الرئيسية / منوعات / اليهود في دراما رمضان بين “فوبيا التطبيع” و”حقائق التاريخ”

اليهود في دراما رمضان بين “فوبيا التطبيع” و”حقائق التاريخ”

سلطت صحف عربية الضوء على بعض المسلسلات التي تُعرَض في رمضان هذا العام، والتي أثارت الجدل بعد عرض أولى حلقاتها.

وعلّق عدد من الكُتّاب على ثلاثة أعمال درامية تتناول العلاقة مع إسرائيل أو عن نهايتها أو عن تاريخ اليهود في منطقة الخليج، وهذه الأعمال هي المسلسل السعودي “مخرج7” بطولة ناصر القصبي، والمسلسل الكويتي “أم هارون” بطولة حياة الفهد، والمصري “النهاية” بطولة يوسف الشريف.

وانتقد كُتّاب الترويج للتطبيع مع إسرائيل من خلال الدراما، بينما انتقد آخرون من يرفعون هذه “التهمة” في وجه مَن يتناولون تاريخ اليهود في المنطقة.

“مخرج 7”
كتبت إيمان الخطاف في “الشرق الأوسط” اللندنية عن مسلسل “مخرج 7” السعودي، تقول إنه “يقفز من القالب الاجتماعي لينكش أشد المواضيع السياسية سخونة، في حلقة عُرضت أمس تتناول الصراع في الشرق الأوسط مع إسرائيل وفوبيا التطبيع، من خلال أفراد عائلة دوخي (ناصر القصبي)، الأب الأربعيني، الذي يقلق على ابنه الصغير زياد بعد أن اكتشف صحبته للإسرائيلي عزرا، الذي يلعب معه عبر الألعاب الإلكترونية”.

وتنقل رأي الناقد الفني السعودي الدكتور مبارك الخالدي للصحيفة، إذ يقول إنه “من الطبيعي أن تناقَش قضية التطبيع في الدراما، على اعتبار أنها من القضايا الملحة والمثيرة للجدل”، مضيفا بأن “الفن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينفصل عن الواقع وما يدور فيه من قضايا”.

وتابع الخالدي بالقول: “الحديث عن التطبيع يأخذ زخما كبيرا في العالم العربي، ولكن بالنسبة لي وكشخص رافض للتطبيع جملة وتفصيلا، فأنا أخشى أن ينزلق الفنان بوعي أو بدون وعي إلى تطبيع حالة الحديث عن التطبيع ذاتها، بحيث تكون أحادية”، مشيرا إلى قلقه من أن يصبح التطبيع “أمرا عاديا يناقَش كحال نقاش كرة القدم وغيرها من مواضيع مستهلكة”.

وكتب صلاح حسن في موقع “إرم نيوز” الإماراتي أن الحلقة المذكورة تضمنت مشهدا بين القصبي والممثل السعودي راشد الشمراني “أثار ضجة لدى رواد التواصل الاجتماعي، إذ خاض بكل جرأة في موقف بعض الفلسطينيين من الدول العربية، وهو ما رأى فيه متابعون موضوعية تعكس الواقع، بينما تناول جانب آخر من المتابعين المشهد من زاوية مختلفة”.

“أم هارون”
ونال المسلسل الكويتي “أم هارون” قسطا كبيرا من الجدل في الصحف العربية، إذ يسلط الضوء على جزء من تاريخ اليهود في منطقة الخليج في أربعينيات القرن الماضي من خلال طبيبة يهودية والتحديات التي واجهت أسرتها والجالية اليهودية في الخليج.

يرى محمد سلامة في “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية أن “المسلسل فيه إساءة متعمدة لمرحلة سياسية وحقبة هامة مرت بها المنطقة العربية وخاصة قضية فلسطين”.

ويقول: “إذا أسقطنا قصة ‘أم هارون’ التي فهمت على أنها تمثل معاناة المرأة اليهودية عندنا، وقبيل قيام دولة إسرائيل، فإن هذا أفضل خدمة نقدمها لإسرائيل في هذا التوقيت المقيت والذي عاد فيه نتنياهو يتنمّر على الفلسطينيين، ويشرع في تنفيذ برنامجه السياسي في ضم الضفة الغربية المحتلة وفرض السيادة على أجزاء منها كخطوة أولى تمهد لضمها كلها”.

ويضيف: “نحن نرى أن وراء هذا المسلسل ما وراءه وأنه يحمل صورة مقلوبة عن تاريخ الأحداث وأنّ مَن يقفون وراء تمويله ونشره يريدون خدمة إسرائيل دون سواها”.

وينتقد رجا طلب المسلسل في صحيفة الرأي الأردنية، قائلا: “لا يوجد ما يثبت أن هجرة اليهود من الكويت كانت بسبب الاضطهاد بل المُثبَت أن الهجرة كانت لأسباب اقتصادية وتحديدا الهجرة باتجاه العراق”.

ويرى الكاتب أن المسلسل “اقتحم رمضان بلا أي مسوغ وحاول إعادة إنتاج التاريخ بصورة مصطنعة لخدمة فرضية تاريخية كاذبة فيها تجنٍّ على الكويت وأهلها وتسامحهم”.

وتدافع نيرفانا محمود في موقع “الحرة” عن المسلسل، قائلة: “كالعادة، وُجِّهت اتهامات التطبيع مع إسرائيل ضد المسلسل حتى قبل عرضه”.

وتقول: “على مدى عقود عديدة، أصبحت تهمة التطبيع مع إسرائيل وسيلة لطمس ذكرى اليهود العرب ومساهمتهم الإيجابية في المجتمعات العربية. وكأن إنكار تاريخ الوجود اليهودي في العالم العربي هو الحل للقضية الفلسطينية، والأسلوب الأمثل لإفشال ما سمي بـ ‘صفقة القرن'”.

وتتابع: “سبعون عاما من الطمس الممنهج لتاريخ اليهود في عالمنا العربي، لم تؤد إلى نتيجة إيجابية لصالح الفلسطينيين والعرب”.

وتضيف: “هناك فارق كبير بين ثقافة النضج وثقافة التطبيع. فالنضج هو أن تتعامل مع حقائق التاريخ بموضوعية، وألا تطمس تفاصيل الماضي خوفا من عدو، أو حبا في صديق. والنضج هو أن نرفض سياسة التعتيم الإعلامي ضد أقلية من أهل الكتاب عاشت بيننا لقرون عدة. النضج أن تجعل الفن يشفي جروح الماضي ويفتح الباب لمستقبل أفضل”.

وبالمثل، كتبت سوسن الشاعر في صحيفة الوطن البحرينية تدافع عن المسلسل عن طريق تسليط الضوء على جزء من تاريخ اليهود في البحرين في الأربعينيات، واصفة المسلسل بأنه “عمل جريء”.

وتقول: “هذا جزء من تاريخنا البحريني الخليجي يعيد الأمور لفطرتها الإنسانية السليمة بعيدا عما يجري من صراعات خارج هذا المحيط الجغرافي، يمثل حالة التعايش السلمي والتسامح الديني بين أبناء الديانات الثلاث (المسلمين والمسيحيين واليهود) على أرض واحدة يتقاسمون فيها لقمة العيش، وهو واقع حقيقي بلا مزايدة ومازال مستمرا حتى اللحظة توارثناه أباً عن جد ووارثاً عن وارث، يستحق أن يلقى عليه الضوء إعلاميا ليعرف من يجهلنا هذه الحقيقة”.

“النهاية”
ووفقا لموقع “مصراوي”، جاء في الحلقة الأولى أطفال في عام 2120، يتلقون درسا عن “حرب تحرير القدس”، وقال المدرس في الدرس: “عندما حان الوقت للدول العربية للقضاء على عدوها اللدود، اندلعت الحرب والتي سميت حرب تحرير القدس، وانتهت الحرب سريعا، وقد أدت الحرب إلى دمار إسرائيل قبل مرور 100 عام على تأسيسها، وغادر اليهود إلى بلادهم الأصلية التي أتوا منها”.

وقال موقع “دنيا الوطن” الفلسطيني نقلا عن جريدة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إن الخارجية الإسرائيلية “هاجمت المسلسل… واصفة إياه بـ’المؤسف وغير المقبول على الإطلاق، خاصة بين الدول التي أبرمت اتفاقية سلام بينها على مدى السنوات الـ41 الماضية'”.

وتقول مروة محمد في موقع “فيتو” المصري: “إسرائيل في مسلسلات رمضان ليست جديدة، وكلما زعمت إسرائيل وجود تقارب بينها وبين العرب تأتي الدراما لتجسد الواقع الحقيقي لتعود إسرائيل لحالة الغضب مرة أخرى، كما حدث أيضا العام الماضي، حيث جسد مسلسل ‘عوالم خفية’ علاقة إسرائيل مع الإرهابيين وأنها تقوم بتوريد الأعضاء البشرية للجماعات الإرهابية، كما أن مسلسل ‘كلبش’ هاجم إسرائيل وسلط الضوء على جواسيس الاحتلال”.

المصدر/ بي بي سي

شاهد أيضاً

ظاهرة تمزيق الطلاب لدفاترهم وكتبهم عند انتهاء العام الدراسي

بقلم الدكتور : محمود عبد الفتاح المقيد. حقا نحن أمام ظاهرة غريبة .. بدأت تنتشر …

%d مدونون معجبون بهذه: