أدرجت منظمة الصحة العالمية، اليوم الاثنين، اللقاح المضاد لكوفيد-19 الذي طورته شركة “أسترازينيكا” وجامعة أكسفورد ضمن قائمتها للقاحات الاستخدام الطارئ، ما يوسع نطاق الحصول على هذا اللقاح الرخيص نسبياً لدى الدول النامية.
وقال مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس “لدينا الآن جميع لوازم التوزيع السريع للقاحات. لكننا لا نزال بحاجة إلى زيادة الإنتاج”.
وتأتي موافقة منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة على إدراج اللقاح بعد أيام من تقديم لجنة تابعة للمنظمة توصيات مؤقتة بشأنه، قائلة إنه يجب إعطاء جرعتين منه بفاصل زمني يتراوح ما بين ثمانية أسابيع و12 أسبوعاً لجميع البالغين، ويمكن استخدامه في الدول التي تشهد تفشي سلالة فيروس كورونا التي ظهرت في جنوب أفريقيا.
وأشيد بجرعات “أسترازينيكا” لأنها أقل تكلفة وأسهل توزيعاً من بعض اللقاحات المنافسة، بما فيها لقاح “فايزر”.
وأظهر إحصاء لـ “رويترز” أن ما يزيد على 108.79 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات إلى مليونين و503559.
ومن المنتظر أن يقرر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال الأيام القليلة المقبلة الموعد الذي يمكن أن تنهي فيه بريطانيا الإغلاق العام بسبب كوفيد-19 بعد تطعيم 15 مليوناً من مواطنيها الأكثر عرضة للمخاطر، في وقت بدأت بريطانيا، اليوم الاثنين، فرض حجر صحي إلزامي في الفندق للمقيمين على أراضيها الوافدين من دول مصنفة خطرة، في تدبير يهدف إلى تجنب استقدام النسخ المتحورة من فيروس كورونا وهي أكثر مقاومة للقاحات المتوافرة حالياً، في مواجهة الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 117 ألف شخص في المملكة المتحدة، على أن يواجه المخالفون عقوبات صارمة تبدأ بفرض غرامة بقيمة ألف جنيه إسترليني (1125 يورو) في حال لم يبرز الشخص عند وصوله نتيجة سلبية لفحص كوفيد، وحتى 10 آلاف جنيه للأشخاص الذين يحاولون الفرار من الحجر في الفندق. ويواجه الوافدون الذين يخفون عبورهم في دولة مصنفة خطرة عقوبة بالسجن 10 سنوات. كما دخلت أوكلاند، كبرى مدن نيوزيلندا، الاثنين، في إغلاق لثلاثة أيام في محاولة لاحتواء أول بؤرة إصابات بالنسخة المتحورة من فيروس كورونا التي ظهرت في بريطانيا.
منشأ كورونا
في هذا الوقت، لا يزال منشأ فيروس كورونا مثار جدل وخلاف، خصوصاً بعد أن اختتمت بعثة خبراء منظمة الصحة العالمية، الأسبوع الماضي، مهمتها إلى الصين من دون التوصل إلى نتائج ملموسة حول منشأ الفيروس.
وعلى الرغم من أن مهمة فريق التحقيق التابع لمنظمة الصحة العالمية لم تؤدِ إلى نتيجة حاسمة بشأن مصدر الفيروس، اكتشف محققون من المنظمة يبحثون في أصول الفيروس في الصين، علامات على أن تفشي الوباء كان أوسع بكثير في ووهان في ديسمبر (كانون الأول) 2019 مما كان يعتقد سابقاً، ويسعون بشكل عاجل إلى الوصول إلى مئات الآلاف من عينات الدم من المدينة التي لم تسمح لهم الصين بفحصها حتى الآن.
وقال المحقق الرئيسي للبعثة التي زارت الصين أخيراً، بيتر بن إمباريك، في مقابلة مع شبكة “سي أن أن”، إن الفريق وجد مؤشرات على انتشار أوسع نطاقاً لفيروس كورونا في مدينة ووهان في ديسمبر عام 2019، بما في ذلك وجود أكثر من 12 سلالة من الفيروس في المدينة بالفعل في ذلك التوقيت.
وأضاف: “كان الفيروس ينتشر على نطاق واسع في ووهان في ديسمبر، وهو اكتشاف جديد”. وأكد إمباريك أن العلماء الصينيين قدموا للفريق 174 حالة إصابة بفيروس كورونا في ووهان وحولها في ديسمبر 2019. وهو ما “يعني أن المرض قد يصيب ما يقدر بأكثر من 1000 شخص في ووهان” في ذلك الشهر.
وقالت “سي أن أن” في تقريرها إن بطء ظهور معلومات تفصيلية حول الرحلة الأخيرة للفريق الصحي الأممي تثير مخاوف من احتمال أن الفيروس كان قد انتشر في الصين قبل فترة طويلة من الإعلان الرسمي عن ظهوره.
وتمكن الفريق، للمرة الأولى من جمع 13 سلالة وراثية مختلفة، تعود إلى ديسمبر 2019، بحسب إمباريك، الذي رجح بأن فحصها مع بيانات المرضى في الصين قد يوفر معلومات عن أماكن وأوقات انتشار المرض.
وأضاف “بعض هذه السلالات من الأسواق… بعضها ليس مرتبطاً بها”، بما في ذلك سوق ووهان للمأكولات البحرية، والذي يعتقد أنه لعب دوراً في انتشار الفيروس للمرة الأولى. وبينما لم يوضح العالم في المقابلة مغزى وجود سلالات مختلفة، قالت “سي أن أن”، إن اكتشاف طفرات مختلفة للفيروس قد يشير إلى أنه كان منتشراً لفترة أطول.
من جانبها، كشفت صحيفة “التايمز” اللندنية أن فريق العلماء التابع لمنظمة الصحة العالمية لم يجد تعاوناً كافياً من جانب نظرائهم الصينيين. وأشارت إلى أن العلماء الصينيين رفضوا إمكانية وصول فريق منظمة الصحة العالمية إلى عينات المياه والدم التي طلبوها، بعد اكتشاف إصابات محتملة بالفيروس قبل الحالات الأولى المسجلة في ووهان.
قلق أميركي ورد صيني
بدورها، عبرت واشنطن عن “قلق عميق” حول النتائج الأولى لتحقيق المنظمة، وطالبت بكين بتقديم مزيد من المعلومات. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان: “لدينا قلق عميق حيال الطريقة التي تم من خلالها التوصل إلى أول الاستنتاجات التي خلص إليها التحقيق، وأسئلة بشأن العملية التي استخدمت للتوصل إليها”.
ورد متحدث باسم السفارة الصينية ببيان شديد اللهجة قائلاً، إن الولايات المتحدة أضرت بالتعاون متعدد الأطراف وبالمنظمة خلال السنوات الأخيرة، ولا ينبغي لها أن “توجه أصابع الاتهام” إلى الصين وغيرها من الدول التي دعمت منظمة الصحة خلال الجائحة.
وقال المتحدث، إن الصين رحبت بقرار الولايات المتحدة العودة إلى منظمة الصحة، داعياً واشنطن إلى التصرف على النحو الملائم وعدم توجيه اللوم إلى دول أخرى.
وكان خبير في اللجنة الوطنية للصحة بالصين قد قال، الثلاثاء الماضي، إن فيروس كورونا ربما كان ينتشر في مناطق أخرى قبل رصده في مدينة ووهان بوسط البلاد في أواخر عام 2019.
وأضاف ليانغ وان يان خلال إفادة صحافية، في اختتام زيارة فريق منظمة الصحة العالمية لووهان، أن الفيروس لم يكن ينتشر بصورة كبيرة في المدينة قبل أواخر 2019.
دراسة: لقاح “فايزر” فعال بنسبة 94 في المئة
أعلن أكبر مزود للرعاية الصحية في إسرائيل الأحد أن دراسة أجريت على أكثر من نصف مليون إسرائيلي تلقوا اللقاح المضاد لكوفيد-19 كاملاً، أظهرت أن لقاح “فايزر-بايونتيك” فعال بنسبة 94 في المئة.
وقالت مؤسسة “خدمات كلاليت الصحية” إن الدراسة التي أجراها باحثوها شملت 600 ألف شخص تلقوا الجرعات الموصى بها للقاح، إضافة إلى العدد نفسه مِن الذين لم يتم تحصينهم.
وخلصت المؤسسة في بيان بالعبرية إلى أنه “كان هناك انخفاض بنسبة 94 في المئة في معدل الإصابة بأعراض، وانخفاض بنسبة 92 في المئة في معدل الإصابة بأعراض حادة، بالمقارنة مع الأشخاص الـ600 ألف الذين لم يتم تحصينهم”.
وأشارت إلى أن “اللقاح حافظ على فاعليته لدى كل الفئات العمرية، بما في ذلك من هم فوق 70 سنة”. وتلقى 3.8 مليون شخص الجرعة الأولى من اللقاح حتى الآن في حملة التلقيح الجماعية في إسرائيل، بينما تلقى 2.4 مليون الجرعة الثانية.
وتهدف الدولة البالغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة وتستعد لتخفيف إجراءات الإغلاق الثالث على مستوى البلاد، إلى تحصين جميع السكان فوق سن 16 سنة بحلول نهاية مارس (آذار).
وأكدت “كلاليت” الأحد أن “نشر النتائج الأولية في هذه المرحلة يهدف إلى التأكيد للسكان الذين لم يتلقوا اللقاح بعد، أنه فعال للغاية ويمنع الأعراض المرضية”. وأضافت أن الدراسة شملت الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الثانية قبل سبعة أيام على الأقل، وسيتم توسيعها في المستقبل.
وقالت “مع كل أسبوع إضافي يمر، سوف يكون بمقدورنا جعل التقييم أكثر دقة”. ولفتت إلى أن دقة النتائج ستتحسن مع إجراء اختبارات على الأشخاص بعد 14 يوماً أو أكثر.
وتعتمد إسرائيل حتى الآن على لقاح “فايزر-بايونتيك” فقط، على رغم امتلاكها مخزوناً صغيراً من لقاح شركة “موديرنا”. وحصلت إسرائيل على إمدادات وفيرة من لقاح شركة “فايزر” بعد إبرام اتفاق لتبادل البيانات مع الشركة الأميركية.
وينص الاتفاق على أن الدولة العبرية التي تمتلك أحد أهم أنظمة البيانات الطبية تطوراً في العالم، ستُشارك “فايزر” في الوقت الفعلي المعلومات حول تأثير اللقاح، بما في ذلك التقدم نحو المناعة المجتمعية.
وكلاليت واحدة من أكبر أربع مؤسسات مزودة للرعاية الصحية في إسرائيل، تغطي جميع سكان البلاد ومسؤولة مباشرة عن اللقاحات وجمع البيانات حول تأثيرها.
اتفاقية تبادل للسفر بين إسرائيل وقبرص
وأعلن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الأحد أن دولته وقبرص اتفقتا مبدئياً على السماح لمواطني البلدين الذين تلقوا تطعيماً مضاداً لفيروس كورونا بالتنقل بين البلدين من دون قيود عند استئناف الرحلات الجوية.
ووقعت إسرائيل واليونان الأسبوع الماضي اتفاقية سياحة مماثلة، إذ تسعى دول البحر الأبيض المتوسط إلى إحياء السياحة المتضررة جراء الوباء.
وقال ريفلين في بيان أعقب اجتماعه مع نظيره القبرصي نيكوس انستاسيادس، “اسمحوا لي أن أعرب عن سعادتي بالتفاهمات الأخيرة التي ستسمح بتجديد الرحلات الجوية بين إسرائيل وقبرص وتدعو المزيد من الدول إلى اعتماد الممر الأخضر”.
