لثاني مرة في غضون أشهر، تكبر بقوة شائعة إصابة محمد صلاح لاعب ليفربول بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم يتم النفي عبر طرق مختلفة تاركًا السؤال الأهم دون إجابة: لمصلحة من يتم ترويج إصابة محمد صلاح بفيروس كورونا كل مرة؟.. في هذه السطور سنحاول الوصول إلى بعض المستفيدين الحقيقيين من بث تلك الشائعات.
المرة الأولى كانت في مارس الماضي، أي في ذروة انتشار الوباء في إنجلترا وأوروبا، بدأ الأمر بشائعة آنذاك في وسائل إعلام مصرية قبل أن يتم النفي عبر وكيل أعمال صلاح، رامي عباس عيسى، الذي هاجم تلك الشائعات بقوة.
حينئذ كتب عباس عبر حسابه الشخصي على تويتر: «كم هو مخجل نشر أمر بهذه الحساسية الشديدة دون مصدر من أجل الضغطات فقط، أمر مقرف ومروع».
ورغم أن حساب المصدر الذي ذكر هذا الخبر آنذاك سارع بحذف كل الأخبار المتعلقة بالأمر عبر وسائل التواصل فور النفي الرسمي، إلا أنه استفاد بعدد هائل من المتابعات وإعادات التغريد والتعليقات خلال أقل من ساعتين، وصل الأمر إلى عشرات –إن لم يكن مئات- الآلاف.
يمر نحو 7 أشهر، وتعود الشائعة من جديد للانطلاق عبر حسابات غير موثقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتنطلق عبر حساب غير موثق استغل تأكيد ليفربولإصابة ساديو ماني أمس الجمعة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» قبل مباراة ليفربول وأستون فيلا في الدوري الإنجليزي.
اقرأ أيضًا: هل أصيب محمد صلاح بفيروس كورونا «كوفيد – 19»؟
المصدر الأول لذلك الأمر كان حساب شخص من غانا يدعى (برنس ماركوس) وهو حساب غير موثق ينص في تعريفه لنفسه على أنه «عالم أحياء محترف.. ريادي..ملكي العقلية.. أشجع ليفربول من 2003، ستيفن جيرارد استحوذ على قلبي!».
اللافت أن حساب ليفربول الرسمي يتابع حساب برنس ماركوس هذا، الذي كتب اليوم في نحو الساعة السابعة مساء بتوقيت القاهرة: «خبر عاجل: الاختبار الأول لمحمد صلاح للكشف عن فيروس كورونا المستجد جاء إيجابيًا، والآن صلاح يعزل نفسه في مدينة ميلوود الرياضية في انتظار الفحص الثاني» مفجرًا شائعة كبيرة طافت العديد من وسائل التواصل واستلزم الأمر ردًا في بعض الوسائل الإعلامية من ليفربول نفسه.
من الصعب جدًا أن تكون غانيًا وتكون مقربًا من ليفربول بحيث تصل إلى معلومة كتلك وتكون المصدر العاجل لها.. خصوصًا إن لم تكن صحفيًا، الأمر يحتاج أن تكون أكثر من«عالم أحياء ريادي» كي تنفرد بخبر من هذا النوع.
ولكن نظرة سطحية على حساب ماركوس ستخبرك لماذا يلجأ البعض لشائعات من هذا القبيل!.
رسميًا: السعودية تفتح أجواءها بشكل دائم للطيران بين إسرائيل والإمارات
تحليلات إسرائيلية: التفاهمات مع حماس هشة ومدتها محدودة
مصادر في قطاع غزة: حماس تريد التوصل إلى صفقة تبادل أسرى قريباً
صحيفة إسرائيلية: طائرات بدون طيار ومراقبة دقيقة هكذا اغتيل أبو العطا
الحساب الذي كان يجذب تفاعلات تحصيها بالكاد أصابع اليد الواحدة على كل منشور أو تغريدة، حاز عشرات الآلاف من التعليقات وإعادات التغريد في وقت قياسي، ولا يزال ربما حتى كتابة هذه السطور يحظى بمتابعات لم يكن يحلم بها أبدًا، نفي بسيط أو مسح للتغريدة برمتها بعد أن يكون التفاعل قد انتهى عليها، يضمن لك متابعين جدد وحسابًا نشيطًا، وربما.. آراء مصدقًا عليها في ملفات أخرى.. أو منصة أسهل لبيع المنتجات لدى جماهير أكثر.. أو.. أو.. أو.. هذه هي لعبة السوشيال ميديا الأشهر!.
هذه بعض النماذج لتغريدات نشرها ذلك الحساب عن كرة القدم أيضًا قبل أقل من ساعتين من نشره شائعة إصابة صلاح بفيروس كورونا، التفاعل بالكاد يتخطى أصابع اليد الواحدة.
أما المنشور الذي ثبته على صفحته والعائد لشهر سبتمبر الماضي ويظهر مدافع مانشستر يونايتد هاري ماجواير بشكل الحمار الوحشي، فقد حصد الغلة الأهم من التفاعلات بعد انتشار شائعة صلاح التي وصفها ليفربول في رده على وسائل إعلام مصرية وصلت إليه بأنها «إحدى شائعات تويتر التي لا يحبذ الرد عليها».. ليفربول يعرف اللعبة إذًا.
..وفي سياق متصل
لا تقف المسألة هنا، الأمر تعدى إلى ظهور عشرات الصحفيين في وقت قياسي يدعون قرابتهم من ليفربول بحسابات غير موثقة أيضًا، صحفي مقرب للغاية من ليفربول إلى الدرجة التي يكتبها في وصفه على تويتر، لابد أن يكون شهيرًا ذا حساب موثق، ولكن فرصة مثل هذه لاعتماد هذا اللقب عبر نفي الإصابة التي هي بالأصل شائعة خارجة من حساب مجهول الهوية غير ذي صلة بليفربول أو بصلاح، ستكون فرصة مؤاتية يجدر استغلالها بالطبع، وهذا ما رأيناه خلال الساعات التي أعقبت شائعة إصابة صلاح من شلال الصحفيين «المقربين إلى ليفربول» والذين تسابقوا لنفي «الشائعة» وتعاظمت أرقام حساباتهم بشكل مهول خلال تلك الساعات على نفس طريقة حساب برنس ماركوس الأكثر استفادة من الأمر برمته.
كل شيء على وسائل التواصل الاجتماعي صار أهلًا للتجارة.. وتجارة الشائعات باسم النجوم بضاعة رائجة للغاية، مكسبها مضمون والانسحاب منها دومًا آمن، هل هناك تجارة أسهل من هذه؟!.
المصدر/ اس اربيا