قالت منظمة الصحة العالمية إن الآثار المدمرة لفيروس كورونا في دور رعاية المسنين تمثل مأساة إنسانية تفوق الخيال، فيما تسارع الأبحاث العلمية في دول أوروبا لإيجاد علاج يقضي على المرض، سواء بإجراء أولى التجارب السريرية لإيجاد لقاح أو بالبحث عن مضاد أجسام ضد الفيروس.
وأوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغي أن دور رعاية المسنين سجلت قرابة نصف إجمالي وفيات فيروس كورونا في بعض دول القارة.
وتفيد إحصائيات حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية بأنه إلى حدود 13 من الشهر الحالي سجلت 55.2% من الوفيات في إيرلندا في دور المسنين، وحتى 15 من الشهر نفسه أبلغت فرنسا عن تسجيل 49.4% من إجمالي الوفيات في دور المسنين.
وشدد كلوغي في مؤتمر عبر الإنترنت على ضرورة إعادة النظر بشكل عاجل في طريقة عمل دور المسنين في ظل جائحة كورونا، مضيفا أنه من المهم إعطاء الأولوية في إجراء الفحوص، وتجهيز الطواقم وتشكيل وحدات مختصة في التعامل مع فيروس كورونا، حتى قبل تسجيلها حالات إصابة بالفيروس.
الأبحاث العلمية
من ناحية أخرى، تتسارع الأبحاث العلمية في أوروبا من أجل إيجاد علاج للفيروس المستجد، ففي بريطانيا بدأت جامعة أوكسفورد البريطانية الخميس أولى التجارب السريرية للقاح مضاد لفيروس كورونا، وسيتم إخضاع 500 متطوع لتجارب على مدى ثلاثة أسابيع ضمن مرحلة أولى.
يتزامن ذلك مع بدء دراسة واسعة النطاق في بريطانيا لمعرفة نسبة السكان الذين أصيبوا بفيروس كورونا، والذين اكتسبوا مناعة بعد التعافي منه.
وسيدعو العلماء في المرحلة الأولى من الدراسة 25 ألف شخص لإجراء الفحوص، على أن تتسع لاحقا لتشمل 300 ألفا خلال 12 شهرا، وستشكل نتائج هذه الدراسة أساسا لإستراتيجية الخروج من حال الإغلاق العام وإجراءات التباعد الاجتماعي.
وفي سويسرا، بدأ باحثون اليوم بجمع عينات دم واستطلاع مواطنين لتحديد نسبة السكان الذين باتت لديهم أجسام مضادة لفيروس كورونا المستجد، وقد أطلقت الدراسة الأكاديمية السويسرية للصحة العامة التي تضم 12 مؤسسة جامعية.
وستستمر الدراسة لستة أشهر على الأقل وستعطي “معلومات موثوقة عن عدد حاملي الأجسام المضادة لوباء كوفيد-19 في المناطق المختلفة ومجموعات محددة من السكان وعن مدى المناعة ومدتها” ضد الفيروس.
وبدأت إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة بتجارب على المستوى الوطني بشأن الأجسام المضادة، وأعلنت دول أخرى نيتها إجراء تجارب مماثلة قريبا.
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إنها ستعلن اليوم الجمعة عن مبادرة مع عدة شركاء دوليين لتسريع عملية تطوير عقاقير آمنة وفعالة واختبارات وأمصال للوقاية وتشخيص وعلاج المرض الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا.
بالمقابل، انضمت وكالة الأدوية الأوروبية الخميس إلى الجهات التي تبدي قلقا متزايدا إزاء دواء ضد الملاريا يتم الترويج له على نطاق واسع بأنه قد يكون علاجا لمرض فيروس كورونا، وحذرت من آثار جانبية خطيرة للدواء على دقات القلب.
واعتبرت الوكالة -ومقرها أمستردام- أن منافع دواءي كلوروكين وهيدروكسي كلوروكين اللذين يعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أبرز المنادين باستخدامهما “لم تثبت بعد”.
وعلى الصعيد العالمي، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في أنحاء العالم حتى فجر اليوم الجمعة مليونين و716 ألف إصابة، بينما سجلت أكثر من 190 ألف وفاة، و745 ألف حالة شفاء، وفقا لأحدث الإحصاءات التي ينشرها موقع “وورلد ميتر”.
أميركا وأوروبا
وفي الولايات المتحدة، عاودت حصيلة الوفيات والإصابات الصعود إلى المستويات القياسية المرتفعة التي سجلت مؤخرا، حيث أحصت جامعة جونز هوبكنر أمس الخميس 3176 حالة وفاة جديدة ونحو 27 ألف إصابة خلال الأربع والعشرين ساعة السابقة، وهو ما يرفع إجمالي الوفيات إلى نحو خمسن ألف وفاة والإصابات إلى أكثر من 880 ألفا.
وفي المنطقة الأوروبية، سجلت بريطانيا أمس 616 وفاة إضافية بفيروس كورونا المستجد في المستشفيات، وهو عدد أقل مما سجل في اليوم السابق، لترتفع حصيلة الوفيات لديها إلى 18,738، فيما قررت الحكومة زيادة اختبارات الكشف عن الإصابات على مسار تخفيف إجراءات العزل.
وأفادت وزارة الصحة بأن 138,078 شخصا ثبتت إصابتهم في بريطانيا إحدى الدول الأكثر تأثرا بالجائحة في أوروبا.
وفي فرنسا، سجلت السلطات 516 وفاة إضافية بالفيروس، مما يرفع إلى 21,856 حصيلة وفيات الجائحة على الأراضي الفرنسية منذ مطلع مارس/آذار الماضي، وسط تراجع مستمر منذ 15 يوما في عدد المصابين الذين يتلقون العلاج في العناية المركزة.
منظمة الصحة
من جانب آخر، أعلنت الصين أنها ستقدم 30 مليون دولار إضافية لمنظمة الصحة العالمية، بعد تعليق الولايات المتحدة مساهمتها المالية في المنظمة.
وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الصينية أن المبلغ سيستخدم لدعم المنظمة في الوقاية من جائحة كورونا ومراقبتها، فضلا عن تعزيز الأنظمة الصحية في الدول النامية.
في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن منظمة الصحة العالمية تحتاج إلى إصلاح جذري عقب تعاملها مع جائحة كورونا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة -وهي أكبر مانح للمنظمة- قد لا تستأنف تمويلها.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوقف تمويل بلاده للمنظمة في الأسبوع الماضي، متهما إياها بـ”التركيز كثيرا على الصين”، والترويج “لمعلومات صينية مضللة” عن الوباء. ونفى مسؤولو المنظمة ذلك وأصروا على أنها اتسمت بالشفافية والانفتاح.
المنطقة العربية
وأعلنت كل من مصر والإمارات أمس الخميس تخفيف بعض القيود المرتبطة بمحاربة جائحة كورونا خلال شهر رمضان الكريم، إذ قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن الحكومة ستبقي على حظر التجول الليلي خلال شهر رمضان، لكن ستقلصه ساعة واحدة.
وأعلنت وزارة الصحة في مصر تسجيل 232 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، إضافة إلى 11 حالة وفاة.
وأضاف متحدث باسم الوزارة أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا هو 3891 حالة، من ضمنها 1004 حالات تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل، و287 وفاة.
وفي الإمارات، قررت الحكومة تقليص مدة حظر التجول المفروض في أنحاء البلاد بواقع ساعتين، ليبدأ من العاشرة مساء وحتى السادسة صباحا خلال رمضان، وكان الحظر الذي يهدف لكبح انتشار فيروس كورونا يسري في السابق من الثامنة مساء وحتى السادسة صباحا.
وفي السعودية، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 1185 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 13,930، كما تم تسجيل سبع وفيات ليرتفع العدد إلى 121.
وفي قطر، أعلنت السلطات تسجيل 623 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع الإجمالي إلى 7764.
وفي المغرب، ذكرت إدارة السجون أن عدد المصابين بفيروس كورونا في سجن جنوبي البلاد ارتفع إلى أكثر من 130 شخصا بحسب نتائج جزئية، على أن يتم إعلان نتائج اختبارات باقي السجناء لاحقا، وبلغ عدد المصابين بالفيروس في المغرب ما مجموعه 3537 حتى صباح الخميس، بينهم 151 توفوا و430 تماثلوا للشفاء.
المصدر : وكالات,الجزيرة