عام 1992 لم يكن عامًا جيدًا في تاريخ مصر، كان عامًا مليئًا بالأحداث المآساوية، فمع بداية العام خرج المنتخب المصري لكرة القدم بفضيحة من كأس الأمم الإفريقية، التي أقيمت في السنغال، من الدور الأول بعدما تذيل مجموعته في مشهد غريب للغاية.
ثم جاءت انتكاسة أخرى بخروج المنتخب الأوليمبي من دورة الألعاب الاوليمبية التي أقيمت في برشلونة أيضًا من الدور الأول بعد احتلاله المركز الثالث في المجموعة بفوز وحيد على كولومبيا.
وفي الربع الأخير من العام، وفي قلب العاصمة، القاهرة، ضربت مصر بزلزال مهول راح ضحيته العشرات، وهو الحدث الذي يتذكره الجميع حتى يومنا هذان حتى من لم يكن موجودًا في القاهرة وقتها.
سيتين يعلن موقف ميسي من مواجهة مايوركا
لماذا فشل أجويرو في الانتقال إلى ريال مدريد حينما كان في أتلتيكو مدريد؟
قائمة أفضل 9 آسيويين في تاريخ الدوري الإيطالي.. تضم عراقياً، وأسترالياً
ومن بين كل هذا، وفي منتصف العام بالضبط، يوم 16 يونيو عام 1992، وفي قرية بعيدة عن كل هذه الأحداث، كان هناك حدثاً صغيراً، لم يكن يعرف أحد أنه بعد 20 عامًا من حدوثه سيقلب موازين القوى في عالم كرة القدم، في قرية نجريج التابعة لمحافظة الغربية في جمهورية مصر العربية، كانت أسرة صلاح حامد حروس غالي تتلقى مولودها الثاني، والذي أطلق عليه اسم محمد، الذي أخذ الخطوة الاولى له في عالم الاحتراف عام 2012، أي بعد ولادته بـ20 عاماً، ليصبح بعد ذلك أحد أهم اللاعبين في العالم.
محطات في حياة محمد صلاح.. من الصفر إلى القمة
منذ ان ولد محمد صلاح، وضح عليه اهتمامه الكبير بكرة القدم، وحبه الشديد لها، وتمسكه بها في مواجهة ظروف حياتية أجبرته على تقديم عدد كبير من التنازلات والتضحيات، وفي السطور المقبلة سنستعرض أبرز المحطات التي مر بها محمد صلاح حتى أصبح «الملك المصري»
*المحطة الأولى.. الدوري المصري للاعب الشاب
البداية كانت مع اتحاد بسيون وفريق عثماثون طنطا، الذي انضم له محمد صلاح مبكراً للغاية، ويشارك مع مدرسته في بطولة لاكتشاف المواهب في ذلك الوقت كانت تسمى دوري بيبسي للمدارس، ليتألق اللاعب، ويتم اختياره عام 2006 للانضمام إلى ناشئين المقاولون العرب، وبفضل اجتهاده وتركيزه، والتضحيات الكبيرة التي قام بها اللاعب في هذه السن الصغيرة يتم تصعيده إلى الفريق الأول عام 2010، وهو في الثامنة عشر من عمره.
خاض صلاح عدة مباريات قوية، وتألق فيها، خاصة أمام المنصورة، ليصبح لاعباً أساسياً، ويحرز أول هدف له في الدوري في مرمى النادي الأهلي المصري، بطل الدوري في هذا العام، في مباراة تألق فيها بشكل كبير بخلاف الهدف الذي أحرزه
المحطة الثانية.. الظهور العالمي للمرة الأولى
تألق صلاح في مباريات الدوري المصري أمام الفرق الكبرى جعلته ينضم إلى منتخب مصر للشباب في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم للشباب الذي أقيم في كولومبيا، وينجح محمد ورفاقه في التأهل إلى البطولة، والتألق فيها، ليتأهل من دور المجموعات، قبل أن يودع البطولة من دور الـ16 على يد الأرجنتين في المباراة التي انتهت بهدفين نظيفين.
وبعد انتهاء مشواره مع منتخب الشباب، أصبح صلاح لاعباً في المنتخب الأوليمبي، ليخوض غمار منافسات دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت في لندن، وأيضاً ظهر بشكل جيد للغاية، وأحرز ثلاثة أهداف ساهم بهم في تأهل المنتخب من المجموعة، لكنه أيضاً ودع البطولة في أول الأدوار الإقصائية على يد منتخب اليابان.
المحطة الثالثة.. صلاح يتفوق على نجوم جيله
إذا سألت أي شخص عن محمد صلاح في منتخب الشباب، سيخبرك أنه لاعب جيد، لكنه لم يكن نجم المنتخب الأول، فهناك محمد إبراهيم وعبدالله عبدالعظيم وعمر جابر وأحمد الشناوي وأحمد حجازي، الذين يشار لهم انهم نجوم الصف الأول في المنتخب.
الكل كان يتوقع لصلاح مسيرة رائعة في الدوري المصري، وأن يصبح في المستقبل أحد أفضل اللاعبين في مصر، بسبب سرعته الكبيرة ومهارته، لكن صلاح ضرب بكل ذلك عرض الحائط، وتخطى كل نجوم جيله، عندما أصبح أول لاعب من هذا الجيل يحقق حلم الاحتراف.
صلاح في إبريل عام 2012 أتم تعاقده مع نادي بازل السويسري، لينتقل إلى الدوري السويسري، ليصبح مادة شيقة للمتابعة بالنسبة للمصريين، لكن في رأسه كانت تدور أفكار أخرى، لم أحضر إلى هنا لمجرد الاحتراف، جئت إلى سويسرا لأصبح الأفضل وأنتقل إلى دوري أكبر.
وتقريباً هذا بالضبط ما حدث، فخلال الموسمين الذين قضاهما صلاح مع بازل تمكن من الحصول على لقب أفضل لاعب في الدوري السويسري على 2013، ولقب أفضل لاعب صاعد من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لعام 2012.
المحطة الرابعة.. كبار إنجلترا يزينون طريق صلاح نحو البريميرليج
وربما كانت مشاركات صلاح مع بازل جيدة، وحصوله معه على لقب الدوري عامين متتاليين، لكن تظل اللقطة الأبرز هي مشاركة صلاح في البطولات الأوروبية، ومواجهته عدد من الفرق القوية، ويأتي فريقا العاصمة الإنجليزية لندن، تشيلسي وتوتنهام، على رأس هذه الفرق التي أحدثت فارق كبير مع صلاح في مشواره.
الموسم الأول لصلاح واجه فريق توتنهام في الدوري الأوروبي أولاً وتمكن من إحراز هدف في مرماهم بعد أداء أكثر من رائع، خاصة أمام نجم الديوك جاريث بيل، وتمكن من الصعود بفريقه إلى نصف النهائي، ليواجه فريق تشيلسي، ويحرز هدفاً في مرماهم أيضًا، لكن النتيجة النهائية انتهت لصالح «البلوز» وودع بازل البطولة.
وفي الموسم الثاني كان بازل على موعد مع المشاركة في دوري أبطال أوروبا، ليواجه فريق تشيلسي مجدداً في دور المجموعات، ليفوز بازل في المباراة الأولى بهدفين مقابل هدف، أحرز منهم صلاح هدفاً، وفي لقاء العودة انتهت المباراة بفوز بازل بهدف نظيف، أحرزه أيضًا محمد صلاح.
ليؤكد صلاح في 4 مباريات من أصل 6 مباريات خاضها أمام كبار الدوري الإنجليزي، تفوقه الواضح على الفريق الإنجليزية، لينير ذلك طريقه نحو الاحتراف في «البريمييرليج».
المحطة الخامسة.. صلاح يثير الجدل للمرة الأولى
في عام 2013 كان بازل على موعد في الدوري الأوروبي مع فريق مكابي تل أبيب في الدوري الأوروبي، ونظراً لوجود اللاعب المصري محمد صلاح ضمن صفوف بازل، انتظر العالم أجمع كيف سيكون استقبال اللاعب المصري للمثل الكيان الصهيوني في المباراة، بل هل سيسافر معهم لمواجهتهم في أرضهم.
المباراة الاولى شهدت لقطة ذكية من محمد صلاح بالهروب من مصافحة لاعبي مكابي تل أبيب، عندما توجه إلى خط الملعب لتغيير حذائه وعاد بعدما انتهت مراسم المصافحة بين اللاعبين، لتنقلب الأراء حول هذه اللقطةن بين من يشيد بذكائه، وبين من يقول أنه لا يجب أن نخلط الرياضة بالسياسة، لكن في كل الأحوال أخذ صلاح اللقطة، وبات الجميع منتظراً مباراة العودة ليعرف كيف يتصرف محمد صلاح.
في المباراة الثانية، وبعد كم كبير من التهديدات التي تلقاها فريق بازل من الاتحاد الأوروبي بأنه إذا ما كرر صلاح فعلته ستتم معاقبة الفريق، لجأ المصري إلى حيلة جديدة، وهي أن يصافح اللاعبين بقبضة مضمومة لا تظهر الكثير من الود، وفعل ذلك، ليثور الجمهور، ويبدأ في إطلاق صافرات الاستهجان على اللاعب.
في كل مرة يحصل فيها صلاح على الكرة كانت تصحبه عاصفة من الصافرات، لكنه على الرغم من ذلك ظل محافظاً على هدوء أعصابه، وتصرفه الصحيح بالكرة، ليعطيك انطباعًا عن قوة شخصيته، لتعلق لقطتين من المباراة في الأذهان، لقطة إحرازه الهدف وسجوده في أرض الملعب، ولقطة خروجه من الملعب باسماًن يرد على الصافرات مصفقاً بهدوء في طريقه إلى الخارج، لتكون هذه المرة الأولى التي يثير فيها محمد صلاح جدلاً واسعاً في مسيرته.
المصدر/ اس اربيا
6 تعليقات
تعقيبات: «الفشل» ولا شيء آخر.. عنوان أرقام مباراة إشبيلية وبرشلونة - غزة برس
تعقيبات: بالصور.. رونالدو وديبالا يقودان يوفنتوس لانتصاره الأول بعصر كورونا - غزة برس
تعقيبات: بالصور.. 6 مشاهد حاسمة قادت ليفربول للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي - غزة برس
تعقيبات: برشلونة يستعد لطرح مدافعه في مزاد.. وإيفرتون يقترب - غزة برس
تعقيبات: 7 أرقام من انتصار ريال مدريد الهام على ألافيس - غزة برس
تعقيبات: سيناريوهات التتويج.. ماذا يتبقى لريال مدريد كي يحسم لقب الليجا؟ - غزة برس