كرر قياديون في حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، وفي “كاحول لافان” برئاسة بيني غانتس، طوال الأسبوع الأخير التصريحات حول اقتراب تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، فيما تشير تقارير صحافية إلى أن الخلافات بين الجانبين ما زالت تمنع تشكيلها حتى الآن.
وقال عضو الكنيست عن “كاحول لافان”، ميخائيل بيطون، لموقع “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني اليوم، الجمعة، “إننا قريبون من تشكيل حكومة. وفي تقديري أنه تم الاتفاق على 90% من القضايا. وما حدث هنا هو أن كاحول لافان حقق إنجازات هامة من أجل الدفاع عن الديمقراطية. حقيبة القضاء، فيتو على قوانين، فيتو على قرارات الحكومة، فيتو على تعيين حراس العتبة”.
وأضاف بيطون أن “توزيع الحقائب تسبب بأزمة في الليكود وفي (تحالف أحزاب اليمين المتطرف) يمينا، واضطر رئيس الحكومة إلى العودة إلى بيته لترتيب الأمور. وأن مؤمن بأنه إذا كانت النوايا حسنة ويوجد إصرار على تشكيل حكومة فإنه ستشكل في الأيام القريبة”.
وتابع أنه بالإمكان تشكيل حكومة من دون تحالف “يمينا” وجزء من حزب العمل، برئاسة عمير بيرتس. لكنه أردف أنه “إذا رغبنا بمصطلح الوحدة، فإن لضلع العمل الذي سينضم وليمينا أيضا يوجد مكان” في الحكومة.
ورأت المراسلة السياسية لموقع “واللا” الإلكتروني، طال شاليف، أن “ليست حكومة طوارئ، لأنه لو كان هناك هلع حقيقي (بسبب انتشار فيروس كورونا)، لتشكلت خلال 48 ساعة. كذلك فإن هذه ليست حكومة كورونا، إذا بقيت جميع الحقائب الوزارية المتعلقة بمواجهة الفيروس بأيدي الليكود وكتلة اليمين، وإذا طولب معظم الوزراء الذين يديرون الأزمة بإخلاء مناصبهم بمنتصف المعركة لصالح وزراء جدد لا يعرفون خطط العمل أبدا”.
يشار إلى أن “كاحول لافان” طالب بالحصول على حقيبة الصحة، في ظل الانتقادات الشديدة لوزير الصحة، يعقوب ليتسمان، لكن الأخير رفض ذلك بشدة ونتنياهو امتنع عن الدخول في صدام معه.
نتنياهو امتنع عن صدام مع ليتسمان (أرشيف – أ.ب.)
وأشارت شاليف إلى أنه خلال الأسبوع الحالي، أجرى فريقا المفاوضات عن الحزبين مفاوضات مطولة من خلال محادثات فيديو، وتبادلا اتفاقيات ونسخ. “وقسم كبير من هذه المداولات تناولت تعديلات تجميلية، في محاولة للتأثير على الصورة النهائية للمفاوضات”.
“صفقة القرن”
غير أن شاليف لفتت إلى أنه “بالنسبة لغانتس وزملائه، الذين يواجهون غضبا شديدا في قاعدتهم الحزبية بسبب خرق التعهد بعدم الانضمام لحكومة برئاسة نتنياهو، سيكون من الصعب جدا عليهم أن يسوّقوا صورة انتصار بوجود ليتسمان في وزارة الصحة، ميري ريغف في الأمن الداخلي، ويولي إدلشتاين في كرسي رئيس الكنيست، بعدما رفض تنفيذ قرار المحكمة العليا”.
وأضافت أنه “من الجهة الأخرى، فإنه في الليكود أيضا لا يبتهجون لصورة يتولى فيها آفي نيسانكورين وعمير بيرتس كوزيرين للقضاء والاقتصاد. وفي هذه الأثناء، تمت إزالة معظم الاعتراضات الشخصية، وما زالت قضية إدلشتاين فقط بدون حل”.
وحسب شاليف، فإن “اللغم الحقيقي الذي يضع مصاعب أمام إنهاء المفاوضات وتنصيب الحكومة… هو أن نتنياهو يصر على دفع صفقة القرن، أو نصفها على الأقل، ويطالب بطرح ضم وفرض السيادة في الضفة الغربية للتصويت في الأشهر القريبة، عندما ينتهي عمل طاقم رسم الخرائط الإسرائيلي – الأميركي المشترك”.
وتابعت شاليف أن غانتس والرجل الثاني في حزبه، غابي أشكنازي، طالبا في البداية بالحصول على حق الفيتو بشأن الضم، لكن نتنياهو رفض طلبهما بالمطلق. “والآن هما يصران على تجميد الوضع السياسي لعدة أشهر وتنفيذ هذه الخطوة بالتنسيق مع الأردن”، على ضوء تحذيرات جهاز الأمن من أن خطوة كهذه يمكن أن تشعل المنطقة.
وأشارت شاليف إلى أن “جميع خطوات الضم أصبحت مصيرية أكثر بالنسبة لنتنياهو على ضوء الاتجاه الظاهر لنفتالي بينيت وأييليت شاكيد (من “يمينا”)، الغاضبين بسبب توزيعة حقائب وزارية لا تبقي لهما سوى حقائب متوسطة الأهمية ونصف حقيبة بالتناوب، ويهددان بالبقاء خارج الائتلاف. (لكن) لبينيت وشاكيد تاريخ إشكالي مع التهديدات، بحيث أنهما قد يتراجعان في النهاية على أقل مما يطلبان، ولكن إذا لم يحدث ذلك فإنه يتوقع ينكدا حياة الليكود في الكنيست”.
وأردفت أن “أعضاء الكنيست من يمينا قد قدموا إلى الكنيست مجموعة مشاريع قوانين للضم وفرض السيادة، وإذا بقوا خارج الائتلاف، فإنهم سيشعلون حريقا لنتنياهو، ويحضونه على استفلال الفرصة التاريخية لنهاية ولاية ترامب. ولذلك نتنياهو يصر على الصم وبسرعة”.
البديل: حكومة يمين
من جانبه، توقع المحلل السياسي في صحيفة “معاريف”، بن كسبيت، أن حكومة مشتركة لليكود و”كاحول لافان” ستواجه مشاكل كثيرة. “من المفترض أن تخرج حكومة البنيامينيان (بنيامين نتنياهو وبنيامين غانتس) إلى طريقها، وهي إحدى أكثر الطرق خطورة. وحتى بعد أن يتفقا، فإنه يتوقع لهذا الائتلاف شغب بالغ. وبانتظار نتنياهو انتفاضة في حزبه”.
وحسب كسبيت، فإن أشكنازي شعر بالخيانة من جانب غانتس. “فقد كان غانتس القوة المحركة للائتلاف بين غانتس ونتنياهو. وهذا لم يكن سيحصل من دونه. وفجأة أدرك أشكنازي أن حقيبة الأمن ستكون لغانتس، رغم أنه سيتولى رئاسة الحكومة (في فترة التناوب الثانية). وفجأة أدرك أن حقيبة الخارجية هي مصيدة. وفجأة أدرك أن نتنياهو عاد إلى شخصية بيبي، أي أنه يندم وينقلب على رأيه وكل ما يتم الاتفاق عليه في الليل يتراجع عنه في الصباح”.
وأضاف أن “المشكلة هي ماذا سيحدث حتى توقيع الاتفاقية الائتلافية. لأن نتنياهو عاد إلى نفسه بسرعة. وإذا تراجع نتنياهو عن التفاهمات مع غانتس وأشكنازين فإنهما سيعودان إلى (المعارضة في) الكنيست وسيبقيان هناك. وفيما غانتس رئيس الكنيست. لكن ثمة احتمالات جيدة أن يمر الضم في الكنيست، فنتنياهو بحاجة إلى ذلك. لأنه من دون ذلك سيفكك بينيت كتلة اليمين، ونتنياهو يعلم أن كتلة اليمين هي جهاز التنفس بالنسبة له. ومن الجهة الثانية، نتنياهو يعلم أنه لن يحتاج إلى بينيت بعد سنة ونصف السنة” بانتهاء ولايته في رئاسة حكومة مع “كاحول لافان”.
من جانبها، أشارت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، سيما كدمون، إلى أن “غانتس منح بيديه ائتلافا مستقرا من دون كاحول لافان، فيما هو يمسك بتفويض تشكيل الحكومة. وائتلاف كهذا سيكون مدعوما من 63 عضو كنيست: كتلة اليمين 58، وأورلي ليفي أبيكاسيس، ويوعاز عندل وتسفيكا هاوزر (اللذان شكلا حزبا منفصلا عن “تيلم”) وعمير بيرتس وإيتسيك شمولي (من حزب العمل)”.
المصدر/ عرب48