقف إطلاق النار في غزة سيواجه برد قوي.

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قالت إن جولة وزير الخارجية الأميركي في الشرق الأوسط تستهدف مناقشة الظروف الملائمة لوقف إطلاق نار دائم في غزة وإعادة إعمار القطاع.

رسالة أردنية
وقبل وصور الوزير الأميركي إلى رام الله، حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى والإصرار على ترحيل سكان حي الشيخ جراح سيعيدان تفجير الأوضاع.

وأشاد الوزير الأردني -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي برام الله- بما وصفها بالمواقف الإيجابية التي صدرت عن الإدارة الأميركية بشأن الاستيطان وحل الدولتين وتهجير الفلسطينيين، وأشار إلى أهمية التفاعل مع هذه المواقف والبناء عليها، على حد تعبيره.

وأضاف أنه التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحمل له رسالة من الملك الأردني تتعلق بتنسيق المواقف.

وأوضح الصفدي أن “الرسالة أكدت تنسيق الجهود من أجل التعامل مع المرحلة الحساسة التي نحن بصددها اليوم بعد وقف العدوان على غزة وضمان التقدم إلى الأمام لإيجاد الأفق السياسي الحقيقي الذي يشكل السبيل الوحيد لعدم تكرار التصعيد الذي شهدناه”.

المقاومة تفي بوعدها..رشقات صاروخية تصل مدينة القدس وتدك باقي مستوطنات الاحتلال

20 شهيد من بينهم تسعة اطفال في مجزرة ارتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين بقطاع غزة

وحتى لا يتكرر التصعيد، دعا الصفدي إلى وقف الاعتداءات والانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، وإلى عدم ترحيل أهالي حيي الشيخ جراح وسلوان.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الفلسطيني، خلال المؤتمر، أهمية التنسيق الفلسطيني الأردني من أجل الوصول إلى مسار سياسي يحول دون تكرار ما حصل من تصعيد أخير، بما يفضي إلى استئناف المفاوضات.

كانت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية نقلت عن عباس -خلال لقائه الصفدي- تأكيد الرئيس الفلسطيني ضرورة الانتقال بعد تثبيت التهدئة، إلى مرحلة البدء العاجل بمسار سياسي تحت إشراف اللجنة الرباعية الدولية، “ينهي الاحتلال الإسرائيلي عن شعبنا وأرضنا، ويؤدي لنيل شعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله في دولة ذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية، على أساس قرارات الشرعية الدولية”.

عدم إشراك حماس
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلينكن سيعمل على إدراج الشركاء الرئيسيين الآخرين في المنطقة، بما في ذلك الجهود الدولية المنسقة لضمان وصول المساعدات الفورية إلى غزة “بطريقة تفيد الناس هناك وليس حماس”، وفق تعبيره.

من جانبه، قال مسؤول بالخارجية الأميركية إن عدم الحديث مع حماس في غزة يطرح تحديا، وإن الإدارة الأميركية تأمل إعادة دور السلطة الفلسطينية في غزة بطريقة ما.

وتابع المسؤول بأن واشنطن لا ترى أن حماس تتمتع بحق النقض، وأن العمل سيكون مع الأمم المتحدة التي قال إن لها وجودا هادفا على الأرض ضمن عملية تقديم المساعدات.

لكنه اعترف بأن حماس ما تزال موجودة على الأرض، وأن واشنطن ستعمل على احتواء جهودها، وأنها تأمل وتتوقع أن يستمر وقف إطلاق النار على المدى القريب.

وأوضح أن الولايات المتحدة ستعمل بشراكة مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية من أجل أن يستفيد سكان غزة من المساعدات، وأن لمصر دورا في هذا المجال.

وأشار إلى أنه لا يوجد ما يضمن ما سماه عدم استغلال المساعدات من حماس، ولكن الإدارة الأميركية ستعمل على أن تصل هذه المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون لها، حسب تعبيره.

وكان البيت الأبيض ذكر أن الرئيسين الأميركي والمصري عبد الفتاح السيسي تشاورا -عبر اتصال هاتفي- بشأن الحاجة الملحة لإرسال المساعدات الإنسانية لسكان غزة “بطريقة تفيد الناس لا حركة حماس”، حسب تعبير البيت الأبيض.

من جهتها، ذكرت الرئاسة المصرية أن بايدن والسيسي ناقشا مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، فضلا عن دعم تثبيت وقف إطلاق النار.

كما أكدت الرئاسة المصرية أن بايدن أوضح عزم واشنطن على إعادة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية لما كانت عليه ودعم السلطة الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

شاهد أيضاً

الاتفاق سيتم توقيعه مع الحكومة اللبنانية، لكنه ضد حزب الله، وبضمانة إيران

ترجمة: أمين خلف الله  هارتس تسفي بارئيل “التسوية” مصطلح مضلل يحاول إبعاد المعنى الحقيقي للتحرك …

%d مدونون معجبون بهذه: