بقلم/ ناصر ناصر
أثارت الأنباء التي نشرت اليوم نقلا عن مصادر مصرية حول نجاح القاهرة في منع اسرائيل من اغتيال شخصيات كبيرة في حماس ، قيل انها رئيس المكتب السياسي لحماس ابو ابراهيم السنوار ، ونائب القائد العام للقسام المجاهد مروان عيسى العديد من التساؤلات والقضايا ، من اهمها هل من مصلحة اسرائيل القيام بمثل هذا العمل ؟ وهل تملك القاهرة هذا التأثير الواضح على اسرائيل ؟ هذا إن تجاوزنا امكانيات وملابسات مسألة مدى قدرة القاهرة او رغبة اسرائيل مشاركة القاهرة في معلومات حساسة كاغتيال شخصيات كبيرة في المنطقة ، قد تؤدي الى حرب محدودة او حتى واسعة .
لا تظهر مؤشرات جديدة على تغير تقدير المستوى الأمني بالدرجة الاولى بان اغتيال شخصية بمثل من سبق ذكرهم ستؤدي الى حرب قد تتدهور وتتوسع ، بأن مثل هذه الحرب هي أسوأ بكثير لاسرائيل من استمرار الوضع الحالي المزعج ( والمنغص ) على سكان الجنوب ، والمتغير الوحيد الضاغط هو وضع نتنياهو الانتخابي الذي يبحث عن سبباً او وسيلة للحصول على مقعدين إضافيين لتحسين شروط تشكيله الحكومة القادمة ، فهل اغتيال شخصية او حرب على غزة قبل اسبوعين من الانتخابات قد يحقق له ذلك ؟ على الأرجح لن يحقق له ذلك ، بل هناك احتمالية معقولة لانقلاب الامور عليه ، وقد يكون الشيء الوحيد تقريبا الذي قد يحقق له الامر هو ضربة أمنية لغزة على شكل اختطاف او حتى اغتيال شخصية من مستوى معين في الغالب أقل من المستوى الاول لا تعترف بها اسرائيل ، بل تنسب اليها ( وفق مصادر أجنبية ) .
قد يكون من الواضح التأثير المصري على سياسة اسرائيل تجاه غزة ، ولكنه تأثير محدود على الارجح ، وإلا لاستطاعت مصر تخفيف الحصار عن قطاع غزة .
كما ان من المستبعد ان تقوم المؤسسة الامنية الاسرائيلية بمشاركة أيٍ من الحكومات والانظمة العربية بمعلومات حساسة بهذا المستوى ، وعليه فيمكن القول ان الاخبار التي انتشرت حول منع مصر اغتيال السنوار وعيسى هي أخبار غير دقيقة ، وقد تكون مناورة اعلامية ستفيد على الارجح نتنياهو الذي سيظهر انه مقدام ومغوار ولا يخشى التصعيد ومن يمنعه عن ذلك هو مصر الكبيرة .
الوسومالانتخابات الاسرائيلية السنوار غزة نتنياهو
شاهد أيضاً
رواية برافرمان بعد ساعات من التحقيق – ورسالة تحذيرية لصديق نتنياهو المقرب
ترجمة : أمين خلف الله القناة 12 عميت سيجال يقال المزيد، ويأتي: منذ الكشف عن …