بروفيسور إسرائيلي: الاصابات بفيروس كورونا أكبر من المعلن

قال البروفيسور الإسرائيلي بمعهد وايزمان للعلوم “دورون لانسيت”، إنه “من المخيب للآمال أن نرى أنه وسط المعادلات وتدابير العزل ، كان هناك انفصال شديد بين العلم الدقيق وصناع القرار بسبب التشوهات في وصف وتحليل الحقائق”.

وأضاف في مقال بصحيفة “يديعوت”: لنبدأ بمصطلح “النمو الأسي”: هذا ما سيحصل، وفق هذه المتوالية الهندسية : على سبيل المثال، ينقل مصاب العدوى الى شخص اخر في اليوم، أي (زيادة يومية بنسبة 100 ٪). إذا ظل معدل الإصابة هذا دون تغيير ، في اليوم العاشر سيكون لدينا 1024 مريضًا ، وفي اليوم العشرين ، حوالي مليون مريض. سيكون هذا سيناريو يوم القيامة.!!!قيل لنا في إسرائيل أن هذا المصير الرهيب قد تم تفاديه بسبب إجراءات العزل التي فرضتها وزارة الصحة. حسنا ، هذا غير دقيق على أقل تقدير.

يحدد تحليل بيانات نمو الفيروس التاجي اتجاهاً مشتركاً في جميع البلدان المصابة بالفيروس ، ويمثل مجموعة واسعة من حجم السكان وتدابير المسافة الاجتماعية. الإعلانات في تركيا ، كان النمو اليومي للفيروس 87٪ في البداية وانخفض إلى 2٪ بعد 44 يومًا. تراجعت إسرائيل من 30٪ في النمو اليومي إلى 1٪ في 40 يومًا ؛ انخفضت السويد من 40٪ إلى 3٪ في 54 يومًا ؛ انخفضت روسيا البيضاء من 25٪ إلى 4٪ في 43 يومًا. هذه النتيجة: تبدأ بنمو بنسبة 100 ٪ في اليوم الأول ، وفي اليوم 15 ينخفض معدل النمو إلى 25 ٪ ، ويبلغ معدل النمو في اليوم 20 عند 1 ٪. بمعنى أنه إذا كان الفيروس قد احتفظ بطبيعته الفيروسية ، لكان لدينا مليون مريض في اليوم 20. ولكن بسبب الديناميكية الداخلية الطبيعية للفيروس ، بحلول اليوم 20 كان لدينا 1000 مريض فقط وليس مليونا. هذه ببساطة ديناميكية الوباء ، والعدد المتضائل من المرضى ليس له علاقة بتدابير العزلة التي تتخذها الدولة ، والتي ، في أفضل الأحوال ، تزيد من التدهور الطبيعي للفيروس.

أقرأ ايضاً: تعزيز الحراسة الشخصية على القضاة في محاكمة نتنياهو 

أقرأ ايضاً:آيزنكوت: كنا على شفا حرب بعد فشل عملية خان يونس 

أقرأ ايضاً:السلطة لإسرائيل: “لن نسمح بانتشار العنف حتى في ظل وقف التنسيق الأمني”

علاوة على ذلك ، مع الصيغ والمقارنات مع البلدان التي اندلع فيها الوباء في وقت سابق ، كان من الممكن توقع العدد النهائي للمرضى في إسرائيل قبل شهر ، أو ربما قبل ذلك.

في وسائل الإعلام العالمية ، ينتج عن كل تغيير طفيف عنوانًا مخيفًا يضاعف من سوء فهم الأرقام ويكررها على الفور مسؤولو الصحة هنا. هناك أيضًا عنصر الخوف المرتبط بعدد كبير من الناس في بلد ضخم مثل روسيا ، حيث تمثل كل نقطة مئوية أكثر من ألف مريض.

يجب ألا ندع ذلك يعمينا عن الاتجاه الإيجابي المتمثل في التراجع المطرد في جميع البلدان.

يجب تحليل تهديد الموجة الثانية بنفس الطريقة الحرجة. تولد الأمراض المعدية مثل الأنفلونزا موجات سنوية متكررة بسبب ظهور سلالة جديدة من الفيروس ، وفي هذه الحالة يمكن أن تبدأ العدوى بالفعل مرة أخرى وتكون أسوأ من ذي قبل.

يجب تمييز هذه الظاهرة عن موجة أخرى من الفيروس نفسه ، وهي في حالة من التدهور المطرد. حتى الآن ، لم يلاحظ أي موجة ثانية من الفيروس في أي بلد ، بما في ذلك في بلدان مثل الصين وكوريا الجنوبية ، حيث انتهى الوباء قبل بضعة أسابيع.

في الصين ، بحلول منتصف مارس ، وصل عدد المرضى الجدد بالفعل إلى القيمة المنخفضة البالغة 44 في اليوم.

ذكرت الصحافة في جميع أنحاء العالم هذا كموجة ثانية . ولكن عندما ننظر إلى البيانات ، فإن هذه الإضافة إلى 83000 مريض في الصين ، تشكل زيادة صغيرة جدًا في معدلات الإصابة ، من 0.04٪ إلى 0.43٪ على وجه الدقة ، مما يؤكد الفرضية القائلة بأن احتمال حدوث موجة ثانية من العدوى غير مرجح .

ومما له أهمية خاصة أن المستشارين ووسائل الإعلام يتجاهلون حقيقة أن الوباء في جميع البلدان ، دون استثناء ، يصل إلى مراحله النهائية عندما لا تتجاوز نسبة المصابين من عامة السكان نصف نقطة مئوية.

أقرأ ايضاً: غانتس يتعهد لعائلات الجنود الأسرى لدى المقاومة بإعادتهم إلى بيوتهم 

أقرأ ايضاً: شاهد: إنهاء تدريبات إجلاء بالمروحيات لجنود مصابين عند حدود غزة 

من مجموع السكان في إسرائيل ، تم تشخيص 0.18٪ بالفيروس التاجي ، وفي السويد 0.22٪ ، وفي إسبانيا 0.47٪. لا أحد يسأل كيف لم يصاب 99.5٪ من سكان العالم.

في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك في إسرائيل ، هناك مؤشرات على أن عدد حاملي الفيروس دون أعراض يزيد 10 مرات على الأقل عن عدد المرضى المبلغ عنهم.

بالإضافة إلى ذلك ، يوضح نموذج SIR أنه في نهاية الوباء (اعتمادًا على المعلمات) فأن 10-30 ٪ من السكان المعرضين لخطر الإصابة ، لم يتم اختبارهم. هذه هي مناعة القطيع التي سمعنا عنها ، والتي تم إنشاؤها عن طريق تخفيف العدوى المحتملة.

كان من الضروري بالنسبة لأولئك الذين ينصحون الحكومة بدراسة هذا السؤال وإجاباته المحتملة ، لأن هذه الأمور حاسمة في تحديد استراتيجيات الخروج والخطط المستقبلية.

وأخيراً ، هناك قضية الموت التي تلعب دوراً رئيسياً ، كما يسأل المسؤولون ، “هل يمكننا أن نسمح بآلاف الوفيات كما رأينا في دول أخرى؟يجب أن يُفهم أن عدد القتلى لكل مليون نسمة يتألف من ضرب رقمين مختلفين: عدد المرضى لكل مليون نسمة من جهة ، ونسبة القتلى المستمدة من جميع المرضى من جهة أخرى. إن الفكرة التي يتجاهلها الجميع تقريبًا هي أن الرقم الأول مرتبط بمعدل الإصابة ، وبالتالي قد يتعلق بحجم القيود الحكومية. الرقم الثاني لا يعتمد على هذه القيود على الإطلاق. عندما يكون الشخص مصابًا بالفعل ، فإن فرص الوفاة لا تعتمد على التباعد الاجتماعي ولكن على جودة النظام الصحي وتصميم الطاقم الطبي على بذل كل ما في وسعه لإنقاذ حياة المريض. في 4 مايو ، في خطاب الانتصار على الفيروس التاجي ، ادعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل في حالة ممتازة فيما يتعلق بمعدل الوفيات من الفيروس ، في حين أشار إلى أن عدد القتلى في بعض البلدان الأوروبية يصل إلى 30 مرة أكبر مما كانت عليه في بلادنا. دون أساس وقائعي ، جادل نتنياهو بأن هذا الإنجاز مستمد من عزل الحكومة الممتاز وسياسات الطوارئ ولكن السبب الرئيسي لذلك هو جودة الرعاية الطبية. فالمعدل في اسرائيل هو مثل السويد وروسيا البيضاء اللتين لم تتخذا اجراءات عزل.

أقرأ ايضاً:مسؤول أردني سابق: هكذا ستردّ عمّان على قرار الضم الإسرائيلي  

أقرأ ايضاً: ارتفاع عدد الوفيات279 و عدد الإصابات الى 16665 بكورونا في اسرائيل 

عند تحليل حالة الفيروس التاجي في إسرائيل ومقارنته بالدول الأخرى ، من الواضح أن الحكومة فشلت فشلاً ذريعاً.

لم يتم إبلاغ الجمهور بشكل كافٍ عن النماذج الوبائية التقليدية في محاولة للتنبؤ بالتطورات وتنظيم تدابير الطوارئ بحكمة من أجل تقليل الأضرار التي لحقت بالاقتصاد.

لم يفت الأوان لإجراء التغيير الذي سيسهل مسار إسرائيل لفتح الاقتصاد في أقرب وقت ممكن.

المصدر/ راديو بيت لحم