قال نائب رئيس الموساد السابق، الذي يشار إليه بالحرف “أ” وأنهى مهامه في الموساد الشهر الماضي، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فشل في مواجهة إيران وإيقاف برنامجها النووي. وجاء ذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة “يديعوت أحرونوت” ونشرت مقاطع منها اليوم، الخميس.
وأكد “أ” أن انسحاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي مع إيران كان غاية لحملة إسرائيلية معلنة وخفية، والموساد “نفذ توجه المستوى السياسي وقام بسلسلة عمليات مختلفة من أجل تحقيق ذلك”.
وأضاف “أ” أنه “واضح أنه إذا نجحنا بإخراج الأميركيين من الاتفاق، فإنه سيقط حتى ينتهي نهائيا. واستعدينا بما يتلاءم مع ذلك، وبدأنا بتنفيذ خطوات، وكان الأرشيف (النووي الذي سرقه الموساد من إيران) إحداها”.
وانتقد “أ” انسحاب ترامب من الاتفاق النووي: “إذا كنت أنظر إلى الوضع اليوم، في آذار/مارس 2021، فلدينا وضع يوجد فيه تخصيب يورانيوم في بوردو، ويوجد عمل في كاشان، ويوجد عمل في نطنز، وجمعوا 2.5 طن يورانيوم مخصب، والآن لديهم أجهزة الطرد المركزي المتطورة. ونحن مع إدارة ديمقراطية، ووضعنا اليوم أكثر سوءا قياسا بالوضع أثناء (توقيع) الاتفاق النووي. وهم (الإيرانيون) لم يوقفوا لثانية واحدة توسعهم الإقليمي، وهم يصنعون صواريخ. والصفقة التي أبرمناها ليست جيدة. وعدنا إلى المكان نفسه”.
وانتقد “أ” أداء نتنياهو، لأنه “وضع نفسه بصورة صدامية بالكامل” ضد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، “الأمر الذي مسّ بقدرة إسرائيل على تقليص الضرر من الاتفاق”، واضاف أن المشكلة المركزية هي أنه “فيما التهديد النووي الإيراني هو التهديد الوجودي، لم تتعامل الحكومة معه على أنه كذلك، وإنما طلبت إضافة لكل المفاوضات مع إيران موضوع الصواريخ الأرضية، التوسع الإقليمي والإرهاب، الأمر الذي دفع الموضوع النووي إلى الأسفل. وبرأيي، إسرائيل تتنازل في السنتين الإخيرتين عن النووي لأنك تريد تحقيق كل شيء، وفي هذه الأثناء هم يجمعون مواد انشطارية”.
وذكرت الصحيفة أن “أ” عمل في الموساد 34 عاما، وتولى عدة مناصب رفيعة، بينها قيادة وحدة “قيساريا” للعمليات الخاصة، ورئيس مديرية العمليات أثناء سرقة الأرشيف النووي من طهران، وصولا إلى منصب نائب رئيس الموساد. وأنهى عمله في الموساد الشهر الماضي، بسبب تعيين نائب رئيس الموساد الآخر، الذي يشار إليه بالحرف “د”، ريسا للموساد خلفا ليوسي كوهين.
محلل اسرائيلي: موجة تطبيع بلا سلام إقليمي لم تؤثر على وضع إسرائيل الإستراتيجي
هارتس : المعلومات المسربة من “شيربيت” الاسرائيلية تهدد حياة عاملين بأجهزة سرية
وثيقة سرية لجيش الاحتلال : عسقلان هدف رئيسي للمقاومة في أي تصعيد
ووصف “أ” عملية سرقة الأرشيف النووي بأنها “عملية القرن”، لكن أشار إلى أن على إسرائيل تغيير توجهها لإيران ونقل “حرب الاستنزاف هذه إلى طهران واستخدام مبعوث مقابل الإيرانيين”.
وبحسب “أ” فإن “استقلالية الموساد في خطر. ولدي انتقادات بأن الجهاز لا يحافظ في السنوات الأخيرة على استقلالية رأيه”، كما انتقد الكشف عن عمليات سرية نفذها الموساد.
وكان رئيس الموساد قد كلف “أ” بتطوير خطة لمواجهة انتشار فيروس كورونا، واستعرضها كوهين أمام نتنياهو، الذي وضعها جانبا. وقال “أ” إنه يرى علاقة واضحة بين أداء نتنياهو مقابل إيران ومقابل كورونا، “والخلاصة كانت إدارة غير جيدة، وأنا أرى إدارة غير جيدة”.
وأردف “قارن بين كورونا ومعالجة النووي الإيراني: كميات اليورانيوم التي جمعتها إيران، توسعها الإقليمي، هذا سيء. لكن كيف كانت العمليات التي نفذناها في الطريق؟ مذهلة. والشيء نفسه مع كورونا. سيصل عدد الضحايا إلى 6000 بعد قليل، لكن كيف كانت حملة التطعيمات؟ عظيمة. وهذا ليس نجاحا”.
بدوره، قال الجنرال عاموس غلعاد، الذي تولى عدة مناصب أمنية واستخباراتية رفيعة، لإذاعة 103FM، اليوم، إن الوضع كان أفضل بعد توقيع أوباما على “اتفاق سيء ومليء بالثقوب”، مما هو الآن، بعد انسحاب ترامب “صديقنا” من الاتفاق.
وحول انتقادات “أ”، قال غلعاد “إنني أفرّق بين العمليات المنسوبة للموساد، وبين النظرة العامة. وإسرائيل لا يمكنها العيش مع تهديد عسكري نووي. وهذه هي الحقيقة. وأعتقد أن الانسحاب من الاتفاق النووي كان خطأ. فبعد التوقيع عليه، جرى السماح للجيش الإسرائيلي أن يطور كثيرا عملياته ضد التموضع الإيراني في المنطقة. وكان بإمكان الجيش الإسرائيلي أن يوجه موارد إلى هذه الناحية”.
وتابع غلعاد أن السياسة مقابل إيران يجب أن تكون منسقة مع جميع المسؤولين في الإدارة الأميركية. وأضاف أنه يرى بنتنياهو مسؤولا عن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي. “وحتى عندما تلوح بالخيار العسكري، أنت ملزم بالتنسيق مع الولايات المتحدة. وبايدن ومستشاروه يسعون إلى اتفاق، لكن ليس مؤكدا أن هذا ممكن اليوم. ونحن في وضع حساس جدا، وينبغي منع التهديد النووي، والتهديد الإيراني تقدم. وعلى إسرائيل أن تكون حازمة بمنع سلاح نووي من إيران، ويوجد خياران، إما سياسي أو عسكري”.
المصدر/عرب ٤٨