تكافح دول شرق أفريقيا والسعودية على جانبي البحر الأحمر منذ عدة أسابيع أسراب الجراد المتكاثرة والمتنقلة بشكل كبير مع هطول الامطار وارتفاع نسبة الرطوبة التي ساهمت في تكاثر هذه الأسراب وإنتقالها من الجنوب بإتجاه الشمال نحو المناطق الشمالية الشرقية من السعودية.
وبدأت أسراب ضخمة من الجراد الصحراوي في غزو منطقة الخليج العربي والقرن الإفريقي وجنوب آسيا، مهددة الأخضر واليابس وكل مصادر الغذاء في المنطقة بعد تكاثر الجراد في منطقة ساحل القرن الأفريقي، وانتشارها بأسراب كبيرة في أثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان وثم انتقال أسراب إلى منطقة الخليج وأجزاء من إيران والهند وباكستان.
ويبدو أن اسراب الجراد كانت ستهدد الأردن وفلسطين لولا استمرار نشاط المنخفضات الجوية في المنطقة، حيث تتقدم أسراب الجراد بالعادة بحسب سرعة واتجاه الرياح، وتلعب سرعة الرياح دوراً كبيراً في سرعة انتقالها من منطقة إلى أخرى، كما تساعد درجات على توفير بيئة مناسبة لعيش الجراد وتكاثره، وتعد درجة الحرارة فوق 26 درجة مئوية هي الدرجة المفضلة والملائمة، كما تؤدي الأمطار الغزيرة إلى تزايد الجراد، حيث يوفر المطر تربة رطبة لوضع بويضات الجراد التي تحتاج إلى امتصاص الماء، كذلك تساعد الأمطار على نمو النباتات التي تعتبر الغذاء والمأوى للجراد.
وتتأثر فلسطين والأردن خلال هذه الفترة برياح مصدرها البحر وهو ما منع تقدم الجراد، كما أن درجة الحرارة منخفضة خلال هذه الفترة ولا تصل إلى 25-26 درجة مئوية، وهو ما يعني أن استمرار تساقط الامطار ونشاط المنخفضات الجوية في المنطقة ساعد على منع اجتياح أسراب الجراد لفلسطين والأردن هذه الفترة، ولو كانت المنطقة وشمال السعودية تحت تأثير الرياح الجنوبية الشرقية خلال هذه الأيام لاجتاحت المنطقة أسراب الجراد بأعداد ضخمة.
وتشير التوقعات إلى ان المنطقة ستبقى تحت تأثير رياح غربية في معظمها، كما أن اسراب الجراد عادت نحو الجنوب، ولكن هذا لا يمنع من عودة تقدمها مع تغير أنماط الغلاف الجوي، وتمركز مرتفع جوي خلال الأسابيع القادمة، وهو ما يحتاج لمراقبة دائمة، وتعاون من دول المنطقة لمكافحة أسراب الجراد.
المصدر/ وكالات