من أجل تجاوز أزمة كورونا جسميا وعقليا يحتاج المرء إلى مناعة قوية ومتينة. ولتحقيق هذا المطلب عليك القيام بأشياء ستجلب لك في نهاية المطاف السعادة وتقوي مناعة جسمك في زمن نحتاج فيه إلى مناعة قوية، أكثر من أي وقت مضى.
الغالبية منا يعيشون هذا الوضع الاستثنائي للمرة الأولى بسبب فيروس. والكثير من الأشياء تبدو قد خرجت عن السيطرة. وبعض العادات تتفكك، ولا أحد يعرف كيف سيستمر الوضع. وبالتالي فإن الأشياء التي نتحكم فيها بيدنا تبدو مهمة للحفاظ على الصحة والقوة. والشرط الأساسي لذلك هو تخفيف العبء عن جهاز المناعة لدينا وتقويته، وذلك عبر أشياء نذكر منها هنا:-
الأكل الصحي
في الحقيقة من المهم دوما دعم الجسم والنفس بتغذية صحية قدر الإمكان. والآن بالذات يكون نظامنا الغذائي مهما. فالأكل الصحي يقلل كما هو مجرب من خطر الأمراض المزمنة مثل أمراض الدورة الدموية والقلب والسكري والبدانة، وهو يقلل أيضا من احتمال حصول الكآبة والشعور بالخوف. وأفضل المواد الغذائية لنفسيتنا هي تلك التي تكون أيضا صحية لجسمنا. فدماغنا يستفيد لاسيما من الكربوهيدرات، كما هي متاحة في الفواكه والخضر والشعير. فالطاقة تخرج ببطئ من هذه المواد الغذائية. وهذا له أثر إيجابي على وضعنا النفسي. فالغذاء الذي يقوي نظام المناعة لدينا يشتمل على مواد غذائية بمحتوى عال من الفيتامينات لاسيما ألف وباء إضافة إلى المواد المعدنية مثل الحديد والزنك. وفيتامينات باء توجد بكثرة في الخضروات وفي البيض والدجاج والسمك. وفيتامينات باء مهمة كي يفرز دماغنا هورمونات السعادة. فالكآبة يتسبب فيها في الغالب نقص في فيتامينات باء 6 وباء 12 وحمض الفوليك.
وحتى وضع المصران له تأثير قوي على شعورنا النفسي وراحة جسمنا. والمواد الغذائية التخميرية مثل اللبن الخاثر أو الرائب “الزبادي” لها تأثير يحارب الالتهاب ويمكن لها بالتالي تحسين شعورنا النفسي.
وحتى منظمة الصحة العالمية أصدرت قائمة بنصائح تساعد في حفاظنا على وضع جسدي وعقلي جيد. وتحدثت أيضا عما يجب علينا التخلي عنه مثل استهلاك التبغ والكحوليات أو المخدرات الأخرى.
النوم المريح
وفي الوقت الذي نكون فيه نائمين، فإن جسمنا يواصل العمل، إذ أن الخلايا تتجدد والمواد السامة تتفكك والمعلومات يتم معالجتها وذاكرتنا تتقوى. وكشفت بحوث أن النقص في النوم له انعكاسات واسعة على صحتنا وسلبي بالنسبة إلى وضعنا الحسي وعلى ذكائنا العاطفي. كما أن النقص في النوم يجعلنا معرضين لأمراض مزمنة مثل السكري والبدانة وأمراض القلب.
وعلى النحو الذي نتبع فيه بعض العادات في الأكل والعمل والرياضة، فإن نظام نوم متكافئ مهم للغاية. وبالنسبة إلى غالبية الناس تكون ست إلى تسع ساعات من النوم كافية. والذهاب إلى السرير في نفس الأوقات والاستيقاظ قد يساهم في الحفاظ على قدر من العادة.
وإذا كنت تواجه مشاكل في النوم، فحاول قبل الذهاب إلى السرير ألا تشاهد الأخبار حتى في زمن كورونا، وتفادى أن تنظر إلى شاشة الكومبيوتر، لأن الضوء الأزرق للشاشات يخفض جودة النوم. فماذا لو أمسكت بكتاب؟
النهوض إلى الحركة
الحركة تغمر جسمنا بهورمونات السعادة وهي تساهم في تحسين النوم وتقلل من الإجهاد والخوف وتقوي أيضا ذاكرتنا وإدراكنا. والحركة والرياضة يمكن القيام بهما داخل البيت.
ويوصي الأخصائيون بـ 30 دقيقة في اليوم الواحد، إما دفعة واحدة أو في فترات متقطعة. الشيء الأساسي هو نيل قسط من الحركة. ومدربو اللياقة البدنية يعرضون الآن دروسا عبر الانترنيت وتكون أحيانا بالمجان.
وهناك إمكانيات متعددة للقيام بحركات رياضية حتى في البلكونة أو على السلم في البيت. كما أن التجول في الهواء الطلق مهم للصحة. وبما أن التواصل المباشر تقلص هذه الأيام بسبب كورونا، فإن التواصل عبر المواقع الاجتماعية اكتسب أهمية كبرى وله تأثير إيجابي.
وبما أن لديك الآن ما يكفي من الوقت بسبب بقائك في البيت في زمن كورونا، ففكر إذن في إتمام تلك الأمور التي لم يكن لديك أبدا الوقت لإنجازها مثل العمل في الحديقة أو الطبخ.
إذن ما عليك في أيام العزل الصحي إلا الاستفادة من طاقاتك الذاتية التي ساعدتك دوما في تجاوز الأوقات العصيبة.
المصدر/ dw