أكدت الحكومة اللبنانية تفهمها لغضب المحتجين، لكنها توعدت المتسببين في العنف، وتواصلت الثلاثاء أعمال العنف والهجمات على المصارف، في حين شيع أهالي طرابلس شابا قُتل بالرصاص خلال مظاهرات الأمس.
وقال رئيس الحكومة حسان دياب في جلسة لمجلس الوزراء إنه من الطبيعي أن يخرج الناس إلى الشارع، خاصة بعدما تبين لهم وجود محاولات سياسية لمنع الحكومة من فتح ملفات الفساد.
وأضاف أن حكومته تتفهم ما وصفها بصرخة الناس ضد السياسات التي أوصلت البلد إلى هذا الواقع الاجتماعي والمعيشي والمالي والاقتصادي.
وأعلن دياب رفضه العبث بالاستقرار الأمني، وأن الدولة لن تقف مكتوفة الأيدي، وقال إن ما حصل من اعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واستهداف الجيش يؤشر على وجود “نيات خبيثة خلف الكواليس لهز الاستقرار الأمني”.
تجدد العنف
وقال مراسل الجزيرة مساء الثلاثاء إن جرحى سقطوا خلال تفريق الأمن محتجين في صيدا جنوبي لبنان، بعدما ألقوا قنابل حارقة بمحيط فرع البنك المركزي.
وأضاف المراسل أن الجيش أطلق قنابل مسيلة للدموع لتفريق محتجين أمام مقر المصرف المركزي في طرابلس، وذلك بعد ساعات من الهدوء النسبي في المنطقة التي شهدت أمس مواجهات عنيفة.
وما زال عناصر الجيش والأمن يحرسون المصارف في طرابلس بعدما أحرق الغاضبون أمس ثلاثة منها، كما هوجمت بعض الفروع.
اعلان
تشييع
وتداول رواد مواقع التواصل صورا لتشييع جنازة شاب يبلغ من العمر 26 عاما، قيل إنه أصيب بطلق ناري أثناء المظاهرات في طرابلس الليلة الماضية.
وأعرب الجيش اللبناني عن أسفه لسقوط القتيل، وقال في تغريدة على تويتر إنه فتح تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث، مؤكدا احترامه لحق التعبير عن الرأي، شرط ألا يأخذ التحرك “منحى تخريبيا”.
كما قال الجيش في بيان إن 54 عسكريا أصيبوا بجروح خلال المواجهات في طرابلس وعدد من المناطق اللبنانية الأخرى، وأكد توقيفه 13 شخصا لقيامهم “بأعمال شغب” وإحراقهم ثلاثة مصارف.
تعرب قيادة الجيش عن بالغ اسفها لسقوط شهيد خلال احتجاجات الامس وتتقدم باحر التعازي لذويه وتؤكد انها فتحت تحقيقا بالحادث .
تجدد القيادة تأكيدها احترام حق التعبير عن الرأي شرط ان لا يأخذ التحرك منحى تخريبيا يطال المؤسسات العامة والخاصة وتدعو المواطنين للالتزام بالاجراءات الامنية. pic.twitter.com/KYX9LhAVZJ— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) April 28, 2020
وقال ناشطون على مواقع التواصل إن قوات الجيش استخدمت الغاز المدمع والرصاص المطاطي خلال احتجاجات طرابلس أمس، في حين أظهرت وسائل إعلام صورا لمصارف أحرقت على يد المحتجين.
وأعلنت جمعية مصارف لبنان إغلاق جميع البنوك في طرابلس اعتبارا من اليوم إلى حين استعادة الأمن، كما قررت شركات الصرافة إغلاق أبوابها.
من جهته، انتقد نعيم قاسم نائب زعيم حزب الله اللبناني المصرف المركزي بسبب الانخفاض القياسي لليرة مقابل الدولار، وقال إن حاكم المصرف رياض سلامة يتحمل المسؤولية جزئيا، وذلك بعد أيام من انتقاد مماثل لسلامة وجهه رئيس الوزراء حسان دياب.
وانخفضت الليرة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع انزلاق لبنان بشكل أكثر عمقا في أزمة مالية، كما شهد الأسبوع الماضي تسارعا في الهبوط، مما دفع المصرف المركزي إلى تحديد الحد الأقصى لسعر بيع الدولار في مؤسسات الصرافة عند 3200 ليرة.
وقال وزير الاقتصاد راؤول نعمة إن أسعار السلع الاستهلاكية ارتفعت بنسبة 50% منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بما يتماشى تقريبا مع انخفاض سعر الليرة في السوق الموازية.
المصدر : الجزيرة + وكالات
تعليق واحد
تعقيبات: آية هاشم: توجيه تهمة قتل طالبة قانون من أصول لبنانية إلى رجلين في بريطانيا - غزة برس