أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إدارته بوقف تمويل منظمة الصحة العالمية مؤقتا انتظارا لتقييم دورها في تحذيراتها المتعلقة بفيروس كورونا المستجد الذي انطلق من الصين في أواخر ديسمبر الماضي قبل أن ينتشر في شتى أنحاء العالم.
وقال ترامب إن الوباء كان ممكنا احتواؤه من مصدره إذا تعاملت المنظمة التابعة للأمم المتحدة مع الوضع بشكل صحيح منذ البداية عبر التحقيق في التقارير القادمة من الصين.
وتقول المنظمة إن الصين أبلغت بالمعلومات سريعا وتتعاون في مجال البحث العلمي ومجالات أخرى. وقال مبعوث المنظمة الخاص بكوفيد-19 ديفيد نابارو في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت الأربعاء ”ركزوا على النضال الملحمي الآن واتركوا تبادل الاتهامات لوقت لاحق“ من دون أن يذكر الولايات المتحدة أو ترامب.
وأوضح أن العالم يعتمد على منظمة الصحة للتعاون مع الدول للتأكد من مشاركة المعلومات الدقيقة حول التهديدات الصحية في الوقت المناسب، متهما إياها بالفشل في القيام “بواجبها الأساسي” ما يستدعي محاسبتها.
وفيما يلي ما نعرف وما لا نعرف عما قد يعنيه ذلك للمنظمة وبرامجها حول العالم:
– تأسست منظمة الصحة العالمية عام 1948 وعهد إليها بتحسين مستوى الصحة عالميا. ويعود إليها الفضل في قيادة حملة استمرت 10 سنوات للقضاء على الجدري في حقبة السبعينات ونسقت حملات مكافحة أوبئة منها الإيبولا.
– تقود المنظمة حاليا جهود مكافحة جائحة كورونا وتقدم للدول النصح بشأن كيفية احتواء انتشار المرض. كما تنسق جهود البحث عالميا للوصول إلى عقاقير ولقاحات محتملة ضد كوفيد-19.
– يعمل أكثر من 7000 شخص في مكاتب المنظمة المنتشرة في 150 دولة وستة مكاتب إقليمية إلى جانب مقرها الرئيسي في جنيف.
توضع ميزانية المنظمة كل عامين لتغطي هذه الفترة. وتعد الولايات المتحدة هي أكبر مانح على الإطلاق وبلغت مساهمتها بحلول نهاية 2019 أكثر من 800 مليون دولار في ميزانية 2018-2019. ومؤسسة بيل غيتس الخيرية هي ثاني أكبر مانح للمنظمة تليها بريطانيا.
– يأتي تمويل منظمة الصحة العالمية عبر طريقين:
– “الاشتراكات المقدرة من الدول الأعضاء وتخصص لاستمرار الوظائف الأساسية للمنظمة.
– والمساهمات الطوعية التي تقدم لبرامج محددة مثل القضاء على شلل الأطفال ومكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) والملاريا والأمراض المعدية الأخرى.
– وحتى الآن لم يتضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوقف مساهماتها الطوعية أم اشتراكاتها المقدرة أم الاثنتين معا.
– تصل ميزانية المنظمة لعامي 2020-2021 التي أقرها وزراء الصحة في مايو الماضي إلى نحو 4.85 مليار دولار في المجمل، بزيادة تسعة في المئة عن الميزانية السابقة.
– لم يتضح ما إذا كانت الولايات المتحدة سددت بالفعل نصيبها بالكامل من ميزانية 2020-2021 أو دفعات منه لكنها في العادة تدفع اشتراكاتها المقدرة في وقت متأخر من العام.
– تم تخصيص نحو مليار دولار من ميزانية 2020-2021 لعمليات المنظمة في أفريقيا، أفقر قارات العالم التي تشهد أعلى معدلات وفيات للأطفال دون سن الخامسة بسبب أمراض يمكن الوقاية منها عبر التطعيم.
– ما زال القضاء على شلل الأطفال برنامجا رئيسيا للمنظمة، والولايات المتحدة مساهم رئيسي في هذا الجهد.
– يسعى برنامج الطوارئ التابع للمنظمة إلى القضاء على تفشي أمراض معدية أخرى من بينها إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
– اتخذ ترامب موقفا منتقدا للمنظمة على نحو متزايد واتهمها بالترويج ”لتضليل“ صيني فيما يتعلق بفيروس كورونا، وقال إن هذا أدى في الغالب إلى تفش أوسع.
المصدر/ السياسي