وقال المتحدث باسم رئيس الدولة جوناثان كامينجز لوكالة الصحافة الفرنسية، إن “الممر الأخضر” يشير إلى ترتيب يسمح من خلاله للأشخاص الذي تلقوا التطعيم من كلا البلدين بالسفر المتبادل لكن مع بعض القيود.
12 دولة في شرق المتوسط تلقت 6 ملايين جرعة من اللقاحات
وأعلن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في دول شرق المتوسط أحمد المنظري، الإثنين، أن أكثر من 6 ملايين جرعة من لقاحات “كوفيد-19” تم توزيعها في عدد من بلدان الإقليم، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقال المنظري، خلال مؤتمر صحافي افتراضي لمكتب المنظمة للإقليم الذي يضم 22 دولة وأكثر من 580 مليون نسمة، “أُعطي حتى اليوم أكثر من 6.3 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 إلى مواطنين في 12 بلداً من بلدان الإقليم”، من دون تسميتها.
وأشار المدير الإقليمي إلى أن آلية “كوفاكس” الدولية التي أنشئت لدعم الدول ذات الإمكانات المحدودة، ستوفر خلال الأسابيع المقبلة نحو 37 ألف جرعة لقاح لتونس و94 ألف لفلسطين.
وأضاف أنه “من المتوقع أن تحصل البلدان الـ 20 الباقية في إقليمنا على ما يقدر بنحو 56 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا -أكسفورد من مرفق كوفاكس خلال النصف الأول من هذا العام”.
وحتى الآن، وبحسب المنظري، أُصيب ما يقرب من 6 ملايين شخص بوباء “كوفيد-19” في إقليم شرق المتوسط، وتُوفي نحو 140 ألف شخص.
وأبدى المنظري قلقه في شأن إبلاغ 13 دولة عن حالات إصابة “بنسخة متحورة واحدة على الأقل من التحورات الثلاث الجديدة التي أُبلغ عنها عالميا”.
وعن كفاية اللقاحات في الإقليم، قال المنظري، إنه “من الصعب التكهن بالعدد الذي يمكن توفيره، لأن عدداً من دول الإقليم قامت بتعاقدات ثنائية مع الشركات المصنعة، ووتيرة هذه الاتفاقات ستتسارع”.
ودلّل على ذلك بأنه كان يتم تطعيم نحو 500 ألف شخص في اليوم على مستوى العالم منذ بدء إنتاج اللقاحات الشهر الماضي، “والآن وصلنا إلى نحو 4.5 مليون شخص يومياً يتم تطعيمهم، بحسب إحصاءات الأسبوع الماضي، مما يعكس تسارع توفير اللقاح من جانب الشركات”.
وقال المنظري، “لا نزال نشهد توزيعاً غير عادل للقاحات الجاري نشرها في جميع أنحاء العالم”. وأضاف، “سينجح مرفق كوفاكس في توفير اللقاح للدول الفقيرة والتي تعاني من جهة الموارد”.
جونسون يدرس إنهاء الإغلاق العام
ومن المنتظر أن يقرر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال الأيام القليلة المقبلة الموعد الذي يمكن أن تنهي فيه بريطانيا الإغلاق العام بسبب كوفيد-19 بعد تطعيم 15 مليوناً من مواطنيها الأكثر عرضة للمخاطر، لكن وزير الصحة قال إن أعداد الوفيات والحالات التي تنقل إلى المستشفيات لا تزال مرتفعة، وفقاً لـ”رويترز”.
ومع تلقي نحو ربع سكان المملكة المتحدة الجرعة الأولى من تطعيم كوفيد خلال نحو شهرين يواجه جونسون ضغوطاً من بعض نواب البرلمان ورجال الأعمال لإعادة فتح الاقتصاد المتوقف.
