أفضت مشاورات الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، مع الكتل البرلمانية إلى توصية 61 عضو كنيست على تكليف رئيس قائمة “كاحول لافان” بيني غانتس بمهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية، فيما حصل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على توصيات كتلة اليمين التي تضم 58 عضو كنيست، فيما امتنعت عضو الكنيست أورلي ليفي أبيكاسيس عن التوصية.
وعقب حصوله على التوصيات، صرّح ريفلين بأن “الأرقام والحسابات واضحة، لن الدعوات لإقامة حكومة وحدة قومية واضحة كذلك، سأعقد جلسة مشاورات مع نتنياهو وغانتس قبل تكليف أحد المرشحين بمهمة تشكيل الحكومة”. ولفتت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن ريفلين دعا كل من نتنياهو وغانتس إلى جلسة ثلاثية مشتركة في تمام الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم.
وفي ظل أزمة فيروس كورونا، بدأ ريفلين، صباح اليوم الأحد، مشاورات مع ممثلي الأحزاب في الكنيست، التي ستوصي بمرشح لتفويضه بتشكيل حكومة جديدة، فيما تمارس كتلة “كاحول لافان”، برئاسة بيني غانتس، ضغوطا على القائمة المشتركة كي توصي بتكليف غانتس بتشكيل حكومة.
وحضر ممثلو الأحزاب إلى المشاورات مع ريفلين وفقا لحجمها، حيث التقي ريفلين مع الليكود أولا، ثم “كاحول لافان” وتليها القائمة المشتركة، ثم شاس، “يهدوت هتوراة”، “العمل – غيشر – ميرتس”، “يسرائيل بيتينو”، وكتلة أحزاب اليمين المتطرف “يمينا”.
وأوصى ممثلو حزب الليكود أمام ريفلين بتفويض رئيس الحزب، بنيامين نتنياهو، بتشكيل الحكومة المقبلة، بواقع 36 عضو كنيست، فيما أوصى وفد “كاحول لافان” بتفويض رئيس الكتلة، بيني غانتس، بتشكيل الحكومة، بواقع 33 عضو كنيست.
وأوصى وفد القائمة المشتركة أمام ريفلين بتفويض غانتس بتشكيل الحكومة المقبل. ويشار إلى أن اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، قررت ألا تغيّر موقف الحزب بعدم التوصية على أحد، لكن القرار أضاف أن التجمع يلتزم بقرار الأغلبية في القائمة المشتركة، وذلك بموجب قرار المكتب السياسي للتجمع. ويعني ذلك أن توصية المشتركة تمثل 15 نائبا.
وأوصت جميع مركبات كتلة اليمين (“شاس”، “يهدوت هتوراة” و”يمينا”) على تكليف نتنياهو برئاسة الحكومة، في حين أوصى حزب “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان، على تكليف غانتس.
وفيما امتنعت رئيسة حزب غيشر، أبيكاسيس عن التوصية على غانتس، أوصى التحالف الذي تنضوي تحته ويضم كل من العمل وميرتس بالإضافة إلى غيشر على غانتس، ليحصل غانتس من كتلة هذا التحالف على 6 توصيات عوضا عن 7.
ونقلت القناة 13 التلفزيونية عن قياديين في “كاحول لافان” قولهم إنهم أبلغوا القائمة المشتركة بأنه “لا تجري أي اتصالات جدية” حول تشكيل حكومة وحدة مع حزب الليكود، واعتبروا أنه في حال لم توصِ المشتركة على غانتس أمام رئيس الدولة، فإن هذا يعني أن “نتنياهو سيكون رئيس الحكومة بكل تأكيد”.
وكان غانتس قد دعا نتنياهو، نهاية الأسبوع الماضي، إلى عقد اجتماع بين طاقمي مفاوضات عن حزب الليكود و”كاحول لافان”، للبحث في تشكيل حكومة وحدة. ويطالب غانتس بالحصول على تكليف من ريفلين بتشكيل حكومة، لكن احتمال أن يشكلها ضئيل. وقال المرشح الثاني في “كاحول لافان”، يائير لبيد، إن الهدف من حصول غانتس على تفويض من ريفلين هو تشكيل حكومة ضيقة بداية، ثم توسيعها لتشمل أحزاب صهيونية أخرى وبينها الليكود، وأن المطلوب من القائمة المشتركة هو التوصية على غانتس وحسب.
من جانبه، أصدر حزب الليكود بيانا هاجم من خلاله غانتس لحصوله على توصية حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي التزم بقرار المشتركة بشأن التوصية، وجاء في البيان: “في الوقت الذي يدير فيه نتنياهو أزمة عالمية ومحلية غير مسبوقة في مواجهة فيروس كورونا، بمسؤولية كبيرة، يندفع غانتس لتشكيل حكومة أقلية تعتمد على حزب التجمع وهبة يزبك وداعمي الإرهاب، بدلاً من الانضمام إلى حالة طوارئ وطنية من شأنها إنقاذ العديد الأرواح”.
واعتبر الليكود أن “‘كاحول لافان‘ كذبوا على ناخبيهم حتى اللحظة الأخيرة، لحظة إغلاق صناديق الاقتراع، ووعدوا بعدم تشكيل حكومة بدعم من القائمة المشتركة، وهو بالضبط ما يحاولون فعله، في إجراء ساخر يعد انتهاكًا خطيرًا للديمقراطية وإرادة الشعب”.
وقال الليكود إن “غانتس يرفض منذ يوم الخميس الماضي لقاء نتنياهو، كما يرفض التفاوض ويرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات: الليكود هو الحزب الأكبر،وقد أعرب 2.5 مليون مواطن عن دعم لا لبس فيه لنتنياهو لرئاسة الحكومة”. ودعا نتنياهو غانتس من خلال البيان “تراجع عن رفضك والسخرية التي تتعامل بها تجاه المواطنين وتعال الآن لمقابلتي، وبالتزامن نعقد اجتماعًا بين فرق التفاوض لتشكيل الحكومة”.
وادعى ريفلين، في بداية المشاورات مع الأحزاب، أن “مواجهة حالات طوارئ لم تمس أبدا الديمقراطية الإسرائيلية وإنما العكس، عززت الديمقراطية”. وأضاف أن “أي عاقل يشاهد نشرات الأخبار، يدرك جيدا أن هذه فترة امتحان، وأن هذه ليست مشاورات عادية. وأطلب من الجميع الحضور إلى هنا متفهمين أن الهدف هو تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن. وربما يكون ذلك مقرونا بتسويات مرحلية للأشهر القريبة”.
المصدر/ عرب48