الرئيسية / شئون إسرائيلية / لماذا يستصعب جيش الاحتلال ترجمة الإنجازات أمام حركة حماس للجمهور الإسرائيلي”؟

لماذا يستصعب جيش الاحتلال ترجمة الإنجازات أمام حركة حماس للجمهور الإسرائيلي”؟

في ظل التقارير الإعلامية عن جهود عربية ودولية للتوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، سعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر الجمعة، إلى استعراض “إنجازات” عسكرية نفذها في قطاع غزة، لكنه أقر بأنه أخفق مرات في استهداف عدة قيادات في فصائل المقاومة في القطاع، وكذلك في تحديد مواقع إطلاق القذائف الصاروخية طويلة المدى في القطاع.

وزعم جيش الاحتلال في إحاطة للصحافيين الإسرائيليين، أنه منذ بداية العدوان الأخير الذي أطلق عليه “حراس الأسوار”، قتل عشرة من قيادات فصائل المقاومة على الأقل، وأنه حاول عدة مرات اغتيال قيادات رفيعة في حركة حماس، وأقر بأنهم لم يتعرضوا لأي أذى رغم محاولات اغتيالهم. وقال إن من بين المصابين في محاولات الاغتيال، من وصفه بقائد هيئة العمليات في حماس، عز الدين حداد، بالإضافة إلى المشرفين عن مقرات التدريبات العسكرية، حكام يوسف ورائد صلاح، بحسب مزاعمه. كما قال إنه استهدف قائد كتيبة خان يونس (لم يذكر بأي فصيل)، رفعت سلامة، وآخرين.

وأشار محللون عسكريون إسرائيليون مع بداية العدوان على غزة إلى أن “الجيش أخفق في تقدير نوايا وخطط حماس بالتصعيد. في المقابل، نقل موقع “يديعوت أحرونوت” عن مصادر عسكرية أن شعبة الاستخبارات العسكرية علمت يوم الإثنين الماضي بنوايا حماس إطلاق رشقة قذائف صاروخية نحو القدس ردًا على مسيرة المستوطنين في المدينة في اليوم ذاته، وأن الإنذار الذي تلقته شعبة الاستخبارات شمل تقديرات بعدد القذائف التي ستُطلق على القدس، وأنه جرى نشر بطاريات “القبة الحديدية” في اليوم ذاته بناء على هذه المعلومات”.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية، أن تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش (أمان) بأن حماس استنفدت كافة “مفاجآتها” خلال العدوان الجاري.

ونقل موقع “يديعوت” أن “المعلومات عن نوايا حماس باستهداف منطقة القدس بقذائف نُقلت إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مرفقة بتوصية بـ”تقليص الحدث القابل للانفجار”، أي مسيرة المستوطنين في ذكرى ما يسمى “يوم القدس”، وهي ذكرى احتلال الجزء الشرقي من المدينة في العام 1967”. وأوضحت المصادر العسكرية التي تحدثت لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن مسيرة المستوطنين تزامنت مع المواجهات في المسجد الأقصى وباب العامود والشيخ جراح. ولفتت هذه المصادر إلى أن الشرطة أصرت طيلة يوم الإثنين على أنه بالإمكان تنظيم المسيرة السنوية في البلدة القديمة، وبعد ضغوط من الجيش وجهاز “الشاباك” جرى تعديل مسار المسيرة.

وفي ما يبدو أنه محاولة لتجنيب الجيش والاستخبارات العسكرية للانتقادات في أعقاب التصعيد الأخير، وإخفاقه في توقع خطط حماس بالتصعيد، نقل موقع “يديعوت” عن مصادر في الجيش، أنه خلال الشهر الماضي طرحت شعبة الاستخبارات العسكرية المخاطر من تفجر الأوضاع في غزة نتيجة الأحداث في الشيخ جراح، ونشر الحواجز الحديدية في باب العامود، واقتحام الشرطة للمسجد الأقصى، والتي تزامنت مع قرار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلغاء الانتخابات في السلطة الفلسطينية، بحسب ما نقل موقع “يديعوت”.

وذكرت المصادر العسكرية للموقع ذاته أن “الجيش يستصعب حتى الآن ترجمة الإنجازات أمام حركة حماس للجمهور الإسرائيلي”.

