توفي غودويل زويليثيني ملك شعب الزولو في جمهورية جنوب أفريقيا متأثرا بمضاعفات صحية ناجمة عن مرض السكري.
وكان الملك، الذي رحل عن عمر يناهز 72 عاما، زعيم أكبر مجموعة عرقية في جنوب إفريقيا وحاكما تقليديا مؤثرا.
وكان قد نٌقل إلى مستشفى في كوازولو ناتال الأسبوع الماضي لمراقبة حالته جراء مضاعفات مرض السكري.
وشكر رئيس وزراء مملكة الزولو جنوب إفريقيا على “صلواتها المستمرة ودعمها في هذا الوقت الأصعب”.
وقال سيريل رامافوزا رئيس جنوب افريقيا إن ملك الزولو الراحل سيحظى بجنازة رسمية، وهي عادة ما تكون مخصصة للرؤساء والقادة السابقين.
وسيرقد جثمانه في القصر الملكي في نونغوما، على بعد 300 كيلومتر من ديربان حيث كان في المستشفى “لبضعة أيام”، بحسب عمه مانغوسوثو بوثيليزي وهو أيضا رئيس وزراء مملكة الزولو وزعيم حزب الحرية إنكاثا في جنوب أفريقيا.
من هو غودويل زويليثيني ملك شعب الزولو ؟
ولد غودويل زويليثيني في يوليو/تموز عام 1948 في نونغوما ناتال(كوازولو ناتال حاليا).
وهو الابن الأكبر للملك سيبريان بيكوزولو كا سولومون وزوجته الثانية الملكة ثومو.
وتلقى تعليما خاصا وتعلم عادات الزولو التقليدية، وعاش في المقر الرسمي لوالده في خثومثاندايو.
في عام 1968 توفي والده وعُين وصي على العرش لرعاية إدارة الشؤون الملكية فيما كان الشاب زويليثيني خليفة على العرش وواصل تعليمه حتى جلس على العرش عام 1971 ليكون الملك الثامن لأمة الزولو.
الملك الصريح
كان الملك زويليثيني سليلا مباشرا للملك سيتشوايو، الذي قاد أمة الزولو خلال الحرب مع البريطانيين في عام 1879.
وكان طوال فترة زعامته التي استمرت 50 عاما مدافعا قويا عن الحفاظ على الهوية الثقافية.
وكوصي على تقاليد وعادات الزولو، أعاد إحياء العديد من الممارسات الثقافية بما في ذلك أومهلانغا، والمعروف أيضا باسم حفل رقص ريد.
يرى بعضهم أن الحفل أبوي، ويقال إنه يهدف إلى الاحتفال بالعذرية بين الفتيات والشابات وزيادة الوعي حول فيروس نقص المناعة المكتسبة/الإيدز في مقاطعة بها بعض أعلى معدلات الإصابة.
وقد وصفه رئيس جنوب إفريقيا بأنه “صاحب رؤية ومحبوب للغاية”.
وسيذكره الناس على أنه صريح، وكان أحيانا يثير غضب بعضهم.
وكان ينتقد في بعض الأحيان المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم متهما إياه بسوء إدارة البلاد.
وفي عام 2015، أثار الجدل عندما قال إنه يجب على الرعايا الأجانب حزم أمتعتهم والعودة إلى بلدانهم، في الوقت الذي أنحي باللائمة على تعليقاته في تأجيج الهجمات ضد الأجانب في مقاطعته.
وقال الملك في وقت لاحق إن التصريحات خرجت عن سياقها ووصف الهجمات بأنها “حقيرة”.
5 أمور عن ملك الزولو الراحل:
• عين خليفة للعرش في سن العشرين عام 1968
• لم يتوج حتى عام 1971 لأنه اختبأ بعد تلقيه تهديدات بالقتل
• دوره كان شرفيا، ولكنه مؤثر بشكل كبير
• حكم كملك لأمة الزولو لمدة 5 عقود
• ترك 6 زوجات و 28 من الأبناء
ما مدى تأثير الملك الراحل؟
كان الملك زويليثيني أحد أشهر الملوك في القارة الافريقية وربما على مستوى العالم.
وقد قاد أمة الزولو بموجب بند القيادة التقليدية في الدستور الجمهوري لجنوب إفريقيا، لكن دوره كان شرفيا إلى حد كبير.
وقد قاد أمة الزولو التي يبلغ تعداد سكانها 11 مليون نسمة، حوالي 18 في المئة، من سكان جنوب إفريقيا ولكن لديه أيضا روابط عائلية مع أمتي سوازي وخوسا من خلال الزواج ويحظى باحترام المجموعات الثقافية الأخرى أيضا.
كما أنه أخذ نفوذه الثقافي على المستوى الدولي حيث سافر على مر السنين إلى الغرب للترويج للتجارة والسياحة في مقاطعة كوازولو ناتال مسقط رأسه.
يذكر أن معظم شعب الزولو يعيش في جنوب إفريقيا وينتشر بعضهم في زيمبابوي وزامبيا وموزمبيق.
ما هو الدور الذي لعبه الملك الراحل مع انتهاء الفصل العنصري؟
خلال نظام الفصل العنصري، الذي تمتع خلاله البيض بامتيازات تفوق الآخرين، لم يكن دور الملك زويليثيني معروفا جيدا.
لكن استخدمه الزعيم بوثيليزي، هو وقومية الزولو، لتعزيز موقعه السياسي كرئيس لحزب الحرية إنكاثا، وهو منافس لدود لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، والذي قاد الحرب ضد الفصل العنصري في عهد نيلسون مانديلا.
وساعد الملك زويليثيني في إدخال أمة الزولو في النظام السياسي الجديد من خلال إقناع الزعيم بوثيليزي وحزبه بالمشاركة في أول انتخابات ديمقراطية في جنوب أفريقيا في عام 1994.
وبعد نهاية الفصل العنصري، كانت هناك أوقات أشاد فيها ملك الزولو بحكومة الفصل العنصري فقد قال إن الحزب الوطني بنى اقتصادا قويا فيما دمرت حكومة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي مكاسب الماضي.
من سيكون ملك الزولو الآن؟
ليس من الواضح من سيخلفه من بين أبناء الملك الراحل الـ 28.
لمصدر/بي بي سي
تعليق واحد
تعقيبات: " اسرائيل" ترفض بيع برنامج “بيجاسوس” إلى أوكرانيا خشية غضب روسيا - غزة برس