أثار فيلم “كيوتز” موجة غضب شديدة تجاه صناع العمل ومنصة نتفليكس (Netflix) التي عرضت الفيلم قبل أسابيع، ليس فقط لتناول الفيلم قصة جريئة وُصفت بأنها غير أخلاقية، وإنما لاحتوائه على مشاهد وإيحاءات تروّج إلى الاعتداءات الجنسية على الأطفال بصورة ما.
حاول صناع العمل تبرير مشاهد الفيلم بدعوى التطرق إلى قضايا شائكة تتعلق باستكشاف الحياة الجنسية للنساء السود، مما دعا أعضاء بالكونغرس الأميركي إلى المطالبة بوقف عرض الفيلم، تزامنا مع دعوات شعبية في العديد من دول العالم لمقاطعة منصة نتفليكس.
حاز فيلم “كيوتز” للمخرجة الفرنسية السنغالية ميمونة دوكوري على جوائز عديدة في فرنسا، قبل أن يُعرض على نتفليكس في الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي أثار الجدل حول معايير الحصول على الجوائز الفنية في مهرجانات السينما العالمية.
ففي الوقت الذي تناضل فيه المنظمات الحقوقية من أجل الدفاع عن حقوق الأطفال، تحصد الأفلام السينمائية الجوائز العالمية رغم عدم قبولها مجتمعيا وأخلاقيا.
مايكروسوفت تؤكد استحواذها على إحدى أهم الشركات المتخصصة بأمن الإنترنت
فوجيتسو تطور تقنية ذكية تضمن غسيل اليدين كما ينبغي للحماية من كورونا
شاهد:Galaxy Note 20 Ultra سيضم المعالج +Snapdragon 865، وإطار أنحف من +Note 10
فيسبوك تستحوذ على شركة سويدية لرسم الخرائط
لكن من جانب آخر، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا للكاتبة كارين عطية عن الضجة التي أثيرت حول “كيوتز” دفاعا عن حقوق السود وأجسادهم، بينما ينتهك صناع السينما حقوق هؤلاء بشتى الصور في أعمال فنية أخرى، مما يشكّل تناقضا في الرؤى الفنية.
وذكرت الكاتبة أن منتقدي فيلم “كيوتز” يركزون على الملصق الدعائي للفيلم، والذي يظهر مجموعة من الأطفال في سن 11 عامًا يرتدون أزياء زرقاء وسراويل قصيرة ويرقصون بشكل غير محتشم. وقد أدت موجة الغضب إلى المطالبة بمقاطعة نتفليكس لدعمها الاعتداء الجنسي على الأطفال والأفلام الإباحية عن الأطفال.
في حين أن هناك مشكلة إباحية حقيقية أخرى في الولايات المتحدة تتمثل في ميلها الشديد لاستهلاك صور المعاملة الوحشية واغتصاب النساء والفتيات السود على شاشات التلفاز.
ويتم نشر ومشاركة مقاطع فيديو لفتيات مراهقات سود يتعرضن للعنف الجسدي من قبل ضباط الشرطة، يقول ناشروها إن القيام بذلك “يخلق الوعي”.
كما يذهب المصورون البيض إلى أفريقيا وإلى دول أخرى سكانها من السود، ويلتقطون صورًا، أحيانا دون موافقة صاحباتها، لفتيات ينزفن ويبكين بسبب تشويه أعضائهن التناسلية، أو لنساء يمتن أثناء الولادة.
ويحظى المصورون بالثناء، ويحصلون على الجوائز المرموقة والمال في الغرب مقابل توثيق هذه اللحظات والصور. ويعدّ كل هذا شكلا من أشكال الاستغلال والصدمات الإباحية.
وفي محاولة لتبرير قصة العمل المثير للجدل، أوضحت مخرجة فيلم “كيوتز” ميمونة دوكوري أنها كانت تنوي أن يخلق فيلمها “نقاشًا حول إضفاء الطابع الجنسي على الأطفال”.
وأضافت “إلى أولئك الذين يقولون إن فيلم كيوتز يرسل رسالة غير لائقة عن النشاط الجنسي، أود أن أسأل: ما الرسالة التي ترسلها إلى النساء والفتيات السود في الولايات المتحدة عندما يتعين على الممثلات السود، من أجل الفوز بجوائز كبرى، تصوير مشاهد جنسية مع شخصية ذكورية بيضاء عنصرية؟”.
وأشارت الكاتبة إلى أنه في ثقافة السينما الفرنسية، بالكاد يقع تمثيل النساء السود. يُذكر أن آخر فيلم نال إشادة دولية واهتمامًا بشأن الفتيات المهاجرات من السود كان يحمل عنوان “غيرل هود”.
وقد استوحت المخرجة سيلين سياما آنذاك، وهي امرأة بيضاء، قصة الفيلم من ملاحظاتها عن المراهقين السود في ضواحي باريس الفقيرة، وقد صرّحت في المقابلات بأنها تريد إنتاج الفيلم لأن القصص والوجوه السوداء كانت غائبة عن وسائل الإعلام الفرنسية.
المؤامرة تواجه المؤامرة
في الوقت الذي يعتبر فيه جمهور المحافظين في الولايات المتحدة أن فيلم “كيوتز” بمثابة مؤامرة لفرض نوعية من الأفكار غير الأخلاقية على الأجيال الجديدة، ترى مخرجة العمل أنها تتعرض للمؤامرة لكونها امرأة فرنسية سنغالية قررت إخراج فيلم ثقافي موثّق، حسب تعبيرها، عن حياة فتاة مهاجرة من الجيل الأول أصبحت واعية بجسدها ومتجاوزة النظرة الذكورية أو البيضاء.
وذكرت الكاتبة أن المجتمع الأميركي يتجاهل مشكلات النساء السود، لكنه يقبل بالاتجار في إيذاء أجسادهن في الأفلام الأميركية.
أزمة كيوتز
تفجرت أزمة فيلم “كيوتز” قبل أسابيع بعد عرضه على منصة نتفليكس. ويعرض الفيلم مجموعة من المشاهد الجنسية لطفلة في الحادية عشر من عمرها تحت مبرر استكشاف الحياة الجنسية للمراهقات في ظل ضغوط وإغراءات مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال في هذه المرحلة العمرية.
القصة التي ارتأت مخرجة العمل تناولها بجرأة شديدة ومشاهد جنسية تضمنت الأطفال، أثارت غضب جمهور نتفليكس الذي طالب المنصة بوقف عرض الفيلم أو مقاطعة الشبكة، مما تسبب في تعرض نتفليكس لخسائر مالية كبيرة في الأسابيع القليلة الماضية.
المصدر : الصحافة الأميركية- الجزيرة