أجمع محللون سياسيون في الصحف الإسرائيلية اليوم، الثلاثاء، على أن فشل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بالحصول على أغلبية في اللجنة المنظمة في الكنيست، لم يكن هزيمة تُنهي حكم نتنياهو، رغم أن هذا الفشل هو ضربة موجعة، وأن احتمال سن قانون الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة ما زال قائما.
وصادقت الهيئة العامة للكنيست، أمس، على مقترح المعسكر المناوئ لنتنياهو لتشكيلة اللجنة المنظمة، الذي أيدته أغلبية 60 عضو كنيست وعارضه 51 عضو كنيست. وأسقطت القائمة الموحدة مقترح الليكود وأيدت المقترح المضاد.
وأشار المحلل السياسي في “معاريف”، بن كسبيت، إلى أنه “للمرة الأولى في العصر الحالي تلقى بنيامين نتنياهو ضربة قاضية في ملعبه البيتي… لكنه لم يُهزم. وللمرة الأولى، يجد نتنياهو أمامه في الحلبة خصم هام، من الوزن الثقيل، هو يائير لبيد، الذي أثبت أنه محنك أكثر من نتنياهو، ومن دون الأكاذيب والخدع والجنون طبعا. والحديث لا يدور عن لبيد ومنصور عباس فقط، وواضح أنه توجد هنا مجموعة كاملة. وهي تضم غدعون ساعر، زئيف إلكين، أفيغدور ليبرمان وبيني غانتس”.
وأضاف كسبيت أنه توجد لنتيجة التصويت حول اللجنة المنظمة، أمس، “أهمية رمزية وجوهرية. رمزية، لأنها أثبتت أن نتنياهو ليس خالدا. وجوهرية، لأن هذا حدث بلور شكل لجان الكنيست، التي فقد نتنياهو السيطرة فيها”.
وتابع أنه “على إثر ذلك، فإن احتمال أن يمرر الفكرة الفاسدة وتغيير قوانين اللعبة خلال مجرى اللعبة والانتقال الآن إلى الانتخاب المباشر، يتضاءل جدا. لكن ما زال أمام نتنياهو أسبوعين حتى انتهاء مهلة التفويض بتشكيل حكومة. وإا لم ينجح بتغيير طريقة الانتخابات سيعين رئيس حكومة من قبله، مثلما اقترح أحد أبواقه في تويتر، أمس”.
الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة
اعتبرت محللة الشؤون الحزبية في “يديعوت أحرونوت”، سيما كدمون، أنه “إذا نجح نتنياهو بتمرير قانون الانتخاب المباشر فإنه سينتخب رئيسا للحكومة، فيما سيمتنع ناخبون كثر، العرب على سبيل المثال، عن التصويت. وإذا كان صحيحا أن بندا في مشروع القانون يقضي بالسماح للناخبين في الانتخابات الأخيرة فقط المشاركة في التصويت، فإنه بالإمكان التنازل عن الانتخابات وتنصيب نتنياهو منذ الآن. وإذا انتُخب، فإنه سيبقى هنا إلى الأبد. وهذا سيكون رئيس حكومة لن يوقفه أي شيء. والأمر الأول الذي سينفذه هو إلغاء اتفاق رئيس الحكومة البديل. وسيسيطر على وزارة القضاء، ويعين مستشار قضائيا ونائبا عاما ويغلق لنفسه الملفات” التي يحاكم عليها.
ووصفت كدمون مشروع قانون الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة بأنه “حدث إستراتيجي”، وأنه “الأمر الأهم الماثل أمام تحالف التغيير، أو ’حكومة الوحدة’، كما يسميها لبيد. والطريق الوحيدة لمنع ذلك هي بتفتيت الأغلبية الداعم لنتنياهو والتي ستسمح بسن هذا القانون. والسبيل إلى ذلك هي قدرة لبيد وساعر فقط على التوصل إلى اتفاقات مع (رئيس حزب “يمينا” نفتالي) بينيت الأسبوع المقبل. وإذا تريث لبيد أو تصرف ببطء، فإن بينيت قد يتوصل إلى اتفاقات مع نتنياهو على الانتخاب المباشر”.
وأشارت كدمون إلى أن عضو الكنيست عن “يمينا”، أييليت شاكيد، غضبت على رئيس الائتلاف، عضو ا لكنيست ميكي زوهار، بعد التصويت على اللجنة المنظمة وفوز مقترح حزب لبيد.
وبحسب نتيجة التصويت على اللجنة المنظمة، فإنه لم يعد بإمكان أي من المعسكرين، المؤيد لنتنياهو والمناوئ له، إقرار شيئا في الكنيست، بعد أن تحول “يمينا” والقائمة الموحدة إلى بيضة القبان.
ولفت محلل الشؤون الحزبية في “هآرتس”، يوسي فيرتر، إلى أن مشروع قانون الانتخاب المباشر يتضمن بندا آخر يمنح رئيس الحكومة المنتخب مهلة 90 يوما من أجل تشكيل حكومة، إضافة إلى البند الذي يسمح للناخبين الذين شاركوا في الانتخابات الماضية فقط بالتصويت. ورأى فيرتر أن هذه بنود تستدجعي المحكمة العليا إلى شطبها.
وأضاف فيرتر أنه “اليوم أيضا، بعد فشل الليكود في الكنيست لدى التصويت على اللجنة المنظمة، لا توجد إمكانية للإسراع في دفن قانون الانتخاب المباشر. فنتنياهو أمل، وما زال يأمل، بسن هذا القانون بتأييد 63 عضو كنيست، بضمنهم الصهيونية الدينية، يمينا والقائمة الموحدة. وبعد أن أفشلته الموحدة، أمس، فإنه ملزم بإعادة التفكير في طريقه”.
حكومة مع الحريديين وبدون تأييد الأحزاب العربية
في هذه الأثناء، يستعد بينيت لإمكانية فشل نتنياهو بتشكيل حكومة وعدم سن قانون الانتخاب المباشر. وفي هذه الحالة سينتقل إلى المعسكر المناوئ لنتنياهو، الذي يجري اتصالات معه في موازاة اتصالاته مع نتنياهو، من أجل تشكيل حكومة يرأسها هو ولبيد بالتناوب.
الأزمة بين نتنياهو والملك الأردني قد تنعكس على الحدود
تكرس الأزمة “الإسرائيلية” . . سيناريو المعركة الخامسة في الأفق
إسرائيل حسمت بشأن التدخل في الحرب السورية وإسقاط الأسد
وأشار موقع “واللا” الإلكتروني، اليوم، إلى أن بينيت عقد في الأيام الأخيرة سلسلة لقاءات مع قادة حزبي شاس و”يهدوت هتوراة” الحريديين، وتحدث خلالها عن عدم قدرة نتنياهو على تشكيل حكومة وأن ذلك ليس متعلقا به وأنه بذل كل ما بوسعه من أجل تشكيل حكومة يمينية. كذلك اتهم بينيت رئيس قائمة الصهيونية الدينية والفاشية، بتسلئيل سموتريتش، بإفشال تشكيل حكومة كهذه بسبب معارضته دعم القائمة الموحدة من خارج الحكمة، بالامتناع عن التصويت لدى تنصيبها في الكنيست.
وحسب “واللا”، فإن بينيت أوضح للحريديين أنه في حال عدم وجود خيار سيسعى إلى تشكيل حكومة مع المعسكر المناوئ لنتنياهو، لكنه يرفض دعم الأحزاب العربية لها لأنه يتوقع سقوطها بسرعة في هذه الحالة. وأضاف أنه يسعى إلى ضم الحريديين إلى حكومة كهذه. لكن يبدو أن هذا سيناريو خيالي، أي أن يجلس الحريديون في حكومة مع لبيد وليبرمان وحزبي العمل وميرتس. وحتى لو تم تشكيلها، فإن أزماتها الداخلية، والصراع العلماني – الحريدي، سيسقطها بعد فترة وجيزة.
المصدر/عرب ٤٨