بعثت المغرب برسائل إلى إسرائيل، في الأيام الأخيرة، قالت فيها إنها لا تريد التوقيع على اتفاق تطبيع علاقات، شبيهة بالاتفاقات التي وقعتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين، وأنها لا ترى بالتفاهمات التي توصلت إليها مع إسرائيل أنها جزءا من “اتفاقيات أبراهام”. وأوضحت المغرب معارضتها لاتفاقيات كهذه بأنه كانت هناك علاقات دبلوماسية علنية بين المغرب وإسرائيل في الماضي، حسبما ذكر موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني اليوم، الثلاثاء.
ووصل إلى الرباط، اليوم، وفد إسرائيلي – أميركي مشترك، برحلة جوية مباشرة لشركة “إل عال”. وترأس الوفد الإسرائيلي رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، ورافقه جاريد كوشنير، صهر ومستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
شاهد: الاحتلال يصيب فلسطيني من ذوي الاعاقة بجروح خطيرة على حاجز قلنديا بالضفة
شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس
الاحتلال يزعم اسقاط طائرة مسيرة للمقاومة في غزة
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد وصف، أمس، هذه الرحلة الجوية بأنها “اختراق طريق” وأمل أن تسرع تطبيع العلاقات بين الدولتين. وقال كوشنير، أمس، “إننا ندفع اتفاقيات أبراهام باعتزاز بواسطة الرحلة الجوية التجارية المباشرة الأولى بين إسرائيلي والمغرب”.
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، الاتفاق مع المغرب بأنه جزء من “اتفاقيات أبراهام”، فيما اعتبره نتنياهو “اتفاق سلام تاريخي”. وقال أشكنازي أن “استئناف العلاقات بيننا هو دعامة هامة ومستوجبة في إطار ’اتفاقيات أبراهام’، وتعكس علاقات الصداقة العميقة بين الشعبين. وأدعو دولا أخرى إلى الانضمام إلى دائرة ’اتفاقيات أبراهام’”.
وقال بن شبات، قبل صعوده إلى الطائرة، اليوم، “إننا ننطلق إلى المغرب اليوم تباعًا للاتفاق التاريخي الذي توصل إليه زعيمانا، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مع ملك المغرب محمد السادس. وننطلق على متن رحلة جوية إسرائيلية مباشرة وتاريخية إلى المغرب، انطلاقًا من رغبتنا في ترجمة الاتفاقيات السياسية والإنجاز السياسي الذي تم تحقيقه إلى اتفاقات عملية”.
واضاف بن شبات أنه “سنناقش العلاقات في مجالات الطيران، والسياحة، والاقتصاد، والزراعة، والمياه وسلسلة من المواضيع الأخرى”، معتبرا أن “التاريخ يُصنع أمام أعيننا”.
وتقيم إسرائيل والمغرب علاقات سرية منذ عشرات السنين، كما أن المغرب يسمح علنا بدخول السياح من إسرائيل. وتعززت هذه العلاقات بعد اتفاقيات أوسلو، وافتتح رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، يتسحاق رابين ووزير الخارجية في حينه، شمعون بيرس، مكتب تمثيل إسرائيلي رسمي في المغرب. وتم قطع العلاقات الرسمية بين الجانبين في أعقاب اندلاع انتفاضة القدس والأقصى، عام 2000. ورغم ذلك، يقدر عدد السياح من إسرائيل في المغرب بـ30 – 50 ألفا سنويا.
واستؤنفت العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية – المغربية بعد اعتراف ترامب بسيادة المغرب في الصحراء الغربية المتنازع عليها، كما أبلغ ترامب الكونغرس بأنه يدفع قدما صفقة أسلحة بمليارات الدولارات مع المغرب، وتشمل طائرات بدون طيار وصواريخ موجهة عن بعد.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، ليئور خياط، قوله إن الجانبين سيوقعان اليوم على أربعة اتفاقات منفصلة: اتفاق طيران يسمح برحلات جوية مباشرة بين الدولتين؛ اتفاق يعفي الدبلوماسيين من تأشيرات دخول؛ اتفاق تعاون مالي؛ واتفاق تعاون في مبادرات مائية. وأضاف خياط أنه “توجد اتفاقيات كثيرات أخرى”.
وستدخل الرحلات الجوية المباشرة حيز التنفيذ بعد أزمة كورونا، وحسب خياط، “سيزداد عدد السياح من إسرائيل إلى المغرب كثيرا، وسيسمح للسياح المغاربة بزيارة إسرائيل، وهذا لم يكن في السنوات الماضية”.
ويتوقع في المرحلة الأولى إعادة فتح مكاتب تمثيل الدولتين، التي أغلقت قبل 20 عاما، وسيتلو ذلك فتح سفارتين رسميتين.
ويلتقي قسم من الوفد الإسرائيلي مع ملك المغرب في ديوانه الرسمي. وكان من المقرر عودة الوفد الإسرائيلي غدا، لكن تم تبكير ذلك إلى هذه الليلة، وذلك في أعقاب قرار كابينيت كورونا بإلزام العائدين إلى إسرائيل منذ غد الأربعاء بالدخول إلى حجر صحي فندقي.
المصدر/عرب ٤٨