أفاد مسؤول أميركي رفيع، الأربعاء، بأنّ بلاده أطلعت إيران على تفاصيل بشأن العقوبات التي هي على استعداد لرفعها في إطار العودة إلى الاتفاق النووي.
وتأخذ الولايات المتحدة وإيران استراحتهما الثانية من المحادثات غير المباشرة في فيينا بهدف إحياء الاتفاق النووي، بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب منه.
وقال المسؤول الأميركي في المحادثات الأخيرة التي يقودها الاتحاد الأوروبي: “هذه المرة دخلنا في تفاصيل أكثر”. وأضاف: “قدمنا إلى إيران عدداً من الأمثلة تتعلق بنوع العقوبات التي نعتقد أننا سنحتاج إلى رفعها من أجل العودة إلى الامتثال، والعقوبات التي نعتقد أننا لن نحتاج إلى رفعها”، بحسب “فرانس برس”.
ولفت المسؤول إلى أنّ الولايات المتحدة تطرقت أيضاً إلى فئة ثالثة وصفتها بأنها “حالات صعبة”، حيث أعاد ترامب فرض عقوبات لا تتعلق بالأنشطة النووية، بل فُرضَت بشكل بحت “بهدف منع” بايدن من العودة إلى الاتفاق.
ومارست إيران ضغوطاً على واشنطن لرفع جميع العقوبات المفروضة في عهد ترامب مقابل عودتها عن الخطوات التي اتخذتها بالتخلي عن التزامات بموجب اتفاق 2015.
وقال المسؤول الأميركي إنّ الولايات المتحدة وإيران لم تدخلا بعد في التفاصيل بشأن مسألة من يبدأ أولاً. لكنه أضاف: “نحن منفتحون على أنواع مختلفة من آليات التسلسل التي تتوافق مع مصلحتنا (…) برؤية امتثال تام لدى الطرفين”.
الأزمة بين نتنياهو والملك الأردني قد تنعكس على الحدود
تكرس الأزمة “الإسرائيلية” . . سيناريو المعركة الخامسة في الأفق
إسرائيل حسمت بشأن التدخل في الحرب السورية وإسقاط الأسد
ورفض المسؤول تأكيد ما ورد في تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” عن استعداد إدارة بايدن لتخفيف العقوبات المفروضة على قطاعي المال والنفط الإيرانيين.
في السياق ذاته، نقل موقع “والاه” الإسرائيلي بدوره عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أنّ إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت إسرائيل بأنها سترفع العقوبات عن إيران، مشيراً إلى أن هناك خلافات بين واشنطن وتل أبيب بشأن ظروف العودة إلى الاتفاق.
واستدرك المسؤول الأميركي بقوله إن واشنطن لن توافق على أن يسبق رفع العقوبات شروع الإيرانيين في الخطوات الهادفة إلى تقييد برنامجهم النووي.
وأقر المسؤول الأميركي بأن واشنطن توافق على تأجيل بحث ترسانة إيران الصاروخية وتمددها الإقليمي إلى ما بعد التطبيق المتبادل للاتفاق النووي الأصلي، الذي وُقع في عام 2015.
وشدد المتحدث ذاته على أنّ الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة، لا تمنع واشنطن من التعامل بشفافية مع تل أبيب وإطلاعها على التطورات المتعلقة بمحادثات فيينا، مضيفاً أنّ الولايات المتحدة أجرت اتصالات مكثفة مع إسرائيل بشأن شروط العودة إلى الاتفاق النووي قبل جولة المحادثات الأخيرة في فيينا وبعدها.
وأوضح أن الولايات المتحدة طمأنت إسرائيل إلى أن الرغبة الأميركية في العودة إلى الاتفاق النووي، لا تعني عدم العمل ضد الجهود “التخريبية” لإيران في المنطقة.
وعلى الرغم من أنّ المسؤول الأميركي قد أكد أن الجولة الثانية من محادثات فيينا قد أحرزت تقدماً، إلا أنه لا يمثل تقدماً كبيراً، مشيراً إلى أن كلاً من الولايات المتحدة وإيران تعيان طابع الخطوات التي يجب عليهما القيام بها من أجل تطبيق الاتفاق النووي الأصلي بشكل كامل.
