رحبت الأمم المتحدة الجمعة بقرار واشنطن إخراج الحوثيين من “قائمة المنظمات الإرهابية”، في حين بدأ المبعوث الأميركي جهودا دبلوماسية لوقف الحرب، وسط ضراوة المعارك بين طرفي الصراع.
وقالت الأمم المتحدة إنها ترحب بإلغاء واشنطن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية. وعبرت عن أملها في أن تسهم الأفعال الأميركية الإيجابية بشأن اليمن في حل سياسي لإنهاء الصراع في البلاد.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن في وقت سابق رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب اعتبارا من الثلاثاء المقبل، مع بقاء قادة حوثيين تحت العقوبات الأممية.
محلل اسرائيلي: موجة تطبيع بلا سلام إقليمي لم تؤثر على وضع إسرائيل الإستراتيجي
هارتس : المعلومات المسربة من “شيربيت” الاسرائيلية تهدد حياة عاملين بأجهزة سرية
وثيقة سرية لجيش الاحتلال : عسقلان هدف رئيسي للمقاومة في أي تصعيد
وقال بلينكن في بيان إن إلغاء هذا التنصيف من طرف الإدارة الجديدة “اعتراف بالوضع الإنساني المريع في اليمن”.
وقد حث بلينكن جميع الأطراف على العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم في اليمن، كما قال إن إلغاء تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية يهدف لضمان ألا تعوق سياسات واشنطن تقديم المساعدات الإنسانية، وأكد أن الحل السياسي هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء الأزمة.
وأضاف أن واشنطن ستواصل لفت الانتباه إلى النشاط المزعزع للاستقرار لجماعة الحوثي، والضغط عليها لتغيير سلوكها، كما أكد التزام بلاده بمساعدة شركائها في الخليج للدفاع عن أنفسهم ضد التهديدات التي تدعمها إيران في اليمن.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وضع جماعة الحوثي في قائمة المنظمات الإرهابية ، قبل أيام قليلة من مغادرته للسلطة.
من جانبه، وصف القيادي بالجماعة محمد علي الحوثي القرار الأميركي الجديد بالإيجابي.
وقال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “نترقب قرارات جديدة بإيقاف سلوك أميركا الخبيث باستمرار العدوان والحصار على اليمن”.
جهود دبلوماسية
وفي السياق، قالت الخارجية الأميركية إن المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ التقى مسؤولين سعوديين ويمنيين للدفع باتجاه حل النزاع.
وشددت الخارجية الأميركية على أنه “لا يوجد حل عسكري للنزاع في اليمن ونعتقد أن الحل لن يكون إلا دبلوماسيا”.
وكان بايدن أعلن الأسبوع الماضي وقف الدعم الأميركي للعمليات العسكرية للتحالف بقيادة السعودية.
كما عين الدبلوماسي المخضرم تيموثي ليندركينغ مبعوثا خاصا إلى اليمن بهدف تعزيز الجهود الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة للتفاوض لإنهاء الحرب.
معارك عنيفة
ميدانيا، تواصلت لليوم السادس على التوالي معارك عنيفة بين الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي في عدة جبهات.
وقال الجيش في بيان إن قواته “مسنودة بالمقاومة الشعبية وطيران التحالف العربي صدّت خلال الساعات الماضية عدّة هجمات انتحارية متتالية شنتها مليشيا الحوثي تجاه مواقع عسكرية في جبهة الكسارة غربي محافظة مأرب (شرق) في محاولة للسيطرة عليها”.
وأضاف أن “المعارك أسفرت عن مصرع أكثر من 60 عنصراً حوثياً وجرح آخرين، إضافة إلى خسائر أخرى في المعدات دون ذكر ما إذا كانت المواجهات قد أسفرت عن خسائر من عدمها في صفوف القوات الحكومية.
ولم تعلق جماعة الحوثي على ادعاء الجيش بسقوط قتلى في صفوفها بمأرب، لكن قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم الجماعة، قالت في خبر مقتضب إن طيران التحالف شن 18 غارة جوية الجمعة، على مديريتي صرواح ومدغل بالمحافظة حيث تدور المواجهات.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الجماعة صباح الجمعة أنها أسقطت طائرة تجسس مقاتلة تابعة للتحالف في مديرية مدغل.
وصعّد الحوثيون منذ 5 أيام من هجماتهم في محافظة مأرب، من أجل السيطرة عليها، كونها تعد أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز، كواحدة من أهم محافظات البلاد.
وفي محافظة الجوف (شمال)، أعلن الجيش اليمني في بيان آخر أن قواته استدرجت الجمعة مجموعات حوثية إلى كمين محكم شرقي منطقة بير المزاريق، قبل أن تطبق عليها الحصار وتشتبك معها لنحو 4 ساعات.
ووفق البيان، أسفرت المعركة عن سقوط العديد من عناصر الحوثيين بين قتيل وجريح، في حين لم تعلق جماعة الحوثي على تلك الواقعة.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، وينفذ تحالف بقيادة السعودية عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.
المصدر : الجزيرة + وكالات