أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل مسبقا بشأن الغارة التي شنتها قبيل فجر اليوم، الجمعة، في منطقة الحدود العراقية – السورية، وأسفرت عن مقتل 22 عنصرا جميعهم من الحشد الشعبي العراقي وحزب الله العراقي وغالبيتهم من الأخير وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وهذه الغارة الأميركية الأولى منذ بدء ولاية الرئيس الأميركي، جور بايدن، وبمصادقته.
ونقل موقع “واللا” الإلكتروني عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الإبلاغ الأميركي قبل الغارة هو “تبليغ اعتيادي يتم في كل مرة يكون فيه عمل عسكري أميركي احتمالا للتأثير على إسرائيل أو العكس”. وعبر المسؤولون الإسرائيليون عن رضاهم من الغارة الأميركية، واعتبروا أنها تحمل رسالة إلى إيران بأن “عليها لجم نفسها وأذرعها في المنطقة”.
وقالت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية إن الغارة الليلة الماضية تأتي في أعقاب سلسلة هجمات ضد أهداف أميركية في العراق، ورغم ذلك استهدفت الغارة الحشد الشعبي العراقي في الأراضي السورية.
واعتبر المحلل السياسي في “واللا”، باراك رافيد، أن الغارة الأميركية “هي تغيير لقواعد اللعبة في المواجهة بين الولايات المتحدة وبين إيران وأذرعها في المنطقة. والرئيس السابق ترامب امتنع عن الرد على هجمات ضد قواعد عسكرية أو طائرات أميركية لم يسقط فيها قتلى، وبين أسباب ذلك التحسب من تصعيد في المنطقة. وكان اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، حدثا غير مألوفا للغاية خلال ولاية ترامب”.
بدوره، اعتبر المحلل العسكري في موقع “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني، رون بن يشاي، أن غاية الغارة الأميركية قبل أي شيء آخر هي “ترسيخ وترميم الردع الأميركي في المنطقة”، وأن إدارة بايدن ترسل بواسطة هذه الغارة رسالة إلى جميع اللاعبين الإقليميين بأنه “تعلمنا من أخطاء أوباما. ونحاول تحقيق أهدافنا بوسائل دبلوماسية لكن الخيار العسكري الأميركي باق على الطاولة”.
بتسيلم توزع تسجيلًا مصورًا لجندي يرمي قنبلة غاز في فناء منزل بكفر قدوم
“جنود إسرائيليون اقتحموا منزلا سوريا وقتلوا أشخاصا فيه دون أي سبب”
وأضاف بن يشاي أن الغارة الأميركية تحمل رسالة أخرى وهي أن استهداف أميركيين سيقابل برد فعل فوري ومؤلم، “وهذه الرسالة الأساسية”. وتابع أن رسالة ثالثة موجهة إلى إيران “في سياق البرنامج النووي ومشروع الصواريخ البالستية والسيطرة على دول في الشرق الأوسط بواسطة أذرعها. “وهذه الرسالة هي أن الأميركيين جديون في جهود منع سلاح نووي في إيران بوسائل دبلوماسية وحوار، لكن رغم أننا نقول ذلك بوضوح، فإن الخيار العسكري الأميركي ما زال على الطاولة”.
وأشار بن يشاي إلى أن هذه الرسائل هامة جدا من وجهة النظر الإسرائيلية أيضا. “فهي تظهر أنه إذا حاولت إيران الانطلاق نحو سلاح نووي، فإنه بإمكان إسرائيل الاعتماد على مساعدة أميركية، وإن لم تكن مشاركة عسكرية أميركية في مهاجمة المنشآت النووية في إيران”.
ولفت بن يشاي إلى أن “الغارة الأميركية، ورغم أنها جاءت ردا على هجمات ميليشيات موالية لإيران في العراق، استهدفت الأراضي السورية. وهذه منطقة لا توجد فيها سيطرة للسوريين، وسيطر عليها الإيرانيون بواسطة أذرعهم مثلما فعلوا في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، مثل لبنان واليمن وفي قسم من العراق”.
واضاف أن “الأميركيين امتنعوا عن استهداف في العراق كي لا يحرجوا الحكومة العراقية وعدم إثارة رد فعل غاضب من جانب البرلمان العراقي، الذي تسيطر الأحزاب الشيعية على الأغلبية فيه وتؤيد مطالب إيران بطرد الجنود الأميركيين من العراق”.
المصدر/ عرب48