“التطبيع بين السودان وإسرائيل مسألة وقت، لكن خطواته الآن أسرع ليكون ذا قيمة”. هذا ما قاله للجزيرة نت مسؤول بارز في الحكومة السودانية، مؤكدا أن “ائتلاف قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة تحفظ فقط على سرية التفاوض مع تل أبيب ووساطة الإمارات”.
وحسب حيدر الصافي عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير والقيادي في الحزب الجمهوري، فإن المفاوضات التي بدأت في أبو ظبي بين مسؤولين سودانيين وأميركيين وإماراتيين يراد منها وضع السودان أمام الأمر الواقع.
ويشبه الصافي لقاءات أبو ظبي بلقاء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ورئيس الحركة الشعبية-شمال عبد العزيز الحلو في فرض سياسة الأمر الواقع.
“جنود إسرائيليون اقتحموا منزلا سوريا وقتلوا أشخاصا فيه دون أي سبب”
وزير حرب الاحتلال يوقع 4 اوامر مصادرة وتجميد لاموال لحركة حماس
رسميًا: السعودية تفتح أجواءها بشكل دائم للطيران بين إسرائيل والإمارات
ووصل الإمارات الأحد في زيارة تمتد ليومين وفد سوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يرافقه وزير العدل نصر الدين عبد البارئ وعلي بخيت مدير مكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لإجراء مشاورات مع مسؤولين أميركيين وإماراتيين حول تطبيع العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب.
حوار مباشر
ويقول الصافي للجزيرة نت إن قضية التطبيع داخل قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم) لا تخلو من خلاف، لكن عموما هذا التحالف يريد أن يكون التفاوض مع إسرائيل مباشرة، وبلا وسطاء، وتحت الضوء وليس في الخفاء؛ بمعنى ألا يكون الحوار سريا.
ويتابع “لا نريد سماع صوت الإمارات، بل نريد سماع صوت السودان”، ويضيف أن هذه المفاوضات يجب أن تكون بعيدة عن أي مساومات عربية أو إسلامية أو أي مسميات عابرة للحدود”.
ويتوقع أن يناقش المسؤولون السودانيون مع مدير شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض العميد ميغيل كوريا ومستشار الأمن القومي في الإمارات طحنون بن زايد رفع العقوبات عن السودان ودعمه اقتصاديا مقابل التطبيع.
ولعب كوريا دورا في صياغة اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، كما يتولى طحنون ملف المحادثات مع إسرائيل.
محاولة قفز
ويؤكد محمد الهادي القيادي في الحزب الوطني الاتحادي وتحالف الحرية والتغيير أن مسألة التطبيع مع إسرائيل داخل التحالف “فيها قولان”، لكن الثابت أن التابوهات القديمة مثل “الخرطوم عاصمة اللاءات الثلاثة” أصبحت من التاريخ.
ويشير إلى أن البرهان في زيارته للإمارات في حال حصوله على مكاسب مثل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وحزم دعم اقتصادية، فإن الشارع سيؤيد التطبيع مع تل أبيب في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة حاليا.
ويبدو أن الحكومة تحاول القفز فوق الحالة الخلافية داخل قوى الحرية والتغيير، وإرجاء البت في الموضوع لحين تشكيل المجلس التشريعي، وكسب الوقت.
وطبقا لمسؤول حكومي رفيع تحدث للجزيرة نت، فإن تأخر السودان في التطبيع مع إسرائيل قد يجعل الخطوة بلا قيمة وبلا فوائد.
ويوضح أن إسرائيل الآن تتحدث عن إمكانية التطبيع مع 6 دول، وفي حال تطبيع السعودية فإن السودان سيكون في عزلة جديدة، كما أن تأخره في التطبيع يجعل الخطوة بلا مكاسب.
ويضيف “لا بد من قرار في وقت مناسب يكون السودان فيه بلدا مفتاحيا في موضوع التطبيع”.
تحصيل حاصل
ويؤكد المسؤول أن رئيس الوزراء وافق على زيارة البرهان للإمارات وإجرائه مباحثات حول التطبيع مع إسرائيل، لأن رئيس مجلس السيادة متحرر من أي حمولة لقوى الحرية والتغيير المختلفة حول القضية.
ويعتبر أن السودان في واقع الحال سابق للإمارات في التطبيع مع إسرائيل، حيث التقى رأس الدولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بكمبالا في فبراير/شباط الماضي، وهو ما لم يحدث بين إسرائيل والإمارات.
يذكر أن دول المنطقة بدأت التطبيع مع إسرائيل بالتعاون الاقتصادي، ومن ثم ذهبت للتطبيع السياسي، لكن الخرطوم بدأته بالأخير، وستمضي للتعاون الاقتصادي.
تحليلات إسرائيلية: التفاهمات مع حماس هشة ومدتها محدودة
مصادر في قطاع غزة: حماس تريد التوصل إلى صفقة تبادل أسرى قريباً
صحيفة إسرائيلية: طائرات بدون طيار ومراقبة دقيقة هكذا اغتيل أبو العطا
وتوقع أن تسفر مشاورات البرهان بأبو ظبي عن تطبيع مع إسرائيل، يبدأ بتبادل القنصلين، ثم السفيرين، وهو ما يقود لاندماج السودان في المجتمع الدولي.
وبشأن التقارير التي تتحدث عن دعم اقتصادي في حدود 3.2 مليارات دولار، بالإضافة إلى تسريبات تتحدث عن طلب البرهان مبلغ 10 مليارات دولار؛ يقول المسؤول إن الحديث هو عن توفير احتياجات حددتها الحكومة الانتقالية لدى توليها مقاليد الأمور، وهي مبلغ 8 مليارات دولار لإقالة عثرة الاقتصاد.
توجيهات صارمة
وعلمت الجزيرة نت أن توجيهات صارمة صدرت للوزراء، خاصة المخولين منهم بالحديث، بعدم الإدلاء بأي تصريحات للصحافة حول زيارة البرهان والتطبيع مع إسرائيل.
وقال وزير للجزيرة نت إن البرهان سيجري بعد عودته للخرطوم تنويرا للحكومة بشقيها -مجلسي السيادة والوزراء- بشأن نتائج مباحثاته مع الجانبين الأميركي والإماراتي، ومن ثم سيصدر بيان صحفي للحكومة.
وتحاط مسألة التطبيع في السودان بحرج بالغ، في ظل تعنت قوى تقليدية تجاه الخطوة، على رأسها حزب الأمة القومي، فضلا عن رفض الحزب الشيوعي وأحزاب البعث للتطبيع ابتداء.
وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أبلغ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لدى زيارته الخرطوم الشهر الماضي أن حكومته لا تملك تفويضًا للتطبيع مع إسرائيل، ودعا الإدارة الأميركية إلى ضرورة الفصل بين عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومسألة التطبيع مع إسرائيل.
ولدى لقاء البرهان ونتنياهو في كمبالا تحت ضيافة الرئيس الأوغندي يوري موسفيني دخلت أطراف الحكومة الانتقالية (رئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة) في مشادات وحالة إنكار.
المصدر : الجزيرة
تعليق واحد
تعقيبات: في الهند:شقَّ بطنها ليعرف جنس الجنين. - غزة برس