الرئيسية / منوعات / الوباء يدفع حسناوات الغيشا في اليابان إلى العالم الافتراضي

الوباء يدفع حسناوات الغيشا في اليابان إلى العالم الافتراضي

أجبر وباء كوفيد-19 حسناوات الغيشا في اليابان على بدء تقديم عروض افتراضية عبر الانترنت بعد حظر النشاطات الفنية والثقافية في البلاد لمحاربة الفيروس.

تجلس الغيشا اليابانية “تشاتشا” على ركبتيها مع وضع أطراف أصابعها بشكل أنيق على الأرضية الخشبية وتنحني برشاقة لجمهور يشاهدها عبر الإنترنت.

تحت الأضواء، تؤدي هذه الغيشا البالغة من العمر 32 عاما رقصة تقليدية مع مروحة بيدها تحركها بطريقة فنية مذهلة.

وعادة ما يكون الجمهور مؤلفا من رجال كبار في السن وأثرياء، يشاهدون هذه العروض داخل صالة تقليدية نشرت فيها حصائر التاتامي المنسوجة.

لكن جمهور “تشاتشا” اليوم يراها من خلف شاشة كمبيوتر، ولم يعد مقتصرا على فئة واحدة من الناس بل أصبح متنوعا أكثر مع مشاهدتها من جانب نساء وأطفال وعائلات بكاملها.

علاج روسيا لكورونا يسبب تشوه الأجنة.. والسعودية تسعى لاحتكار توزيعه بالشرق الأوسط

علماء ينجحون في فصل المياه بالأشعة فوق البنفسجية …الطاقة النظيفة قريب

وتسأل “تشاتشا” مخاطبة جمهورها “كيف أمضيتم الوقت في المنزل؟” وتضيف “أنا كنت ألعب +أنيمال كروسينغ+ طوال الوقت أثناء حالة الإغلاق”.

وفي حين لم تتضرر اليابان كثيرا من فيروس كورونا المستجد، إلا أنها أعلنت حالة الطوارئ بعد ارتفاع مفاجئ في عدد الإصابات ما أدى إلى توقف معظم أشكال الحياة الليلية بما في ذلك حفلات الغيشا.

ورغم المفاهيم الغربية الخاطئة، فإن الغيشا لسن مومسات بل فنانات ورياضيات ذوي مهارات عالية في الرقص الياباني التقليدي والعزف على الآلات الموسيقية وممارسة الألعاب.

وكل شيء تقدمه هؤلاء الفنانات، من الغناء والرقص في مساحات صغيرة مغلقة إلى الترفيه عن الزبائن من خلال محادثات بارعة، يتعارض مع قواعد التباعد الاجتماعي المفروض لمكافحة وباء كوفيد-19.

وشكل ذلك ضربة قوية بالنسبة إلى الغيشا مثل “تشاتشا” التي تبخرت عائداتها وباتت تنتظر بفارغ الصبر وصول المساعدات الحكومية.

وتقول “تشاتشا” لوكالة فرانس برس “عادة ما نكون مشغولات جدا في نيسان/أبريل وأيار/مايو وحزيران/يونيو. لكن هذا العام، ليس لدينا أي حفلة”.

ومن هذا المنطلق، جاءت فكرة تقديم تلك العروض عبر الإنترنت.

وهي نشأت من مشروع “ميت غيشا” (مقابلة غيشا) أطلق في البداية كوسيلة لجذب مجموعات من السياح لمشاهدة الغيشا خلال تأديتها على خشبة المسرح في بيئة أكثر إراحة وأقل رهبة.

وكان من المفترض أن يستفيد هذا المشروع الذي أطلق العام الماضي من تدفق السياح بما فيهم أولئك الآتين لمتابعة دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020.

لكن مع تفشي جائحة كوفيد-19 وتأجيل دورة الألعاب الأولمبية وتوقف حركة السفر الدولية، نظرت الشركة التي صممت هذا المشروع إلى خيارات أخرى.

وتقول مديرة المشروع تاماكي نيشيمورا إنهم اقترحوا على مجتمع الغيشا في هاكوني على مسافة حوالى 80 كيلومترا جنوب غرب طوكيو، خيار تقديم عروض عبر الإنترنت.

وتضيف لوكالة فرانس برس “إنهن مستعدات لتحديات جديدة ولسن مرتبطات بالأنماط التقليدية فقط”.

وفي حين ترتبط ثقافة الغيشا ارتباطا وثيقا بمدينة كيوتو، توجد مجتمعات الغيشا في كل أنحاء اليابان، مع نحو 150 غيشا نشطة في هاكوني.

تقر “تشاتشا” بأنها ارتبكت في البداية، فهي لا تملك حاسوبا، بل فقط جهاز “آي باد” وتقول إنه لم تكن لديها أي فكرة عن طريقة تشغيل الكمبيوتر.وتضيف “ارتسمت علامة استفهام كبيرة في رأسي”.

صنّاع السينما :بعد فلويد مراجعة لافلام تجسد العنصرية وتستخف بالسود

تعرف على كائنات حية تعيش لفترة طويلة جدا!!

شرطة لندن تطارد رجلا أساء إلى “فرخ بجعة” إليك التفاصيل…..!

لكن بمساعدة نيشيمورا من الجانب التقني، أصبحت “تشاتشا” وحفنة من الغيشا الأخريات قادرات الآن على تقديم فنونهن التقليدية بأحدث الطرق… عبر تطبيق “زوم”.

وتوفر هذه الخدمة عبر الإنترنت دخلا، لكنها تقدم أيضا فرصة لتوسيع جمهور الغيشا وجعله أكثر تنوعا.

وتقول نيشيمورا “إن أحد أهداف هذه الخدمة هو الوصول إلى مجموعات من الزبائن الجدد والأصغر سنا لأنه تم تحديد سعر منخفض” في مقابل الحصول عليها.

وتتابع “كان لدينا مجموعة من ثمانية شباب في كوريا الجنوبية اشتروا هذه الخدمة كهدية عيد ميلاد لواحد منهم. كانت هذه طريقة للاستمتاع بهذا الأمر بشكل تجاوز ما كنا نتوقعه”.

وتوضح ميتشيكو مايدا (65 عاما) إحدى مشاهدات “تشاتشا” عبر الإنترنت أن هذه الخدمة الجديدة شجعتها على تجربة مشاهدة هذا الترفيه التقليدي.

وتضيف “أعتقد أن الكثير من الناس يشعرون بأن العروض التي تقدمها الغيشا ليست موجهة إلى النساء… لكن بمجرد إدراك أن النساء يمكنهن الاستمتاع بها أيضا، في البداية عبر الإنترنت، أعتقد أن المزيد منا سيذهب لزيارة صالات الغيشا في هاكوني”.

وتعترف “تشاتشا” بأن التكنولوجيا الجديدة “تسمح للأشخاص في الخارج وأولئك الذين لا يستطيعون زيارة هاكوني مقابلتي”.

لكنها تأمل في العودة إلى الطريقة التقليدية لتقديم العروض والخدمات عندما تسمح القواعد بذلك.

وتختم “يوما ما، أريدهم أن يأتوا إلى هنا ويشاهدوا أداءنا مباشرة ويتفاعلوا معنا بشكل حقيقي. هذا ما أتمناه حقا”.

المصدر/ وكالات

شاهد أيضاً

ظاهرة تمزيق الطلاب لدفاترهم وكتبهم عند انتهاء العام الدراسي

بقلم الدكتور : محمود عبد الفتاح المقيد. حقا نحن أمام ظاهرة غريبة .. بدأت تنتشر …

%d مدونون معجبون بهذه: