الرئيسية / رياضة / 5 أسباب تجعل زيدان المسؤول عن تعثر ريال مدريد ضد إلتشي

5 أسباب تجعل زيدان المسؤول عن تعثر ريال مدريد ضد إلتشي

مباراة سهلة، الفريق يسيطر على الملعب بالطول والعرض ويقدم كرة قدم جميلة، كما يتقدم بهدف نظيف، جميع العوامل والظروف كانت تتجه نحو انتصار ساحق، لكن لأن ريال مدريد أفضل فريق يسير عكس التيار إيجاباً وسلباً، قلب الطاولة على نفسه في الشوط الثاني وخسر نقطتين ثمينتين حرماه من الاستمرار في مشاركة الصدارة بشكل مؤقت مع أتلتيكو مدريد.

ريال مدريد سقط في فخ التعادل أمام إلتشي بهدف لمثله في مباراة بدت أنها في المتناول بعد انتهاء الشوط الأول، لاسيما وأن زين الدين زيدان واصل الاعتماد على نفس التشكيلة التي حقق فيها الفوز قبل أسبوع، باستثناء إشراك مارسيلو بدلاً من فيرلاند ميندي.

البعض سيحاول تبرئة زين الدين زيدان من هذا التعثر المخيب، بحجة أن ريال مدريد خلق العديد من الفرص السانحة للتسجيل، ولسان حالهم يقولون: ماذا يفعل زيزو؟ هل يدخل إلى أرض الملعب ليسدد بدلاً من داني كارفاخال، أم يتمركز في منطقة الست ياردات ليضرب الكرة برأسه بدلاً من كريم بنزيما الذي ظل متسمراً بمكانه؟

لكن في الواقع، ليس هكذا تقاس كرة القدم، فإهدار الفرص هو أمر وارد وقد يحدث في أي مباراة، لكن السؤال، ماذا فعل زيدان ليمنع هذا التعثر؟ في الحقيقة فعل كل شيء ليزيد معاناة فريقه، وفي هذا التقرير سوف نستفيض بالحديث عن هفوات زيدان وريال مدريد في المباراة.

هل تصدق أنه تم احتساب 8 ركلات جزاء ضد ريال مدريد خلال 16 مباراة خاضها في الليجا فقط؟ هذا يفوق ما كان يُحتسب ضد الفريق في مواسم كاملة، نحن نتحدث عن ركلة جزاء كل مباراتين كمعدل عام.

في المباراة الماضية ضد غرناطة، كاسيميرو قام بمسك لاعب غرناطة بطريقة غريبة داخل منطقة الجزاء، ولحسن حظ زيدان، الحكم كان متساهلاً ولم يحتسب أي شيء، نفس اللقطة تتكرر اليوم وبطريقة أكثر غرابة من داني كارفاخال، مسك للاعب إلتشي بدو أي مبرر، والكرة لم تكن ذاهبة باتجاهه من الأساس، خطأ ساذج أعاد الحياة لأصحاب الأرض وحرم ريال مدريد من نقطتين هو بأمس الحاجة لهما في سباق الفوز بلقب الليجا الذي يتصدره منافس لا يخسر.

اللاعبون يخطئون أحياناً بمثل هذه المواقف، ويمكننا لومهم على ذلك، لكن عندما يتكرر الأمر بهذا الشكل منذ بداية الموسم ولغاية الآن، والمدرب لا يتدخل أبداً في تحذير لاعبيه قبل المباريات من خطورة التعامل بعنف داخل منطقة الجزاء أو التهور في تحريك اليدين، هنا تقع المسؤولية على كاهله بشكل كامل، تفاصيل صغيرة كهذه هي من تحسم الألقاب في نهاية المطاف، والمدرب هو من يجب إدراكها وليس أي أحد آخر في العالم، فلو كان هناك ملاحظة منه على لقطة كاسيميرو أو اي لقطة مشابهة أخرى، لما تعثر الريال اليوم، الأمر بهذه البساطة.

تأخُّر غير مفهوم في التبديلات
في الواقع، لا أفهم ماذا كان ينتظر زيدان حتى يقوم بإجراء تبديله الأول، الفريق كان واضحاً أنه فقد التركيز في الشوط الثاني، وكان عاجزاً عن إيجاد الحلول، فانتظار حتى الدقيقة 77 دون إجراء أي تغيير أمر غريب حقاً، لاسيما وأن دكة بدلاء ريال مدريد فيها الكثير من الخيارات التي يمكن استخدامها في مواقف كهذه.

تبديلات عشوائية .. كأن زيدان لم يشاهد المباراة
وواصل زيدان مسلسل اخطائه في مباراة اليوم عندما أجرى تبديليين كارثيين بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث أخرج توني كروس ولوكاس فاسكيز اللذان يعدان ضمن الأفضل في الفريق بالمباراة، وأبقى ماركو أسينسيو داخل الملعب، اللاعب الذي لا يقوم بأي شيء حرفياً منذ بداية الموسم.


زيدان ما زال لا يدرك أن فريق بحجم ريال مدريد يحتاج للمغامرة في مثل هذه المواقف، فإذا أردت أن تشرك فيدريكو فالفيردي، يمكنك ببساطة إخراج كاسيميرو، فالفريق مندفع للأمام ويحاصر إلتشي في مناطقه الدفاعية، وبالتالي الخصم لديه فرص للتسجيل من هجمة مرتدة في جميع الأحوال، ووجود كاسيميرو في هذه الدقائق لن يفيد بشيء في الحملة الهجومية التي تقوم بها لاقتناص هدف الفوز.

