لسنوات طويلة ظل برنامج CCleaner يتربع على عرش أفضل أدوات تنظيف وتسريع نظام الويندوز وأكثرها شعبية وشهرة. تعودنا دائماً على استخدامه والثقة به من أجل تنظيف الويندوز من الملفات الغير مرغوب فيها والسجلات والمجلدات التي لم نعد نحتاج إليها. وليست مرة واحدة أو اثنان، بل العديد من المرات التي كنا نوصيكم فيها باستخدامه والإيمان بقدراته.
لم تخلو قائمة أفضل برامج تنظيف الكمبيوتر وتسريع أداء الويندوز إلا وقد إحتوت على CCleaner. لكن فجأة ودون سابق إنزار كل هذا تغير. كنا تقريباً في عام 2017 عندما عرفنا أن شركة برامج مكافحة الفيروسات الشهيرة Avast هي من قامت بشراء البرنامج، ومن حينها وهو يقبع تحت لوائها. وفوراً، بدأ العديد من المستخدمين يواجهون مشاكل خطيرة في البرنامج والتي تستدعي للضرورة الابتعاد عنه والتوقف عن استخدامه. ولكن في الحقيقة هي لم تكن مشكلة واحدة، وإنما عدة مشاكل متتالية. فهل اختفت جميع تلك المشاكل وأصبح من الممكن الثقة ببرنامج CCleaner مجدداً ؟.
لماذا جاء الوقت الذي لم نعد نثق فيه ببرنامج CCleaner
إذا لم تكن على دراية كافية بالمشكلة التي واجهها برنامج CCleaner فقد فاتك الكثير. فبمجرد شراء Avast للبرنامج في عام 2017، تعرض CCleaner على الموقع الرسمي للاختراق وتحديداً إصدار 32bitـ كانت النتيجة عبارة عن ضخ فيروسات أحصنة طروادة إلى ملايين الأجهزة. وبدون شك، استغلت شركات مكافحة الفيروسات المنافسة لشركة Avast نقطة الضعف، لدرجة أن بعضهم أضاف على صفحاته الرسمية كيف تتخلص من فيروسات CCleaner. لحسن الحظ اكتشفت Avast المشكلة سريعاً وعملت على حلها خلال فترة وجيزة قبل أن تنتشر الفيروسات على نطاق واسع. ولكن هذا لم يكن كل شيء.
فيما بعد قدمت الشركة تحديث جديد أو ميزة جديدة لمستخدمي CCleaner والتي كانت تحت مسمى المراقبة النشطة “Active Monitoring”. هذه الميزة تعمل على مراقبة وتجميع البيانات المجهولة المصدر حول الاستخدامات الشخصية لجهاز الكمبيوتر، في الواقع لم تكن هناك مشكلة في الأمر. ولكن المشكلة هي أنه حتى بعد تعطيل هذه الميزة من داخل البرنامج، فتعاود تشغيل نفسها تلقائياً بمجرد إعادة تشغيل الكمبيوتر. هذا التحديث تسبب للمستخدم في مواجهة صعوبات عديدة عند محاولة إغلاق برنامج CCleaner بالطرق الطبيعية.
حواسيب MacBook المستقبلية قد تأتي مع لوحة مفاتيح قابلة للسحب
أحدث سماعات أذن لاسلكية من إل جي ذاتية التنظيف
الأسوأ من هذا أنه في عام 2018 تعالت صيحات المستخدمين المطالبين بإيقاف التحديثات التلقائية دون طلب الإذن منهم. ولكن للأسف لم يكن هناك ردة فعل صريحة من قبل فريق الدعم الفني. فإذا كنت تستخدم الإصدار المجاني، فيظل البرنامج بإزعاجك للترقية إلى الإصدار المدفوع.
جميع هذه المشاكل المتتالية جاءت وراء بعضها البعض، وكانت ضمن أهم العوامل التي تسببت للمستخدم في عدم الثقة أو الإيمان ببرنامج CCleaner مرة ثانية. ولكي تزيد الطين بلة، بادرت جميع مواقع مراجعات البرمجيات والتطبيقات بتوصية المستخدمين بالإبتعاد عن CCleaner، وقدموا العديد من البدائل المجانية التي لاقت بالفعل إقبال شديد من قبل المستخدم العادي. ومع إزدياد حدة المنافسة وتصاعد أسماء برامج تنظيف أخرى إلى ساحة السوفتوير، كانت تنحدر شهرة CCleaner بسرعة البرق. ولم يكن أمام الشركة سوى التعاون مع الشركات الدعائية الكبرى لاستعادة أسم البرنامج مرة أخرى في هذا المجال.
ماذا يقدم لنا برنامج CCleaner
من المزايا الجديدة التي يتمتع بها البرنامج ميزة فحص صحة أو حالة جهاز الكمبيوتر “Health Check” التي ستجدها في مقدمة قائمة خصائص البرنامج بمجرد تشغيله. هذه الميزة تهتم بفحص أربعة أشياء في الكمبيوتر وهما: الخصوصية والمساحة وسرعة الأداء والأمان. ولكن كل من وظيفتي سرعة الأداء والأمان ليست متضمنة إلا بالإصدار المدفوع فقط CCleaner Pro. كل من الميزة الأولى والثانية تعملان على تنظيف ملفات تعريف الارتباط وسجل المتصفح وملفات الإنترنت المؤقتة وتنظيف سلة المحذوفات وملفات البرامج والتطبيقات ونظام الويندوز المؤقتة.
أما بالنسبة إلى المزايا الحصرية للإصدار المدفوع مثل Speed، فهي تعمل على تحليل برامج بدء التشغيل الموصى بها وتعطيل البرامج التي تستهلك الكثير من موارد الهاردوير أو لديها تأثير ملحوظ على سرعة إقلاع النظام وبدء التشغيل. بالإضافة إلى ذلك سيعمل CCleaner على فحص البرامج الموجودة على الكمبيوتر ما إذا كانت تتطلب أي تحديثات جديدة ثم يهتم بتحديثها إلى إخر الإصدارات المتاحة على مواقعها الرسمية. كما يسمح لك البرنامج بإلغاء بعض الإجراءات حسب الفئات من كل صفحة خاصة بالمزايا إذا كنت تريد استثناء أو استبعاد شيء ما.
ستجد الميزة الثانية بقائمة وظائف البرنامج ميزة التنظيف اليدوي Custom Clean والتي تتيح لك تحديد واختيار ما تريد تنظيفه بشكل مخصص. ستجد قسم الويندوز أنه يحتوي على بيانات متصفح Edge بالإضافة إلى بيانات سجل نظام الويندوز وذاكرة التخزين المُخبأة “الملفات الؤقتة” والقدرة على تفريغ سلة المحذوفات. يمكنك إزالة جميع الملفات المؤقتة بالمتصفحات وبرامج الميديا الأخرى مثل VLC أو برامج الألعاب والاستضافة مثل TeamViewer و Steam.
فبمجرد تحديدك لكل شيء ستقوم بالنقر على تبويب التحليل Analyze لمعرفة تفاصيل سعة المساحة التي سيوفرها البرنامج لك من جراء حذف هذه الأشياء، إذا كنت راضِ عن النتيجة فكل ما عليك فعله هو النقر على Run.
منظف ملفات السجل Registry Cleaner
من الطبيعي أن السجلات تمتلئ بالأعطال والملفات التالفة بمرور الوقت ومع كثرة استخدامنا لنظام التشغيل. ولكن ما لا يعرفه البعض منا أن عملية مسح السجلات وتنظيفها تتسبب غالباً في العديد من المشاكل، مثل مشاكل تلف الملفات الضرورية لإدارة النظام أو البرامج الأخرى على الكمبيوتر، فتأكد أنك غير مُضطر على استخدام هذه الميزة، أو على الأقل توخي الحذر إذا قررت استخدامها. وتذكر أن شركة مايكروسوفت توصي بعدم الاعتماد مطلقاً على أي برامج أو أدوات لتنظيف السجلات.
بعد ذلك ضمن أدوات CCleaner ستجد التبويب الأول وهو Uninstall ووظيفته لا تختلف أي شيء عن وظيفة نظام الويندوز في إزالة تثبيت البرامج والتطبيقات. من المزايا التي تستحق ذكرها أيضاً ميزة Disk Analyzer، والتي تهتم بتحليل المساحة المستخدمة على أقراص التخزين المتصلة بالكمبيوتر. بالنسبة إلى ميزة Duplicate Finder فهي تهتم بالبحث عن المجلدات والملفات المتكرره على أقراص التخزين لكي تساعدك في حذفها والتخلص منها. وظيفة نقطة إستعادة النظام System Restore فهي تسمح بمحو نقاط استعادة النظام إذا كنت تريد توفير مساحة أكبر على قرص التخزين الأساسي – ولكن لماذا قد نحتاج لميزة مثل هذه من الأساس فلسنا متأكدين. الميزة الأخيرة في وظائف الأدوات وهي Drive Wiper والتي تساعدك في محو كل شيء تماماً على أي قطاع من قطاعات التخزين المتصلة بالكمبيوتر.
والآن هل يمكننا الثقة ببرنامج CCleaner مجدداً ؟
في الواقع الأمر متروك لرغبتك الشخصية، ولكن بالنسبة لنا، فلا نجد بالبرنامج ميزة حصرية تستحق الأسم والمكانة التي لطالما تمتع بها CCleaner في الماضي. في الواقع معظم وظائفة هي مجرد استنساخ من وظائف نظام الويندوز الأساسية. بعضها الآخر قد نفضل استخدامها بالتعامل مع برنامج متخصص آخر مثل EaseUS.
ما سيزعجك أثناء تثبيته أنه يفرض عليك تثبيت AVG Antivirus أو غيره، وهذا بالطبلع بالنسبة للإصدار المجاني. هذه الحيلة رخيصة جداً ولا ينبغي أن تتواجد في أي برنامج تنظيف لديه اسم عريق وكبير في مجال السوفتوير. العديد من البرامج المجانية الأخرى لا تفعل ذلك على الإطلاق. بالنسبة لعملية تحديث البرنامج، فهي تعمل بشكل طبيعي ولكنها ليست آلية كما ينبغي أو بقدر الذكاء الذي نتخيله، ستكون مُضطراً على النقر على تبويب Next في العديد من الأوامر حتى تنتهي من جميع التحديثات.
إذا حاولنا أن نستثني وظيفة Health Check الجديدة، فستجد أن أغلب وظائف برنامج CCleaner المدفوعة متواجدة بالفعل لدى منافسين عدة ولكن بسعر أقل، بل وأحياناً مجانية بالكامل. فما الشيء الذي يستدعي أن تدفع أكثر من 20$ دولار أمريكي مقابل بعض المزايا المتواجدة في برامج أخرى مجانية.
ستجد أداة الويندوز المتضمنة Disk Cleanup تستبدل وظائف CCleaner فيما يستطيع فعله تجاه أقراص التخزين. TreeSize من الحلول الرائعة التي لديها القدرة على تحليل مساحة أقراص التخزين ولكن باحترافية ودقة أكبر. بينما مزايا مثل Uninstall أو Startup أو Duplicate ما هي إلا استنساخ لوظائف نظام التشغيل نفسه، ومن الأفضل التعامل معها من داخل نظام الويندوز. لا نستطيع الجزم أو التصريح بأن برنامج CCleaner عديم الفائدة، ولكن يمكننا الجزم على أن معظمنا “حقاً” في غنى عن جميع مهامه ووظائفه ولا يستفيد من وراءه إلا بالمساحة التي يشغلها برنامج CCleaner على قرص التخزين الخاص به.
المصدر/ عالم الكمبيوتر