نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تقريرا لمراسلها جيمس روثويل قال فيه إن إسرائيل تقوم بحملة للتودد إلى الدول العربية والإسلامية معتمدة عن وحدة نخبة من المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي وبناء علاقات مع الشباب العربي والمسلم والتحذير من تهديد إيران.
وقالت الصحيفة إن “الخندق الرقمي” موجود في مقرات وزارة الشؤون الخارجية ويعمل فيه فريق يتقن عدة لغات ويتابعهم الملايين على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام. وتأتي الحملة بعد سلسلة من اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وزادت وحدة التواصل الاجتماعي من إنتاج محتواها بنسبة 20% منذ توقيع ما أطلق عليها “اتفاقيات إبراهيم” وحصدت ملايين المشاهدات مقارنة مع عام 2019.
ولكنها تستخدم القوة الناعمة وتحاول تقديم مفاهيم إسرائيلية عن الأمن، مثل التهديد الذي تمثله إيران وجماعاتها الوكيلة بالمنطقة.
وقال يونتان غونين، مسؤول الفريق العربي في وحدة التواصل الاجتماعي “إنه تحول مهم”، مضيفا أن عملهم على منصات التواصل الاجتماعي لعب دورا بسيطا في تعبيد الطريق نحو اتفاقيات التطبيع.
وأضاف: “بدون منصات التواصل الاجتماعي لم يكن بإمكاننا الوصول إلى مشاهدين في العالم العربي؛ لأن إسرائيل لا تقيم علاقات مع معظم الدول العربية ومعظم الصحافة العربية معادية لنا”.
ومن الرسائل التي أرسلتها الوحدة، تغريدات مثل “تعلموا العبرية- كلمات بسيطة عن السلام، أهم الكلمات التي تتعلق بالسلام بعد الاتفاق على تطبيع العلاقات الكامل بين إسرائيل والإمارات”.
ارتفاع معدلات البطالة في اسرائيل لتقترب من مليون شخص
شرطة الاحتلال تعتقل اشخاص تربطهم علاقة بضابط كبير في نخبة الجيش والحرب بين العصابات
“حلوى الإدمان”: عملية عسكرية تكشف رذائل إسرائيل بتجنيد العملاء
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك صفحة باللغة العربية على فيسبوك يتابعها 2.8 مليون معجب.
ومن المنشورات الأخيرة التي حظيت بـ”6.000″ لايك أو إعجاب تظهر صورة لمجموعة عربية فرحة واحدة منهم ترتدي الحجاب وهم يجلسون مع سياح إسرائيليين في مطعم بدبي. وكتب تحتها تعليق: “لغاتنا مختلفة وأرصدتنا متنوعة ولكننا بشر”.
وفي منشور آخر على “إنستغرام” للمؤثرة الإسرائيلية سابير ليفي، بصور لها مع العلم الإسرائيلي والأعلام العربية الأخرى، وكذا صور للوجبات الإسرائيلية الشعبية. وعندما يقوم المتابع بالنقر أكثر على منصات التواصل يقف على تعليقات سياسية مشحونة مثل الرسالة على فيسبوك التي تحذر من الميليشيات الشيعية، وعنوان التغريدة على صفحة “إسرائيل تتكلم العربية”: “هكذا تهاوت الدول التي تدخلت فيها إيران: سوريا لبنان العراق اليمن. زرعت فيها إيران الضغينة وحرضت على الطائفية ودمرت مستقبل أبنائها! حيال المشهد المؤسف تقف أبراج الخليج وإسرائيل شامخة على طريق التطور والازدهار”.
ويمزج المنشور بين الصور البراقة من السعودية والإمارات إلى جانب الدمار في البلدان التي تدخلت فيها ميليشيات إيران في العراق وسوريا.
وقال غونين: “هذه النتيجة في الدول التي تتدخل فيها إيران.. ولا يمكننا نشر محتويات عن الفلافل فقط ولهذا نجمع ما بين المحتوى اللطيف والمحتوى الدبلوماسي السياسي، ونريد أن نظهر للعالم العربي أن لدينا تحديا مشتركا، ليس مع النظام الإيراني ولكن التحديات الإقليمية”.
وتدير الوحدة قنوات ناطقة بالفارسية ولديها مليون متابع في إيران. ويقول يفتاح كوريل، أن القنوات تحاول الحديث مع الإيرانيين وأنهم “ليسوا أعداء لإسرائيل”.
وفي الوقت نفسه، فإن ثلث المتابعين للوحدة هم من السعودية. وفي داخل الوحدة فريق من العاملين يعمل معظمهم من البيت بسبب وباء فيروس كورونا ويعملون من خلال لوحات المفاتيح وينقرون على تغريدات ومنشورات إنستغرام وأشرطة فيديو على تيك توك من أجل الترويج لدولة إسرائيل.
ويزين مكتب الوحدة علم إسرائيل وكذا علم الإمارات التي كانت الأولى للإعلان عن التطبيع مع إسرائيل.
وقال غونين إنه تلقى رسائل متعددة من مستخدمين عرب بعد نشرهم قصة عن طبيب إسرائيلي أعاد نظر شخص وزرع قرنية اصطناعية له.
وفي الوقت الذي يتم فيه تركيز الوحدة على دول الخليج وبشكل متزايد على المغرب، إلا أن هناك جهودا لجذب الفلسطينيين في الضفة الغربية. ورغم الحملة التي تقوم بها الوحدة إلا أن معظم التعليقات على القنوات التي تديرها ليست إيجابية، فقد انتقد البعض معاملة إسرائيل للفلسطينيين.
المصدر/ القدس العربي+عكا للشؤون الاسرائيلية