في الشهر الماضي، وصل عدد الشركات الأميركية التي أوقفت إعلاناتها في «فيسبوك»، بسبب عدم الحظر على بوستات العنف والكراهية، إلى 750 شركة. من بينها: «كوكا كولا»، و«ستارباك»، و«نايكى»، و«أديداس»، و«يونيلفر»، و«فورد»، و«إنستغرام».
ومع نهاية الأسبوع، تراجعت «فيسبوك»قليلا.
لكن، لم يتوقف النقاش. مع تلميحات وغمزات شخصية عن مارك زوكربيرغ، مؤسس ورئيس «فيسبوك»: أولا: أنه يخاف من الرئيس ترامب. وثانيا: أنه يحب المال.
هذان تقريران متعارضان:
الأول من لجنة المحامين عن الحقوق المدنية (إل سي سي آر) في واشنطن العاصمة.
الثاني من رئاسة شركة «فيسبوك»، في منتوبارك (ولاية كاليفورنيا).
لجنة المحامين عن الحقوق المدنية:
نظل، منذ فترة طويلة، ندعو «فيسبوك»لوقف صفحات العنف، والعنصرية، والكراهية. مثل صفحتين:
الأولى: «نحن بيض»، التي يتابعها أكثر من 18.000 متابع، وتدافع دفاعا مستمرا عن القومية البيضاء.
الثانية: «شهر البيض التاريخي»، الذي يقول إن «كل شهر هو شهر البيض»، والذي ينشر تعليقات متعصبين بيض، ويتابعه أكثر من 258.000 متابع…
ورغم بيانات أصدرتها «فيسبوك»مؤخراً عن تغييرات في ممارساتها، نقول إن هناك خللا أساسيا في فلسفة هذه الممارسات. إذا لم تتغير الفلسفة والعقيدة، لن يفيد كثيرا تغيير الممارسات.
نظل نجري اتصالات مع منظمات الحقوق المدنية والدفاع عن العدالة والمساواة في المجتمع الأميركي، واتفقنا على أن واحدة من معضلات فلسفة «فيسبوك»هي أنها تفرق بين «التفوق الأبيض،»و«القومية البيضاء»، و«الانفصاليين البيض»وترى أن كل واحدة من هذه المجموعات قائمة بذاتها، وتستحق أن تعبر عن رأيها.
لكننا، ومنظمات الحقوق المدنية الأخرى، وكل من يتابع نشاطات هذه المجموعات، نرى بوضوح أنها جزء من تطرف وعنف كان مخفيا، ثم صار علنا. وأنه لا يهدف إلى شيء غير إشاعة الكراهية والعنف، حول العالم.
قبل عامين، قالت«فيسبوك»إنها اخترعت وسيلة إلكترونية تقدر على اكتشاف كل محتوى عدوانى وعنيف، وإزالته حتى قبل أن يراه المستخدمون. لكننا نقول إن هذه التكنولوجيا الجديدة ليست مثالية. خاصة عندما يتعلق الأمر بخطاب الكراهية. وذلك لأن الكراهية يمكن أن تعلن بطرق غير مباشرة.
لا توجد كلمة «كراهية»في أسماء مثل «التفوق الأبيض»، لكنها، طبعا، مخفية. وهكذا…
لماذا اوقفت كوكاكولا اعلاناتها على منصات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم؟
قَتَل أخته وأطلق النار على مسجد.. الحكم على متطرف نرويجي بالسجن 21 عاماً بعد رفض “مزاعم جنونه”
في العام الماضي، اعترفت «فيسبوك»نفسها بأن هذه التكنولوجيا الجديدة تزيل فقط نسبة 50 في المائة من هذه العبارات. وواجهت «فيسبوك»وضعا أثبت ذلك، وهو فيديو قتل 50 شخصا في مسجدين في نيوزيلندا. في هذا، تورطت «فيسبوك»من ناحيتين:
الأولى: لأن الجاني عرض جريمته مباشرة.
والثانية: لأن مئات الآلاف من المشتركين، سريعا، أنزلوا الفيديو، ووزعوه على آخرين…
هذا هو ما حدث، وما يمكن أن يحدث، عندما تتجاهل «فيسبوك»مسؤولية النشر على تريليونين ونصف التريليون مشترك.
كما رأينا في هذه الهجمات المأساوية على دور العبادة في نيوزيلندا وأماكن أخرى، توجد عواقب في العالم الحقيقي لهذا التخلي عن المسؤولية، إذا لم يكن إنكار المسؤولية. خاصة عندما توفر شبكات التواصل الاجتماعي منصات للبيض العنيفين، مما يسمح لهم باحتضان وتنظيم وتجنيد أتباع لحركاتهم البغيضة…
وهناك ما حدث عام 2017 في شارلوتسفيل (ولاية فرجينيا) عندما وضع تنظيم «يونايت ذا رايت»(توحيد اليمين) إعلانات مسبقة في «فيسبوك»، نظم فيها جهوده، ودعا فيها مؤيديه للتجمع هناك. ثم قام بأعمال عنف تسببت في قتلى وجرحى. وصور كل ذلك على صفحات «فيسبوك»…
هكذا، كان الحادثان دليلين على أن «تفوق البيض»،و«القومية البيضاء»، وغيرها من الأسماء، ليست إلا أجزاء من حركة عالمية متطرفة وعنيفة. وأنها لا تهدد فقط حياة الناس، بل، أيضا، تهدد حياة الدول، خاصة الدول الديمقراطية الغربية…
«فيسبوك»:
لقد أجبرتنا الأسابيع القليلة الماضية على مواجهة واقع العنف والظلم الذي يواجه السود، في صورة يومية، وخاصة على أيدى الشرطة. لقد شاركنا بنشر عبارات الدعم لاصدقائنا، وزملائنا، ومجتمعاتنا.
وقلنا إننا في حاجة إلى اتخاذ إجراءات متشددة لوقف هذا العنف وهذا الظلم.
نحن في «فيسبوك»نركز على بناء أدوات وموارد قوية. ونتخذ خطوات لتحسين منتجاتنا، وبرامجنا، وسياساتنا.
فعلا، قمنا بتجميع الأفكار من مجموعات متنوعة من موظفينا عبر فرق مختلفة حول كيفية محاربة الظلم العنصري بشكل أفضل.
ونوضح في هذا التقرير أننا، فعلا، نستخدم بعضًا من هذه العناصر.
بالإضافة إلى الإجراءات السابقة الذكر لإنهاء الظلم والعنف، نحن، في هذا التقرير، نلتزم بتقديم 200 مليون دولار إضافية لدعم الشركات والمؤسسات المملوكة للسود.
ونريد أن نوضح أن هذا الالتزام جزء من استثمار أوسع بقيمة 1.1 مليار دولار…
الملايين ينزلقون للفقر المدقع.. 10 تريليونات دولار إنفاق عالمي على تداعيات كورونا
منظمة الصحة: انتقال كورونا من المصابين بلا أعراض “نادر جدا”
في نفس الوقت، نعمل مع جهات وجمعيات لتأسيس «ليفت بلاك فويسيز»(رفع أصوات السود)، والذي سيكون تطبيقا يسهل جهود جماعات أكثر تنوعًا وشمولًا، لتتمكن من دعم مجتمعات الأقليات في جميع أنحاء العالم بشكل أفضل.
بالإضافة إلى الأقليات، وبالنسبة لكل مستخدمينا، نحن نستثمر المليارات كل عام للحفاظ على سلامة هؤلاء المستخدمين. ونعمل مع خبراء خارجيين لمراجعة سياساتنا بهدف النهوض بها، وجعلها أكثر فعالية لتحقيق هذه الأهداف…
لقد رحبنا بدعوات خارجية لمراجعة تطبيقنا لقوانين الحقوق المدنية. ومؤخرا، ولتحقيق ذلك، حظرنا 250 منظمة بيضاء عنصرية.
في نفس الوقت، نحن نعلم أن لدينا المزيد من العمل للقيام به، وسنستمر في العمل مع مجموعات الحقوق المدنية.
مؤخرا، ساهمنا في تأسيس «غلوبال الاينس فور ريسبونسيبل ميديا»(التحالف العالمي لوسائل الإعلام المسؤولة). ونعمل مع خبراء آخرين لتطوير المزيد من الأدوات والتكنولوجيا والسياسات لمواصلة هذه الجهود…
في نفس الوقت، منعنا شركات الإعلانات من استثناء الأقليات، بصور مباشرة وغير مباشرة، في إعلانات المنازل، والوظائف، والقروض.
بينما كانت «فيسبوك»، منذ وقت طويل، قد عارضت منظمات التفوق الأبيض، لم تكن قد طبقت تطبيقا كاملا حظر تعابير «القومية البيضاء»،و«الانفصالية البيضاء»،و«التفوق الأبيض».وذلك لأكثر من سبب:
أولا: لأننا كنا ننظر إلى مفاهيم أوسع للآراء عن «القومية»،و«الانفصالية».
ثانيا: لأننا كنا نتابع نشاطات عالمية، مثل «الانفصاليين»في إقليم الباسك في إسبانيا.
ثالثا: لأننا كنا نتابع نشاطات داخلية، مثل «برايد»(للمثليين)…
لكننا عندما وجدنا أن هذه النشاطات عن الهوية وتقرير المصير قد تحولت إلى كراهية وعنف، بدأنا حملة مكثفة لتطهير صفحاتنا منها…
مثلا: خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) وسبتمبر (أيلول) عام 2018، حذفنا ثمانية ملايين صورة ورأيا، وأعلنا أنها لا تستحق حرية الرأي لأنها، في المقام الأول، تسيء إلى حرية الرأي…».
المصدر/ وكالات
3 تعليقات
تعقيبات: منظمو حملة مقاطعة الإعلان لدى فيسبوك يطالبون أوروبا بالانضمام إليهم - غزة برس
تعقيبات: رويترز: الاتحاد الأوروبي سيحقق في صفقة استحواذ جوجل على Fitbit - غزة برس
تعقيبات: الصجف الاسرائيلية: انفجار بيروت وتصريحات ترامب وكورونا - غزة برس