إذا كانت الحياة توقفت فجأة جراء التفشي الواسع لفيروس كورونا المستجد، والذي أرغم نحو ثلث سكان العالم على التزام منازلهم لتقليص فرص العدوى، فإنه بالنسبة إلى آلاف اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وغيرهم حول العالم ممن ينتظرون وطناً بعيداً عن مخيمات اللجوء، بات الأمر أكثر تعقيداً وقسوة بعد أن أعلنت منظمتا الهجرة الدولية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن تعليق مؤقت لسفر اللاجئين في إطار إعادة التوطين.
كشف مسؤول رفيع في منظمة الهجرة الدولية في جينيف، أن “قرار التعليق جاء بعد قيام كندا وأستراليا وكل الدول الأوروبية تقريباً بتعليق برامج إعادة التوطين”، وقال إن القرار اضطرهم إلى إلغاء سفر 7744 شخصاً كان من المقرر إعادة توطينهم بحلول نهاية أبريل (نيسان) المقبل. وأوضح بول ديلون، المتحدث باسم المنظمة الأممية، أن الولايات المتحدة أيضاً أعلنت تعليق قبول اللاجئين حتى أوائل أبريل.
ويقول ديلون إن منظمة العمل الدولية لا تزال تتلقى عدداً قليلاً من الطلبات للحالات الحرجة أو الطارئة، مضيفاً “نبذل قصارى جهدنا لمعالجة تلك الطلبات بأسرع وقت ممكن مع مراعاة قيود السفر وإلغاء الرحلات الجوية”.
إجراء مؤقت
وخفضت البلدان نسبة الدخول إلى أراضيها بشكل حاد بسبب الأزمة الصحية التي يمر بها العالم جراء تفشي فيروس كورونا والقيود المفروضة على السفر الدولي جواً، ومن ثم تأثرت بشدة ترتيبات السفر الخاصة بإعادة توطين اللاجئين.
وأوضحت شابيا مانتو، المتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أن “القرار الصادر عن المنظمتين الأمميتين ليس تعليقاً لإعادة التوطين، ولكنه إجراء مؤقت اتُخذ في ضوء القيود العالمية وتأثير أزمة الصحة العالمية من فيروس (كوفيد-19)”.
أداة مهمة لإنقاذ الحياة
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن إعادة التوطين تتعلق بجزء صغير من اللاجئين حول العالم، يشكل أقل من 1 في المئة من اللاجئين والنازحين، فإنها أداة مهمة لإنقاذ حياة أولئك الذين يحتاجون إليها. وتابعت “نحن نناشد الدول ونعمل بتنسيق وثيق معها لضمان استمرار التحرك بشأن الحالات الطارئة الأكثر خطورة، وفي الوقت نفسه، نواصل عملنا في البلدان المضيفة للاجئين بالتعاون مع جميع الشركاء المعنيين لضمان استمرار معالجة قضايا إعادة التوطين”.
وكانت حكومة السويد أعلنت قيوداً جديدة على العديد من الأجانب الذين يأملون في دخول البلاد من خارج الاتحاد الأوروبي وسط انتشار الفيروس، لكنها استثنت “طالبي اللجوء” من الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية الدولية أو الذين لديهم أسباب إنسانية أخرى، إلا أن بعض الدول الأوروبية الأخرى أعلنت بالفعل تعليق برامج إعادة توطين اللاجئين، ومن بينها ألمانيا التي كان من المقرر أن تستقبل 5500 لاجئ خلال العام الحالي، بينهم 3 آلاف سوري.
المصدر/ـ”اندبندنت عربية”