كان هناك العديد من الأفكار التكتيكية والهجومية التي يمكن ان يطبقها زيدان في التبديلات، بدلاً من إخراج أفضل لاعبين في الملعب، مثل أن يتم إقحام مارتن أوديجارد بدلاً من إشراك فيدريكو فالفيردي في آخر 13 دقيقة، فهو يمتاز بالتمرير والاحتفاظ بالكرة وقادر على صناعة فرصة في ظل الكثافة العددية لريال مدريد في منطقة جزاء الخصم خلال الدقائق العشرة الأخيرة.

تثبيت التشكيلة .. التطرف في كل شيء

في بداية الموسم، عندما كان ريال مدريد يتعثر كثيراً، قلنا أنه يجب تثبيت تشكيلة أساسية لسلسلة من المباريات حتى يستقر الفريق، زيدان أدرك هذا الشيء متأخراً، بعد أن فقد العديد من النقاط وكاد أن يودع دور المجموعات، والآن عندما حان وقت التغيير والبحث عن أفكار جديدة، عاند بالاتجاه الآخر وظل مصمماً على تثبيت الخطة والتشكيلة.

لا يمكن إيجاد أي تفسير للثقة العمياء التي يضعها زيدان بماركو أسينسيو الذي حصل على دقائق أكثر بكثير مما يستحق، هذا اللاعب هو الأسوأ في ريال مدريد في الموسم الحالي، حتى أنه أسوأ من إيسكو ورافاييل فاران، الحسنة الوحيدة في موسمه هو صناعته للهدف في المباراة الماضية فقط، فهو لا يراوغ، ولا يمرر بالشكل المطلوب، ونصف عرضياته مقطوعة أو غير متقنة، ولا يقوم بدوره الدفاعي في مساعدة مارسيلو أو فيرلاند ميندي.

ريال مدريد قدم مباراة جيدة هجومياً اليوم، لكن بعيداً عن ذلك، وبعيداً عن نتيجة المباراة، كان لقاء اليوم هو الوقت المناسب لإشراك مارتن أوديجارد في دور صانع الألعاب، إما على حساب ماركو أسينسيو لتتحول الخطة إلى 4-4-2 على شكل الماسة، أو على حساب كاسيميرو بعكس مثلث خط الوسط، فلا يعقل أن تمضي الموسم بشكل كامل تعتمد على نفس الثلاثي في وسط الميدان دون أن تحاول إيجاد حلول أخرى في مباريات سهلة كهذه على الورق وبعد ان حققه سلسلة من الانتصارات أعادت الثقة للفريق، لاسيما وأن ماركو أسينسيو أثبت فشله في مرات عديدة، كذلك لعب الفريق بدون كاسيميرو في بعض المباريات ولم يتأثر الجانب الدفاعي، خصوصاً عندما نتحدث عن مياراة ضد فريق يحتل المركز 17 في سلم الترتيب.

ضغط عالي سيء من ريال مدريد
عملية الضغط العالي هي خطة يصيغها المدرب من الألف إلى الياء، وتكون مبنية على خطة وتشكيلة الخصم، والأسلوب الذي يلعب به، وزيدان كان يدرك أن إلتشي من الفرق التي تحبذ بناء الهجمات من الخلف ولا تعتمد على الكرات الطويلة والعشوائية، لذلك طبق ضدهم ضغط عالي مكثف جداً طوال التسعين دقيقة.

أين تكمن المشكلة؟ خيار زيدان كان صحيحاً، وبالفعل افتك ريال مدريد بعض الكرات الخطيرة، لكن في المقابل، كان الضغط عشوائياً في الكثير من الأحيان، ودائماً ما كان هناك لاعباً خالياً من الرقابة من جاني إلتشي يسمح له في الخروج بالكرة وضرب المساحات في ريال مدريد.

عندما يريد المدرب المراهنة على أقصى درجات الضغط العالي، يجب أن تكون المنظومة تعمل معاً، فمثلاً لا يجب مطالبة مارسيلو بمراقبة الظهير، وتوني كروس بالضغط على قلب الدفاع الأيمن، ثم نجد أسينسيو متمركزاً على الجناح دون التحرك باتجاه لاعب الارتكاز أو المحور، فهذه التحركات المدرب هو المسؤول عنها وليس اللاعبين.

كذلك من غير المنطقي أن نجد مارسيلو يضغط في الثلث الأخير من الملعب، بينما يبقى داني كارفاخال في الخلف على خط سيرجيو راموس ورافاييل فاران، أو العكس أحياناً، فالضغط يجب أن يكون موحداً ومتوازناً، لكي لا تعطي ثغرات للخصم يستغلها في إخراج الكرة كما حدث في الكثير من الكرات اليوم.

المصدر/ سبورت 360

شاهد أيضاً

قبيل مونديال 2022:اتصالات بين قطر والاحتلال حول دخول الصهاينة ومكتب مصالح

أمين خلف الله- عزة برس: قبل حوالي شهرين من صافرة الافتتاح لكاس العالم ، تجري …

%d مدونون معجبون بهذه: