الرئيسية / العالم / هل غير الجيش الجزائري موقفه من بوتفليقة؟

هل غير الجيش الجزائري موقفه من بوتفليقة؟

ذكرت مجلة الجيش الجزائري في افتتاحية عددها الصادر الجمعة 8 آذار/ مارس بعنوان “تعزيز الرابطة جيش- أمة”، أن للجيش والشعب رؤية واحدة ومصيرا واحدا.

وجاء في الافتتاحية “إن ما حققه جيشنا على أصعدة عدة ووقوفه اللا مشروط إلى جانب أمته، يؤكد تماسك الشعب مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتوحد رؤيتهما للمستقبل”.


متابعون رأوا في افتتاحية الجيش إعلانا لموقفه تجاه الحراك الشعبي الرافض لاستمرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الحكم، كما أن وسائل إعلام اعتبرت افتتاحية مجلة الجيش “مؤشرات إضافية على انحيـاز الجيش للحراك”.

يأتي ذلك بعد أسبوع واحد من آخر تصريح لرئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، الذي أكد في تعليقه على ما جرى خلال أولى مظاهرات الحراك يوم الجمعة 22 شباط/ فبراير، أن هناك “أطرافا تريد أن تعيدنا لسنوات الجمر”.

بعدها أصدرت وزارة الدفاع بيانا حاولت من خلاله “استدراك” ما فات القايد صالح، لتؤكد أن الجيش متمسك بحياده بخصوص المسائل السياسية.

فهل غير الجيش موقفه؟

بالنسبة لأستاذ العلوم السياسية والإعلام نوري معمري، فإن الجيش الجزائري استطاع فعلا الحفاظ على مبدأ الحياد بخصوص ما يجري في الساحة السياسية، رغم الاتهامات الموجهة إليه بدعم الرئيس المنتهية ولايته.

وفي اتصال مع “الحرة” لفت معمري إلى الطابع السلمي للمظاهرات والذي لا يدع للجيش أي مجال للتدخل.

ورفض معمري القراءة التي تقول إن الجيش غيّر موقفه من الحراك بعد إصرار الشعب على مطلب “لا للعهدة الخامسة”. وقال “لا أعتبره تغييرا للموقف بل تفسيرا تدريجيا لما لم يفهم من حديث قايد صالح”.

أما المحلل السياسي عبد العالي رزاقي فرأى أن الجيش غير موقفه نظرا لقوة الاحتجاجات التي تتزايد “جمعة بعد جمعة” على حد تعبيره.

وفي حديث لـ “الحرة” كشف رزاقي أن الجيش “أراد هذه المرة مصارحة الشعب وإظهار موقفه من الحراك بشكل مباشرة”.

وتابع رزاقي “الجيش تخلى عن بوتفليقة وحسم أمره لصالح الحراك الشعبي، ولا يمكن أن يكون أكثر وضوحا من هذا”.

أما عن قراءته لما قد يحدث بعد وقوف الجيش إلى جانب الشعب وإمكانية حدوث “انقلاب عسكري على الرئيس بوتفليقة”، فقد أصر رزاقي على أن الحديث عن انقلاب “لا ينسحب على ما يحدث في الجزائر اليوم”.

وأضاف أن “الانقلاب يسمى كذلك عندما تقف الجيوش ضد إرادة الشعوب، ما يحدث بالجزائر عكس ذلك تماما”، قبل أن يستدرك “ولاية بوتفليقة تنتهي قبل أقل من شهر، والشعب يرفض استمراره، لا داعي للانقلاب عليه”.

وفي سياق تحليله، كشف رزاقي عن انعقاد اجتماع أمني ليلة الجمعة جمع كبار القادة وخص بالذكر رئيس المخابرات بشير طرطاق، وقائد الجيش قايد صالح وبعض الوجوه من محيط الرئيس بوتفليقة تحضيرا لخروجه من سدة الحكم بطريقة “حضارية تعطي صورة عن الديمقراطية الجزائرية” على حد وصفه.

وتوقع رزاقي إيجاد طريقة قانونية من خلال رفض المجلس الدستوري لملف بوتفليقة، وإحداث سابقة في تاريخ الجزائر والدول العربية، حسب تعبيره.

المصدر/راديو سوا

شاهد أيضاً

الاتفاق سيتم توقيعه مع الحكومة اللبنانية، لكنه ضد حزب الله، وبضمانة إيران

ترجمة: أمين خلف الله  هارتس تسفي بارئيل “التسوية” مصطلح مضلل يحاول إبعاد المعنى الحقيقي للتحرك …

%d مدونون معجبون بهذه: