يعود الطحين لتتصدر مبيعاته لائحة المشتريات لدى الكثير من الأسر أثناء فترة الحجر الصحي، إذ زاد الإقبال على شراء الطحين الذي بات يُفقد على بعض رفوف المحلات الغذائية.
ويذكر موقع “نابيم” (nabim) البريطاني المخصص للرابطة الوطنية للمطاحن البريطانية والإيرلندية، أن المطاحن تواجه تحديا يفوق التصور لتلبية الطلب على الطحين بحيث أصبحت تعمل على مدار الأسبوع لإطعام الأمة، بحسب تعبيره.
وفي مجتمعاتنا يُعرف عن الجدّات -وبخاصة في القرى والأرياف- اعتقادهن أنه لا بركة في بيت لا تتصاعد منه رائحة الخبز والطحين. ويبدو بحسب نبوءاتهن القديمة أن البركة عادت لتحل في أصعب الظروف خلال أزمة الحجر المنزلي بسبب تفشي فيروس كورونا.
الطحين والبسكويت بالأرقام
في تقرير لشركة “نيلسن” (Nielsen) لأبحاث السوق، فإن مبيعات الطحين في فرنسا زادت بنسبة 160% خلال مارس/آذار الماضي مقارنة بالعام الماضي، وصنف من بين المواد الأساسية في حالات الطوارئ كالأرز والصابون والمعكرونة. في حين أشارت شركة “كنتار” (kantar Data) إلى ارتفاع مبيعات الطحين في بريطانيا بنسبة 92%.
وتظهر بيانات محرك غوغل تزايد في البحث العالمي عن كلمة الخميرة في أبريل/نيسان الجاري بنسبة 300% مقارنة بالأسبوع الأول من مارس/آذار السابق، كما زاد البحث أيضا عن كلمة بسكويت بنسبة 83%، وكلمة كعكة بنسبة 58%، بحسب مجلة وموقع إيكونيميست.
تجارب الأمهات مع الطحين
لا يخفى على أحد كثافة انتشار صور الحلويات والمخبوزات على وسائل التواصل الاجتماعي، بعضها مرفق بوصفات وتعديلات شأنها شأن مجموعات الواتساب العائلية خاصة.
تقول ديانا صالحة المصري، وهي أم للصبيين جاد وجو، للجزيرة نت إنها بسبب سفر والدتها منذ بدء أزمة كورونا اضطرت لتعلم الكثير من الوجبات بعد أن كانت الوالدة تزودها بها. ولأنها تخشى طلب خدمات التوصيل للمنزل في هذه الظروف، ومع عدم ارتياد المطاعم، اعتمدت على نفسها، وتقول إنها فخورة بما أنجزت، ولم تعد تجد صعوبة في تحضير أي وصفة طعام.
وتبين أنه كان من المستحيل أن تصنع المعجنات والبيتزا والحلويات في المنزل، بينما هي الآن تتصل بوالدتها وتطبق ما تقوله لها بحذافيره لإعداد العجين، مشيرة إلى أن النجاح حليفها دائما.
وتخبر ديانا الجزيرة نت أنه عندما كانت أمها تريد تعليمها العجن كانت ترفض لأن كل شيء موجود في السوق، رغم اعتقادها أن طعام البيت أفضل.
وتضيف أكل البيت أفضل من حيث نظافته وجودته أيضا، إضافة إلى المتعة أثناء الطبخ التي لم تكن لتتصورها ديانا سابقا، حيث تستعين بابنيها لتزيين الحلويات بعد أن خبزتها، كما شاركا معها في صنع الكيك وخلطه، مما أسهم بملء جزء من وقتهما بعمل وتعلم شيء جديد.
وصفات الأمهات
وتشارك ديانا قراء الجزيرة نت وصفة عجينة مقرمشة للمعجنات والمناقيش من الزعتر والكشك وغيرها، وتقول إنها وصفة أمها الشهية، وهي عبارة عن: 7 أكواب طحين أبيض، 2 ملعقة كبيرة حليب بودرة، كوب زيت نباتي، 2.5 ملعقة صغيرة خميرة، ملعقة صغيرة سكر، 2 ملعقة كبيرة خل أبيض، رشة ملح وماء فاتر حسب الحاجة.
أما ما يتصل بالحلوى فتضع عليها الشوكولاتة السوداء والدبس، ومن دون بيض ولا زبدة، وتقول إنها صحيا ولذيذا في آن واحد.
مكونات الحلوى هي: كوبان طحين، ملعقتان صغيرتان بايكينغ باودر، رشة فانيلا، ¾ ملعقة ملح، كوب ونصف كوب ماء، ¾ كوب زيت نباتي، كوب كاكاو، كوب ونصف كوب دبس خروب.
كريما الشوكولاتة السوداء: كوب حليب بودرة، كوب كاكاو، كوب وربع كوب سكر مع كوب ماء فاتر، ملعقة صغيرة نسكافيه، ويمكن استبدال السكر والماء بكوب وربع كوب دبس الخروب، نصف كوب زيت نباتي.
إنه وقت العجين!
هلا طراد أمّ لصبي وبنت لديها شغف كبير بالمطبخ والحلويات، ولكن أولوياتها كانت تمنعها في كثير من الأحيان من أن تتفرغ للمخبوزات خاصة. ومع تغير أوقات دوام العمل وعدم ذهاب ولديها إلى المدرسة، وما يرافقه من ضغط التدريس وجدت وقتا للعجين.
تعتبر هلا أن العمل في الحلويات والمخبوزات يخفف من الضغط العصبي، مثل أي هواية، أو ممارسة اليوغا، فإنها تجد منفذها النفسي في الحلويات.
فترة الحجر جعلتها تجرب وصفات جديدة منها الخبز العربي والخبز الفلسطيني والباغيت وخبز البرغر، وما يساعدها أكثر وجود الكثير من الصفحات على فيسبوك، كما تقول، من كل البلدان، وكلها تضع الوصفات وترد على أي تساؤل.
وعندما تذهب إلى العمل تجد زملاءها بانتظار ما جربته، بعد مشاهدتهم الصور التي تنشرها على فيسبوك وإنستغرام ليتذوقوا الوصفة الجديدة، وغالبا ما تكون ردة الفعل إيجابية. وكانت قد انشأت صفحةً على فيسبوك بعنوان سَفرة وسُفرة.
خبز عربي وبان كيك
وتاليا وصفتان قدمتهما هلا، واحدة للخبز العربي، والثانية “بان كيك”.
لتحضير الخبز العربي نحتاج نصف كيلو طحين، ونصف ملعقة كبيرة خميرة تخلط بالماء الدافئ وتترك ربع ساعة، نصف ملعقة صغيرة بكينغ باودر، نصف ملعقة سكر، رشة ملح، يضاف الماء الدافئ لتتشكل العجينة وتترك نصف ساعة لتصبح جاهزة للخبز.
والوصفة الثانية هي “بان كيك” بطريقة سهلة، وهي عبارة عن: كوب طحين، وكوب حليب، وبيضة مخفوقة، وملعقتان من السكر، وبيكنغ باودر والزيت النباتي، وملعقة صغيرة من الملح.
أشغال المطبخ صحية للأطفال
أما ولداها آندرياس وإيلا ماريا فعندما يشاهدانها في المطبخ يتركان كل شيء، ويقفان عن يمينها ويسارها للمشاهدة والمشاركة. وتقول هلا إن أشغال المطبخ بالنسبة لهما كالأعمال اليدوية التي يقومان بها بالمعجون وغيره، والفرق أن العجين الطبيعي صحي ولا يؤذي إذا وضعا أيديهما على وجهيهما، وبالنتيجة يفتخران بما أنتجاه ويأكلان ما صنعاه.
وتجد هلا أن هذا النشاط العائلي جميل جدا خاصة أنهم يسكنون في شقة ولا يوجد حديقة لتفريغ الطاقة، وتفضل تنوّع النشاطات بحيث لا يتسمرون أمام الشاشات طوال الوقت.
المصدر : الجزيرة