وقال وزير الصحة مات هانكوك لشبكة “سكاي نيوز”: “علينا مراقبة البيانات”. وأضاف “الجميع يريد الخروج من هذا بأسرع ما يمكن وبأمان”.
وقال “المسألة قرار في شأن السرعة والأمان، متى يمكن أن نفعل ذلك بأمان. هذا هو القرار الذي سنصدره هذا الأسبوع، ننظر في البيانات، قبل أن يعرض رئيس الوزراء خريطة الطريق في 22 من هذا الشهر”.
وينظر إلى أكبر وأسرع حملة تطعيم عالمياً في التاريخ باعتبارها أفضل فرصة للخروج من جائحة كوفيد-19 التي أودت بحياة 2.4 مليون ودفعت الاقتصاد العالمي إلى أسوأ ركود في زمن السلم منذ الكساد الكبير وغيرت حياة الملايين.
وأعطت بريطانيا 15.062 مليون شخص الجرعة الأولى من اللقاح و537715 الجرعة الثانية، وذلك في أسرع عملية تطعيم مقارنة بعدد السكان على مستوى البلاد الكبرى.
وقال هانكوك إن من المتوقع زيادة إمدادات التطعيم مع تسارع وتيرة التصنيع.
فرض حجر فندقي على الوافدين إلى بريطانيا
وفي سياق ذي صلة، بدأت بريطانيا، اليوم الاثنين، فرض حجر صحي إلزامي في الفندق للمقيمين على أراضيها الوافدين من دول مصنفة خطرة، في تدبير يهدف إلى تجنب استقدام النسخ المتحورة من فيروس كورونا وهي أكثر مقاومة للقاحات المتوافرة حالياً، في مواجهة الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 117 ألف شخص في المملكة المتحدة.
وتعتزم حكومة بوريس جونسون الحفاظ على ما حققته حملة التطعيم الواسعة النطاق التي سمحت بتلقيح أكثر من 15 مليون شخص والتضحيات التي بذلها البريطانيون الذين يعيشون منذ مطلع يناير (كانون الثاني) في ظل إغلاق ثالث. فبعدما حققت هدفها الطموح القاضي بتلقيح قبل منتصف فبراير (شباط) الفئات الأربع الأولى التي تضم أكثر الأشخاص ضعفاً، أطلقت السلطات البريطانية برنامج تلقيح أوسع اعتباراً من الاثنين للأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 65 و69 عاماً.
وتواجه البلاد نسخة متحورة من الفيروس أشد عدوى من الفيروس الأصلي تسببت بارتفاع حاد في عدد الإصابات. وتعتزم الحكومة تجنب انتشار النسخ المتحورة التي قد تكون اللقاحات الراهنة أقل فاعلية حيالها.
وسبق أن منعت الحكومة دخول غير المقيمين الوافدين من 33 دولة مدرجة على اللائحة الحمراء وتشمل كل دول أميركا اللاتينية وجنوب أفريقيا، حيث تم اكتشاف نسخ متحورة جديدة.
واعتباراً من الاثنين، بات ينبغي على سكان بريطانيا والمواطنين الإيرلنديين الوافدين إلى بريطانيا من هذه الدول، الخضوع لحجر صحي في فندق تحت المراقبة لمدة 10 أيام. وينبغي أيضاً على المسافرين الآتين من دول أخرى الخضوع لحجر لمدة 10 أيام، لكن يمكن أن يعزلوا أنفسهم في منازلهم.
وتبلغ تكلفة المكوث في أحد فنادق الحجر على نفقة المسافرين بشكل كامل، 1750 جنيهاً إسترلينياً (قرابة ألفي يورو)، وتشمل تكلفة فحصي الكشف عن الإصابة بالمرض، إذ إن هؤلاء وعلى غرار المسافرين الآخرين يجب أن يخضعوا لفحص كوفيد في اليومين الثاني والثامن من الحجر، إضافة إلى إبراز نتيجة سلبية لفحص أجروه قبل 72 ساعة من موعد رحلتهم.
ويواجه المخالفون عقوبات صارمة تبدأ بفرض غرامة بقيمة ألف جنيه إسترليني (1125 يورو) في حال لم يبرز الشخص عند وصوله نتيجة سلبية لفحص كوفيد، وحتى 10 آلاف جنيه للأشخاص الذين يحاولون الفرار من الحجر في الفندق. ويواجه الوافدون الذين يخفون عبورهم في دولة مصنفة خطرة عقوبة بالسجن 10 سنوات.
وينبغي حجز الإقامة في الفندق والفحوص بشكل مسبق على موقع إلكتروني مخصص. وسبق أن حجزت الحكومة قرابة خمسة آلاف غرفة مع قدرة استيعابية يمكن أن تصل إلى 58 ألف غرفة.
وقال وزير الصحة مات هانكوك عبر أثير إذاعة “تايمز راديو”، الاثنين “يبدو أن كل شيء يجري على ما يرام هذا الصباح”، مضيفاً “كل شيء يجري من دون مشاكل”.
وتعرض نظام الحجر في الفندق عند الوصول إلى بريطانيا، على الرغم من أنه أقل شمولاً من النظام المفروض في دول أخرى على غرار أستراليا، لانتقادات خصوصاً من جانب المعارضة العمالية التي تعتبر أنه ليس كافياً.
وقررت الحكومة الاسكتلندية بزعامة الاستقلالية نيكولا ستورجون، تطبيق التدابير المفروضة في بريطانيا، لكن على كافة الوافدين إليها. وهناك 1300 غرفة متوافرة في اسكتلندا.
وعندما سئل عن هذا الموضوع، الأحد، اعتبر وزير الخارجية دومينيك راب، أن فرض حجر فندقي على كافة الوافدين إلى الأراضي البريطانية، لن يكون “متناسباً”.
ويثير هذا التدبير خشية العاملين في الفنادق من أن تتحول هذه الأخيرة إلى بؤر إصابة، بسبب عدم التمكن من تهوية الأماكن بشكلٍ كافٍ.
وقال المسؤول في فندق سان جيل في مطار هيثرو شارلي إسلام-هاري، إن العاملين سيتأكدون بشكل منتظم من رفاه هؤلاء النزلاء الذين يعتبرون من نوع آخر.
وأوضح لوكالة الأنباء الفرنسية “بالتأكيد لن يكون الأمر سهلاً لهم أن يبقوا في غرفة فندق لمدة 10 أيام، من دون التمكن من الذهاب إلى أي مكان”. وأضاف “لكن بالطبع سنحاول خلال حجرهم أن نحافظ قدر الإمكان على مسافة منهم لأننا لا نعرف حقيقة وضعهم الصحي”.
إغلاق في كبرى مدن نيوزيلندا
ودخلت أوكلاند، كبرى مدن نيوزيلندا، الاثنين، في إغلاق لثلاثة أيام في محاولة لاحتواء أول بؤرة إصابات بالنسخة المتحورة من فيروس كورونا التي ظهرت في بريطانيا.
وأمرت رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن، الأحد، بفرض الإغلاق لمدة ثلاثة أيام في أوكلاند بعد رصد ثلاث إصابات لدى عائلة واحدة.
ويشمل الإجراء مليوني نسمة طلب منهم البقاء في المنزل اعتباراً من منتصف ليل الأحد، وستبقى المدارس والمتاجر مغلقة الاثنين، باستثناء الشركات التي تعتبر “أساسية”.
وأوضحت وزارة الصحة أن الأبحاث أظهرت أن اثنين من المرضى مصابان بالنسخة المتحورة من الفيروس التي ظهرت في بريطانيا. ولم تعرف بعد نتائج فحوصات الشخص الثالث.
وقالت الوزارة “هذه النتائج تدعم قرار التحرك بشكل سريع ونشط لرصد ومنع أي خطر انتشار جديد”.
وأوضحت السلطات أن الفحوصات التي أجريت حتى الآن على الأشخاص المخالطين للمرضى الثلاثة لم تكن إيجابية ما يعزز الآمال بإمكانية رفع الإغلاق سريعاً.
لكنها لم تتمكن بعد من تحديد كيفية وصول النسخة المتحورة إلى الأرخبيل، الذي كان وصل كما يبدو إلى مرحلة القضاء على الوباء.
والمصابون الثلاثة هم امرأة وابنتها وقد ثبتت إصابتهما السبت، ورب الأسرة الذي ثبتت إصابته، الأحد. وتعمل المرأة في شركة تقدم خدمات للرحلات الجوية الدولية.
وقال المدير العام لهيئة الصحة في نيوزيلندا آشلي بلومفيلد، إن التحقيق ركز في البداية على الشركة “بسبب علاقتها الواضحة مع الخارج”، لكنه أضاف أنه “من السابق لأوانه استبعاد أي مصدر للعدوى”، مؤكداً أن ثمانية أيام مرت بين آخر يوم عمل للمرأة المصابة ونتيجة اختبارها الإيجابية.
وكانت شوارع أوكلاند خالية بالكامل تقريباً، الاثنين، كما أن الأمطار الغزيرة لم تشجع الناس أيضاً على الخروج، لكن كان هناك حشد في مراكز الفحوصات، كما كان هناك صف من السيارات أمام مركز مراقبة للشرطة في محاولة للخروج من المدينة.
وقررت أستراليا المجاورة تعليق إعفاء المسافرين من نيوزيلندا من الحجر الصحي طوال فترة الإغلاق.
وسيتم عزل المدينة الشمالية الكبيرة عن باقي أنحاء البلاد وتقييد الحركة عند مداخلها ومخارجها.
أما باقي الأرخبيل، فسيخضع إلى المستوى 2 من الإنذار الصحي، أي ما يتطلب وضع كمامة في وسائل النقل العام وحظر التجمعات لأكثر من 100 شخص.
والإغلاق هو الأول في نيوزيلندا، الدولة التي أشيد بطريقة إدارتها أزمة الوباء.
وأوضحت أردرن أن الإغلاق تقرر “كإجراء احترازي، في حال كانت نسخة الفيروس المكتشفة شديدة العدوى”. وقالت “إن الأمر الرئيس الذي نطلبه من الناس في أوكلاند هو البقاء في المنزل لتجنب أي خطر انتشار”.
من جهته، أعلن مكتب رئيسة الوزراء أن أولى دفعات اللقاح ضد فيروس كورونا أي 60 ألف جرعة وصلت إلى البلاد.
وأول شريحة من الأشخاص ستتلقى جرعة من لقاح (فايزر-بيونتيك) تشمل عناصر الأمن على الحدود والأشخاص العاملين في مراكز الحجر الصحي، اعتباراً من السبت.
وكانت أوكلاند قد فرضت إغلاقاً لأكثر من أسبوعين في أغسطس (آب) الماضي بعد رصد بؤرة إصابات مرتبطة بعامل في مجال شحن المنتجات المثلجة، لكن نيوزيلندا عموماً استفادت من قيود مخففة جداً على مدى أشهر.
ورصدت في المدينة عدة حالات أيضاً سببها النسخة المتحورة من الفيروس، التي ظهرت في جنوب أفريقيا، قبل ثلاثة أسابيع لتسارع السلطات لتتبع المخالطين، وصولاً إلى الفندق الذي كان ينزل فيه الوافدون من الخارج. وتم احتواء هذا الانتشار بنجاح من دون فرض إغلاق على الرغم من أن النسخة المتحورة التي ظهرت في جنوب أفريقيا تعد أيضاً شديدة العدوى.
المصدر/ اندبيندت عربية
تعليق واحد
تعقيبات: تصاعد الخلاف بين «أسترازينيكا» والاتحاد الأوروبي - غزة برس