وفي أعقاب ذلك، زعمت المصادر العسكرية في الإحاطة الصحافية أن الجيش تمكن من الإضرار بشكل جدي بمنظومة تصنيع القذائف والوسائل القتالية في القطاع، وادعى أن إعادة ترميمها سيستغرق عدة أشهر أو سنوات، خصوصًا وأنه استهدف مهندسين وخبراء في تطوير القذائف، بحسبه. وزعم أن 5 من أصل 19 ألوية عسكرية في حماس فقدت كليًا قدرتها القتالية في الأنفاق، وأنه دمر شبكة أنفاق تمتد لكيلومترات في شمالي القطاع.

وبحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فإن “العقيدة القتالية لحماس في الأنفاق قد اهتزت”، بحسب ما نقل موقع “يديعوت” عن مصادره، وأن لدى الجيش القدرة على تدمير شبكة الأنفاق إذا استمر القتال في الأيام المقبلة.

في المقابل، ذكر الموقع أن “شعبة الاستخبارات العسكرية لم تنجح في تحديد مواقع إطلاق القذائف الصاروخية طويلة المدى. وبحسب التقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإن عدد القذائف في القطاع مع بدء العدوان بلغ 14 ألف قذيفة، فيما جرى إطلاق نحو ألفي قذيفة، وتدمير 700 قذيفة أخرى بغارات الاحتلال”.

وذكر الموقع نقلا عن المصادر العسكرية أن “خطط حماس كانت إطلاق ما بين 100 إلى 150 قذيفة طويلة المدى في كل رشقة صاروخية تستهدف منطقة “غوش دان” (وسط البلاد)، وأنه نفذ خططه هذه مرتين في الأسبوع المنصرم، لكن وتيرة هذه القذائف تراجعت في الأيام الأخيرة”؛ بحسب المصادر العسكرية الاستخبارية لموقع “يديعوت”.

وبحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فإن مخزون القذائف في القطاع يمكن الفصائل خوض مواجهة لستين يومًا.

ونقل موقع “يديعوت” عن مصادر أن الجيش يستغل بشكل جيد جدا الفرصة التي أتاحها المستوى السياسي خلال التصعيد الحالي، لكن هذه المصادر أوضحت أنه بالإمكان إنهاء العملية ضد قطاع غزة مع “هذه الإنجازات العسكرية العديدة حتى الآن”، و”قبل أن يؤدي حدث واحد فيه قتلى إسرائيليين إلى توسيع المعركة واستمرارها لأسابيع طويلة”.

وخلصت هذه المصادر إلى أن في “الاستخبارات العسكرية سوف توصي أمام المستوى السياسي في نهاية المواجهة باستغلالها للتوصل لتسوية جدية في القطاع، وبخطوات مدنية في القطاع التي ستزيد من حجم الخسائر في غزة في حال تصعيد جديد”.

وخلال تفقده لبطارية تابعة للقبة الحديدية في الجنوب، اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أن “حماس ارتكبت خطأ فادحا عندما قامت بإطلاق الصواريخ على إسرائيل. الجيش رد بفعل يرتكز على خطط أعددناها مسبقًا ولا يزال أمامنا عدد من المراحل المحضر لها”.

وأضاف “ردة فعلنا تتم بقوة كبيرة والتي حققت العديد من الإنجازات التي أدت إلى إلحاق ضرر كبير في نظام الإنتاج الصاروخي لحماس والجهاد الإسلامي وبوسائل قتالية سيستغرق زمنًا طويلا لإعادة تأهيلها. في الوقت نفسه، نسعى إلى تعزيز جهود الدفاع جوًا برًا وبحرًا ولعل الأهم من بينها هي الجهود المبذولة لتعزيز الدفاع في وجه الصواريخ والقذائف التي تقع مسؤوليتها على عاتقكم لحد معين”.

المصدر/عرب ٤٨

شاهد أيضاً

ما عرفه نتنياهو قبل 7 أكتوبر: التحذيرات بشأن حماس والاغتيالات غير المصرح بها والموضوع الإيراني

ترحمة: أمين خلف الله  القناة 12 عمري مانيف بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، عندما بدأت …

%d مدونون معجبون بهذه: