بعد المقابلة التي أجرتها أوبرا وينفري، مقدمة البرامج التلفازية الشهيرة، مع الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل وما احتوت عليه من اتهامات للقصر الملكي البريطاني بالعنصرية خرجت الصحافة عن صمتها وشنت هجوما عنيفا بشأن ما جاء في المقابلة.
فقد اتهمت ماركل العائلة المالكة بحرمان ابنها أرتشي من لقب الأمير نظرا لبشرته. وهذا الاتهام ضمن جملة اتهامات ذكرتها مع زوجها في المقابلة التي بثتها الشبكات الأمريكية الأحد ومن المتوقع بثها ليلة الإثنين. ولم تمنع اللقطات المتوفرة من المقابلة المعلقين خاصة في الصحف الشعبية من فتح النار على الزوجين.
والتزم القصر الملكي بالصمت، وعبر المسؤولون فيه عن غضب مؤدب مما ورد فيها. وقالت صحيفة “لوس أنجليس تايمز” الأمريكية إن اهتمام الصحافة الشعبية بالمقابلة نابع من الحرب التي شنها الزوجان عليها وأنها تقوم بالتدخل في شؤونهما الشخصية والكذب والعنصرية الواضحة. وكان الزوجان صريحين في المقابلة عندما تحدثا عن عدم تقديم الدعم للقادمة الجديدة، أي ميغان والصدع الذي حدث بين هاري وشقيقه ويليام، الثاني في ولاية العرش بعد جدته الملكة ووالده الأمير تشارلز.
وقالت كاتبة سيرة العائلة المالكة آنا باسترناك في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) “هذه مقابلة تخدم الذات ومثل مسلسل درامي وفي صالح ميغان” و”لم يسألها أحد عن علاقتها مع والدها، ولم يسألها أحد عن حقيقة حضور فرد واحد فقط من عائلتها حفل زفافها. وهي امرأة تعودت على ما يبدو الخلاف مع الناس، ولم يسأل أحد عن سلوك ميغان، وكانت محاولة منها لإشعال آل ويندسور”. وقالت “لقد أظهرا استهزاء من كل شيء عملت الملكة بقوة من أجله، وطلبا منا أن نؤمن أنهما حريصان؟”. وقال بيرز مورغان في البرنامج الصباحي “صباح الخير بريطانيا” إنه شعر بـ “القرف” وهو يشاهد المقابلة لكنه تعافى لكي يكتب تغريدة “كنت أتوقع كل هذا الهراء الذي يخدم الذات والتافه والمدمر من ميغان ماركل ولكن أن يتركها هاري وهي تدمر العائلة عار عليه”.
رسائل تهديد وإهانات تطال مسجدا في السويد
كشف تفاصيل قتل الجيش الإسرائيلي لجندي أردني
الأمم المتحدة توقف موظفيّن عن العمل بسبب فيديو جنسي في تل أبيب
وفي مقال بصحيفة “صن” الشعبية قال تريفور كافانا إن المقابلة هي “موبرا” أي ميغان أوبرا بسبب الشكاوى التي وردت فيها. ووصف المقابلة بأنها “أكبر عرض مسرحي في حياة ميغان”. وقال المحرر السياسي السابق إن الرأي العام لن يتأثر “بنفاق الزوجين اللذين سخرا من العائلة المالكة وهما يتصرفان مثل مليارديرين في شمس كاليفورنيا، وقاما بإثراء نفسيهما أبعد من الأحلام الجشعة”. وقال روبرت هاردمان الذي يغطي أخبار العائلة المالكة لـ “ديلي ميل” لراديو بي بي سي “لم أفهم ما يعنيه الإنذار، هل لتصفية الأجواء أم لتصفية الحسابات. وبالتأكيد لم يصف الأجواء. وفي محاولة تأكيد مجموعة من الحقائق فإن الناس سيطلبون أجوبة على أسئلة كثيرة لأننا نتحدث عن العائلة المالكة”.
ودعت المعلقة في صحيفة “التايمز” إلى سحب الألقاب الملكية منهما “يبدو أن مقابلة أوبرا بمثابة تضحية ساسكس بالملكة، وقرار استراتيجي لحرق الجسور مع بريطانيا من أجل بناء جسور مع أمريكا”. واستغل المعادون للملكية المقابلة وبدأوا هاشتاغ أوبرا ميغان هاري ودعوا فيه الرأي العام للتخلي عن الملكية، وجاء في تغريدة “قلنا قبل عام إن هاري وميغان تركا العائلة، وسيكون هذا العقد عقدا سيئا للعائلة المالكة” و”مقابلة وينفري مع هاري وميغان مدمرة في وقت نقترب فيه من نقل السلطة إلى الملك تشارلز وأمير ويلز ويليام”.
وقالت جيني بوند، مراسلة “بي بي سي” السابقة للشؤون الملكية، إن المقابلة مأساة شخصية للأمير تشارلز، فقد شهد ابنيه يفقدان أمهما وراقب كيف انهارت علاقتهما القوية “وعلينا القلق أكثر من مجرد شخصين ثريين يشتكيان من حياتهما”. وتعتبر مقابلة وينفري التي حضرت حفل زفافهما مهمة لأنها تأتي في وقت يرقد فيه جد الأمير في المستشفى.
ونشرت صحيفة “التايمز” قبل أيام تقريرا قالت فيه إن ثلاثة من موظفي القصر تقدموا بشكاوى ضد ماركل واتهموها بطرد اثنين بدون سبب وهزت ثقة الثالث بنفسه. وقال القصر الملكي إنه يحقق في هذه المزاعم. ولا تتحدث الملكة عن عائلتها إلا في النادر ومن يتحدث منهم عن حياته للصحافة لا يلقى دعما أو رضا. وكانت ماركل قد تقدمت بدعوى قضائية ضد “ميل أون صاندي” بعد نشرها رسالة كتبتها لوالدها، وهو ما يؤكد العلاقة العدائية بين الزوجين والصحافة الشعبية.
وتنبأت بعض الصحف أن ماركل بعد هذه المقابلة لن تعود إلى بريطانيا. لكنها وزوجها لا يزالان من أعضاء العائلة، مع أنهما قررا في العام الماضي التخلي عن واجباتهما الملكية والانتقال للعيش في أمريكا.
المصدر/ فلسطين اليوم