وعلى الرغم من أن المسؤول الأميركي وصف المسافة التي قُطعَت حتى الآن في سبيل العودة إلى الاتفاق النووي بأنها أقصر من المسافة الباقية لإنجاز هذا الهدف، إلا أنه لم يستبعد التوصل إلى اتفاق حتى منتصف شهر مايو/ أيار المقبل، مستدركاً بأنّ هذا يتوقف على التقدم الذي سيُحرَز حتى ذلك الوقت.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أعرب، في وقت سابق، عن تفاؤله، قائلاً إن المفاوضات حققت “تقدماً بنسبة من 60 إلى 70%”.
“تقدم” و”تحذيرات”
ومع رفض إيران التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، يجول المسؤول الأوروبيون بين الطرفين. ويعقد دبلوماسيون من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وإيران وروسيا اجتماعاتهم في فندق فاخر في فيينا، بينما يشارك ديبلوماسيون أميركيون في المحادثات بشكل غير مباشر من فندق قريب.
كان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أعرب، في وقت سابق، عن تفاؤله، قائلاً إن المفاوضات حققت “تقدماً بنسبة من 60 إلى 70%”
وقال ديبلوماسي أوروبي: “حققنا تقدماً، لكن لا يزال يتعين عمل الكثير”. وأضاف: “نحض كلّ الأطراف على اغتنام الفرصة الدبلوماسية المطروحة أمامهم. ندين الإجراءات التي يمكن أن يتخذها أي طرف، ومن شأنها أن تؤدي إلى التصعيد أو تعريض التقدم المحرز للخطر”.
اجتمع المفاوضون في فيينا، منذ بداية إبريل/ نيسان، في محاولة لإنقاذ الاتفاق، ومن المنتظر أن يستأنفوا نقاشاتهم بداية الأسبوع المقبل بعد وقفها للسماح للوفود بمناقشة التطورات مع دولهم.
ويسود شعور بالاستعجال مع بدء إيران إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة تراوح 60%، ما يقرّبها من نسبة 90% الضرورية للاستعمالات العسكرية.
من جهته، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ إنتاج إيران اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% في تراجع جديد عن التزاماتها في الاتفاق، لا يساعد في كسر الجمود.
وتؤكد إيران أنّ قراراها جاء “رداً” على “الإرهاب النووي” بعد انفجار في محطة التخصيب في نطنز تنسبه إلى إسرائيل. ويجب حالياً الاتفاق على العقوبات التي سترفعها واشنطن، وهذه إحدى أهم النقاط الشائكة في المفاوضات، وكيفيّة عودة الإيرانيين لاحترام كامل التزاماتهم الواردة في الاتفاق.
وتعليقاً على مباحثات فيينا بشأن الاتفاق النووي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قبل ثلاثة أيام إن “هناك تقدماً ونحن على مسار صحيح، لكن ذلك لا يعني أن الحوارات دخلت مرحلتها الأخيرة وحل الخلافات”.
وأضاف خطيب زادة أن طهران قدمت “نصوصاً مكتوبة للحؤول دون الدخول في مفاوضات استنزافية، وننتظر من الأطراف الأخرى أيضاً العمل بالمثل وتقديم نصوص مشتركة”، لافتاً إلى أن ما يجري في فيينا “حوارات فنية لرفع العقوبات وعودة الولايات المتحدة إلى تنفيذ تعهداتها بالاتفاق النووي والقرار 2231” لمجلس الأمن، والمكمل للاتفاق المبرم عام 2015.
وأوضح: “إننا في مرحلة صعبة” من المباحثات و”نسعى إلى تأمين مصالح شعبنا”، مؤكداً أنه إذا قررت أميركا “الابتعاد عن تراث (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب الفاشل والعودة إلى التزاماتها، فالمشاورات ستتقدم بشكل أسهل”.
ونفى خطيب زادة وجود مباحثات مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا، قائلاً إن مباحثات بلاده مع أطراف الاتفاق النووي، مشدداً على أن طهران لن تعود لتنفيذ تعهداتها النووية قبل رفع جميع العقوبات والتحقق من ذلك عملياً.
المصدر/العربي الجديد