قالت منظمة الصحة العالمية إن العالم لم يصل بعد إلى ذروة تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي أسفر عن أكثر من 121 ألف وفاة في العالم، نحو 70% منها في أوروبا التي خففت دول عدة فيها إجراءات العزل العام، في حين أعلن صندوق النقد الدولي أن الوباء يدفع بالاقتصاد العالمي في اتجاه ركود عميق.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس إن 90% من الإصابات حول العالم سجلت في أوروبا والولايات المتحدة.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الحالات الجديدة ينحسر في بعض أنحاء أوروبا، ومنها إيطاليا وإسبانيا، لكن التفشي يزيد في بريطانيا وتركيا.
وفيما يتعلق باللقاحات، قالت هاريس “لا ينبغي أن نتوقع لقاحا قبل 12 شهرا أو أكثر”.
وذكرت أن المنظمة ستصدر إرشادات للدول الأعضاء في وقت لاحق اليوم، تحدّد ست خطوات تحتاج تلك الدول للتأكد من تطبيقها قبل البدء في تخفيف أي قيود. وأضافت “أهم هذه الخطوات هي: هل تم احتواء العدوى لديكم؟”.
من جهته، أعلن صندوق النقد الدولي الثلاثاء أن وباء كوفيد-19 يدفع بالاقتصاد العالمي في اتجاه ركود عميق هذا العام، متوقعا تراجع الناتج العالمي بنسبة 3%.
وبحسب تقرير “آفاق الاقتصاد العالمي” الصادر عن صندوق النقد الدولي، سيكون بإمكان الاقتصاد العالمي تحقيق انتعاش بنسبة 5.8% في 2021 إذا تم احتواء الفيروس وعادت الحركة الاقتصادية إلى طبيعتها.
وأسفر فيروس كورونا المستجد عن 121 ألفا و716 وفاة في العالم، نحو 70% منها في أوروبا منذ ظهوره للمرة الأولى في الصين في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وسجل أكبر عدد من الوفيات في الولايات المتحدة (25 ألفا و700)، تليها إيطاليا (20 ألفا و465) وإسبانيا (18 ألفا و56) وفرنسا (14 ألفا و967).
وأحصيت قرابة مليوني إصابة في العالم، أكثر من نصفها في أوروبا (973,087)، مع تسجيل أكثر من 582,590 إصابة في الولايات المتحدة.
الخروج من العزل العام
من جهتها، حثت المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على التنسيق مع بدء رفع إجراءات العزل العام، وحذرت من أن عدم القيام بذلك قد يسفر عن موجات ارتفاع جديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا.
ودعت المفوضية -وهي الذراع التنفيذية للاتحاد والتي لا تملك سلطة إملاء إجراءات صحية على الدول الأعضاء الـ27- إلى نهج مشترك بعد أن عملت كل دولة على حدة في ما يتعلق باحتواء الفيروس، والآن تعمل الدول بالطريقة نفسها في ما يتعلق بإستراتيجيات الخروج من إجراءات العزل العام.
وتفيد توصيات المفوضية بأن إجراءات العزل يجب ألا تُخفف إلا بعد تراجع ملحوظ في انتشار المرض بشكل مستقر على مدى مدة زمنية، وعندما تكون طاقة المستشفيات قادرة على تحمل موجة جديدة من الإصابات.
لكن الحكومات تواجه ضغوطا متزايدة لتخفيف إجراءات العزل العام بعد أن اتضح الأثر الكارثي لتفشي جائحة فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي. وتفيد تقديرات المفوضية بأن الناتج في دول منطقة اليورو قد ينكمش بمعدل 10% هذا العام.
وأعلنت دول عديدة من الأعضاء بالاتحاد عن خطط للتخفيف، أو عن البدء بالفعل في تخفيف الإجراءات التي فرضتها لاحتواء تفشي الفيروس مع تنامي الضغوط لإنعاش اقتصاداتها المتضررة.
وفي إيطاليا -وهي أولى دول الاتحاد الأوروبي التي تتضرر بشدة من الفيروس- سمحت السلطات لبعض الشركات باستئناف عملها اعتبارا من اليوم الثلاثاء بما في ذلك المكتبات ومتاجر ملابس الأطفال، رغم الإبقاء على إجراءات صارمة تقيّد الحركة.
وسمحت إسبانيا -التي طبقت بعضا من أعنف إجراءات العزل العام في أوروبا- لبعض القطاعات، منها الإنشاءات والصناعات التحويلية، بالعودة للعمل اعتبارا من الاثنين، لكن المتاجر والحانات والأماكن العامة ستظل مغلقة حتى 26 أبريل/نيسان الجاري على الأقل.
وأعلنت بولندا اليوم أنها ستخفف القيود على المتاجر اعتبارا من 19 أبريل/نيسان الحالي.
ومضت دول أخرى إلى أبعد من ذلك، فمن المقرر أن تفتح الدانمارك المدارس غدا الأربعاء. وسمحت النمسا للمتاجر الكبرى باستئناف نشاطها اليوم، وتعتزم فتح المراكز التجارية في الأول من مايو/أيار المقبل، لكن الحكومة قالت “إن الخطر لم ينته بعد”.
في المقابل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تمديد إجراءات العزل والحجر المنزلي لمواجهة فيروس كورونا حتى 11 من الشهر المقبل، وهو الموعد الذي قال إنه سيتم فيه إعادة فتح المدارس ودور الحضانة بشكل تدريجي.
أرقام أوروبية
وعلى صعيد أعداد الإصابات والوفيات بكورونا، ارتفع عدد الوفيات في إسبانيا إلى 567 اليوم الثلاثاء مقارنة مع 517 وفاة في اليوم السابق. لكن البلد سجل أقل زيادة في الحالات الجديدة منذ 18 مارس/آذار الماضي. وبلغ العدد الإجمالي 18,056 وفاة.
وأحصت المملكة المتحدة الثلاثاء 778 وفاة إضافية بفيروس كورونا في المستشفيات، في عدد يفوق ما سجل الاثنين (717 وفاة)، مما يرفع حصيلة الوفيات الإجمالية إلى 12,107.
وبلغ عدد المصابين بالفيروس 93,873 في زيادة قدرها 5252 عن الاثنين، وفق وزارة الصحة.
لكن حصيلة الوفيات قد تكون أعلى بنسبة 15%، وفقا لبيانات أوسع نطاقا تتضمن الوفيات خارج المستشفيات، بحسب مكتب الإحصاءات الوطنية.
وفي فرنسا، اقترب عدد الوفيات من 15 ألفا، في حين تجاوز عدد الإصابات 136 ألفا.
وفي هولندا، قالت السلطات الصحية إن عدد الإصابات بفيروس كورونا ارتفع بواقع 868 حالة ليصل إلى 27,419، مضيفة أنها سجلت 122 وفاة جديدة لتصل أعداد الوفيات إلى 2945.
وقالت وكالة الصحة العامة السويسرية إن عدد الوفيات بلغ 900. وأضافت أن أعداد الإصابات بالفيروس زاد إلى 25,834.
وأعلنت السلطات البلجيكية تسجيل 530 إصابة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات إلى 31,119. وفقد 262 شخصا حياتهم ليصل إجمالي عدد الوفيات إلى 4157.
وفي السويد، تسبب فيروس كورونا المستجد في وفاة 1033 شخصا إصابة 11,445.
وفي المجر، قالت كبيرة المسؤولين الصحيين سيسيليا مولر اليوم الثلاثاء إن أكثر من 200 شخص في دار لرعاية المسنين أصيبوا بكورونا، وتوفى عشرة آخرون متأثرين بإصابتهم بالفيروس.
وسجلت المجر 1512 إصابة بفيروس كورونا حتى اليوم، من بينها 122 حالة وفاة.
الولايات المتحدة
وفي الولايات المتحدة، تجاوز عدد الوفيات 25,700، في حين تجاوز عدد الإصابات 582 ألفا، حسب جامعة جونز هوبكنز.
في الأثناء اتفق حكام ولايات الساحل الغربي الأميركي، واشنطن وأوريغون وكاليفورنيا، على إعداد خطة مشتركة لإعادة فتح النشاط الاقتصادي.
وشددوا -في بيان مشترك- على أنهم سيعطون الأولوية لسلامة السكان في أي قرار بتخفيف القيود على الحركة المعمول بها حاليا للحد من تفشي فيروس كورونا.
ويأتي هذا التحرك بعد إعلان مماثل صدر من جانب حكام ست ولايات في الساحل الشرقي، بينها نيويورك التي قال حاكمها أندرو كومو إنه إذا طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة فتح الولاية بطريقة غير آمنة فإنه سيرفض تنفيذ مثل ذلك القرار.
وقال كومو إن أي أمر من هذا القبيل سيشكل تحديا دستوريا بين الولايات والحكومة الاتحادية، وسيرفع إلى القضاء للبت فيه.
وكان ترامب قال أمس الاثنين إن لديه السلطة المطلقة على الولايات فيما يتعلق بإجراءات مواجهة كورونا وإصدار قرار رفع الإغلاق الاقتصادي. وأوضح أنه تلقى طلبا بإغلاق البلاد يوم 11 يناير/كانون الثاني الماضي دون أن تكون في الولايات المتحدة آنذاك أي إصابة مؤكدة بكورونا.
من جهته، قال مدير المعهد القومي الأميركي للأمراض المعدية والحساسية أنتوني فاوتشي إن الرئيس ترامب استمع إلى طلبه بتطبيق إرشادات التباعد الاجتماعي، وأمر بتنفيذها.
وأضاف فاوتشي أنه لو تم اتباع إرشاداته قبل الوقت المحدد لها لأمكن إنقاذ كثير من الأرواح.
آسيا
أما في قارة آسيا، فقد سجلت وزارة الصحة الإيرانية 98 وفاة جديدة بفيروس كورونا، مما رفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 4683. كما سُجلت 1574 إصابة ليتجاوز إجمالي الإصابات 74 ألفا.
من جهته، أعرب رئيس لجنة مكافحة كورونا في طهران عن قلقه إزاء ارتفاع نسبة استخدام وسائل النقل العامة خلال الأيام الماضية.
على صعيد آخر، قال رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية إنه تم إعداد بروتوكول صحي لتنظيم الزيارات إلى ما وصفها بـ”العتبات المقدسة” في العراق وسوريا عند تجاوز أزمة كورونا، وإنه يجري التنسيق مع الحكومة العراقية بشأن ذلك.
وفي الهند، مددت السلطات إجراءات العزل العام على مستوى البلاد للحد من تفشي فيروس كورونا حتى الثالث من الشهر المقبل.
وقال رئيس الوزراء ناريندرا مودي إن التحدي يكمن في منع انتشار الفيروس إلى مناطق جديدة من البلاد، وطالب الشعب بالبقاء في منازلهم. وأعرب عن أمله في تخفيف بعض القيود الأسبوع المقبل في المناطق الأقل تضررا للسماح بالأنشطة الأساسية.
وكانت السلطات الهندية أعلنت تجاوز الإصابات بكورونا حاجز 10,700، فضلا عن تسجيل أكثر من 360 وفاة.
وفي باكستان المجاورة، أعلن رئيس الوزراء عمران خان تمديد إجراءات العزل العام في البلاد لمدة أسبوعين، لكنه قال إن بعض القطاعات ستعود للعمل على مراحل.
وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية ارتفاع عدد الوفيات إلى 118، وبلغ عدد الإصابات 11,586. كما صدقت الحكومة الإسرائيلية على سلسلة قيود وفرض إغلاق شامل بدءا من الساعة الخامسة مساء اليوم وحتى انتهاء عيد الفصح اليهودي صبيحة يوم الخميس القادم. وتشمل القيود منع التنقل بين المدن والأحياء، ومنع الخروج من المنازل إلا لأسباب طارئة.
العالم العربي
وفي الدول العربية، سجلت السعودية 8 وفيات لترتفع إلى 73 وفاة، إضافة إلى 435 إصابة جديدة ليرتفع عدد المصابين إلى 5369.
وفي عمان، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 86 إصابة جديدة ليرتفع عدد الإصابات الإجمالي إلى 813.
وفي الكويت، تم تسجيل ثالث وفاة بفيروس كورونا، و55 إصابة جديدة ليرتفع إجمالي الإصابات إلى أكثر من 1350.
أما في البحرين، فقد تم تسجيل سابع وفاة بكورونا و161 إصابة جديدة، وفق وزارة الصحة.
وفي قطر، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 197 إصابة جديدة ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 3428.
وفي المغرب، تم تسجيل 75 إصابة جديدة بكورونا ليتجاوز الإجمالي 1838. وأعلنت السلطات 5 إصابات بالفيروس داخل سجن في مدينة القصر الكبير.
أما في لبنان، فأعلنت وزارة الصحة تسجيل 9 إصابات جديدة ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 641.
وفي فلسطين، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 10 إصابات بكورونا ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 320، بينها إصابات في القدس.
إفراج
وفي تركيا، أقر البرلمان قانونا يتيح الإفراج عن عشرات الآلاف من السجناء لتخفيف الازدحام في السجون، وحماية المعتقلين من الإصابة بفيروس كورونا.
وسيفتح القانون الباب أمام الإفراج المؤقت عن نحو 45 ألف سجين. وسيخرج السجناء من السجون تحت إشراف القضاء حتى نهاية مايو/أيار القادم، ويتيح القانون لوزارة العدل إمكانية مد هذه الفترة ثلاث مرات شهرين في كل مرة كحد أقصى.
وسيتم أيضا إطلاق سراح عدد مماثل بصفة دائمة بموجب مادة أخرى في القانون.
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن القانون يراعي حساسيات الشعب التركي وضميره، مؤكدا اتخاذ بلده كافة الإجراءات اللازمة لحماية نزلاء السجون من خطر وباء كورونا.
اعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات