الليبيون الذين يتابعون عملية السلام وهي تقترب من مرحلة حاسمة هذا الأسبوع في سويسرا، لا يحتاجون سوى لقيادة سيارة ومحاولة الانتقال إلى الجانب الآخر في بلادهم، كي يدركوا العقبات أمام طريق الدبلوماسية.
ويقضي وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمغادرة كل المرتزقة الأجانب البلاد وإعادة فتح الطريق الساحلي الرئيسي بين شرق ليبيا وغربها.
لكن الأمم المتحدة قالت الأسبوع الماضي إن المرتزقة لا يزالون في البلاد، ولا يزال الطريق مغلقا أيضا.
صحيفة إسرائيلية: طائرات بدون طيار ومراقبة دقيقة هكذا اغتيل أبو العطا
محلل اسرائيلي: موجة تطبيع بلا سلام إقليمي لم تؤثر على وضع إسرائيل الإستراتيجي
وبالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون استخدام الرحلات الجوية التي استؤنفت العام الماضي بين العاصمة طرابلس في الغرب وبنغازي في الشرق، فإن هذا يعني استخدام طريق التفافي طويل وخطر عبر الصحراء.
وقال عامل بشركة نقل “السائقون يواجهون العنف والانتهاكات. أحيانا نفقد الاتصال بالسائقين لمدة يومين حتى يمكنهم الوصول إلى مكان آمن تتوفر فيه إشارات الاتصال الهاتفي”.
وقد طلب هذا العامل عدم الكشف عن هويته خوفا من انتقام الجماعات المسلحة في البلاد.
وبينما كان ينتظر لتحميل حافلته الصغيرة بالبضائع من طرابلس والعودة إلى بنغازي تحدث سائق شاب عن “وعورة الطريق والكثير من عمليات النهب”.
الشاب الذي لا يملك قوت يومه قال إن الرحلة تستغرق يوما ونصف اليوم. وهذا هو ضعف الوقت الذي يستغرقه السائق على الطريق الساحلي.
معاناة واضطرابات
ويكشف استمرار إغلاق هذا الشريان الرئيسي واستخدام الطرق البديلة التي تحفها الفوضى مدى معاناة ليبيا بسبب الاضطرابات، بعد 10 سنوات من الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي، وأعقبتها حرب أهلية.
وحثت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي طرفي الصراع على إعادة فتح الطريق، في الوقت الذي تستضيف فيه اجتماعات قرب جنيف لاختيار حكومة انتقالية جديدة تقود البلاد كلها وتجهز لانتخابات تجرى في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وقال بلقاسم قزيط عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا إنه يعتقد أن الدبلوماسية تمضي قدما لكن ببطء. وأضاف أن المسار السياسي بطبيعته معقد “وهذا التعقيد سيستمر”.
لكن بعض الخبراء في ليبيا حذروا من خطر تجدد الاقتتال مع تعثر العملية السياسية.
وقال عامل شركة النقل إن روايات الهجوم على السائقين باتت شائعة. وأضاف “الأسبوع الماضي أوقفت مجموعة مسلحة سائقا وسرقت كل شيء، حتى جرعات العلاج الكيميائي. قطاع الطرق يستهدفون كل شيء يجدونه”.
الدبلوماسية وتبادل الاتهامات
وتأتي الجولة الدبلوماسية الجديدة في أعقاب فشل قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر العام الماضي في الاستيلاء على العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
وفي مقابلات مع رويترز في الآونة الأخيرة، تبادل قادة من جانبي المواجهات الاتهامات برفض الالتزام ببنود الهدنة التي أعلنها الجانبان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني صلاح النمروش إن قوات حفتر تجلب مزيدا من المعدات وتحفر دفاعات جديدة.
لكن المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري، حمّل جماعات مسلحة في الغرب مسؤولية انتهاك الاتفاق.
وما زالت لجنة عسكرية مشتركة من الجانين تبحث بنود وقف إطلاق النار على طول خط المواجهة بين مدينتي سرت ومصراتة، في وقت يستعد فيه كل طرف للقتال.
وعلى جانب حكومة الوفاق الوطني قال موسى عريبى معيوف، وهو قائد ميداني محلي، إن عدم القتال منذ الصيف يظهر أن المحادثات الحالية جادة. لكنه أقر بخطر العودة إلى الحرب. وأضاف “هناك عقبات، وهي السادة الذين يجلسون في الكراسي السياسية”.
المصدر : رويترز+ الجزيرة