يستمر القصف والقتال في شمالي غرب سورية بعد انهيار الهدنة، وسط مقاومة قوية تبديها الفصائل المقاتلة في وجه قوات النظام وروسيا، والتي تكبّدت خسائر كبيرة في الساعات الأخيرة على جبهات شرقي إدلب، بما في ذلك تأكيدات عن مقتل 4 ضباط روس.
وقال مصادر اعلامية في المنطقة إنّ الطائرات الحربية الروسية استهدفت فجر اليوم قرية بالا التابعة لعنجارة في ريف حلب الغربي، ما أدّى إلى مقتل رجل وزوجته وأطفالهما الثلاثة، مشيراً إلى أن الطائرات الروسية استهدفت بأربع غارات مركز إيواء تابع لـ”جمعية بالا” قرب القرية.
كما شنت طائرات روسية غارات على كل من دارة عزة وكفرناها وعنجارة ومنطقة القاسمية غرب حلب، ومعرشورين بريف معرة النعمان، فيما قصفت قوات النظام بعد منتصف الليل وصباح اليوم قرى وبلدات معرشورين وتلمنس ومعرشمشة، وسُمعت انفجارات ضخمة في قرية عبطين الواقعة تحت سيطرة المليشيات الإيرانية في ريف حلب الجنوبي.
"فيه حدا مصاب؟.. بسرعة أختي بسرعة".. مقتل طفلين وإصابة 7 آخرين في استهداف الطائرات الروسية لمركز إيواء للنازحين بريف #حلب الغربي pic.twitter.com/snzwFWajHj
— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 18, 2020
وأعلنت “مديرية التربية والتعليم بحلب”، في بيان نشرته على حسابها في موقع “فيسبوك”، تعليق دوام المدارس ليومين في مناطق جنوبي وغربي محافظة حلب، بسبب الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام السوري وروسيا على المنطقة.
في غضون ذلك، تتواصل المعارك العنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة على محاور في ريف إدلب الشرقي، حيث صدّت الفصائل جميع محاولات قوات النظام لاستعادة السيطرة على المواقع التي خسرتها لصالح الفصائل يوم أمس الجمعة.
وشهدت قرية أبو جريف في ريف إدلب الشرقي، وهي قرية صغيرة لا تتعدى مساحتها 2 كم مربع، معارك قوية خلال اليومين الماضيين، وصفت بالأعنف خلال الفترة الماضية، صدت خلالها الفصائل أكثر من عشر محاولات للنظام والمليشيات المساندة للتقدم على القرية، وتكبدت فيها قوات النظام عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى استعادة تلتي مصيطف وخطرة، والاستيلاء على دبابتين وعربة بي أم بي.
وعلى جبهة تل خضرة، تمكنت الفصائل من صد محاولات تقدم وتدمير دبابة للنظام وقُتل كل من فيها، كما تمكنت من تدمير عربة نقل جنود BMP ومقتل طاقمها على ذات المحور، بحسب مصادر المعارضة.
كما أكدت مصادر متقاطعة لـ”العربي الجديد”، نبأ مقتل أربعة من القوات الروسية بينهم ضابط، في معارك ريف إدلب الجنوبي الشرقي، عقب استهداف غرفة عملياتهم بصاروخ في قرية قطرة شرق معرة النعمان، أمس الجمعة.
وقال مصدر عسكري بغرفة عمليات “ولا تهنوا”، إنّ الضباط الروس قتلوا مع عناصر من “الفرقة 25” التي تتبع لهم، حيث جرى استهدافهم بصاروخ “البركان” وحقق إصابة مباشرة أسفرت عن تدمير المكان وقتل كل من فيه.
وأوضح المصدر أنّ صواريخ “البركان” هي سلاح جديد مصنوع يدوياً، يحدث دماراً يماثل الدمار الذي تحدثه الصواريخ الفراغية التي تستخدمها الطائرات الروسية. كما أكّد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مقتل الضباط الروس نقلاً عما وصفه بمصادر موثوقة، مشيراً إلى أن المعارك في ريف إدلب تتم بقيادة ضباط روس، فيما قالت شبكة “إباء” إن ستة جنود روس قتلوا جراء استهداف الفصائل المقاتلة لغرفة عمليات لهم في ريف إدلب الجنوبي.
وهذه ليست المرة التي تعلن فيها الفصائل عن مقتل جنود روس، إذ سبق وأن أعلنت الجبهة الوطنية قتل عدد من الجنود الروس في ريف إدلب، إضافة إلى عناصر مرتزقة مليشيا فاغنر الروسية.
التغريبة السورية….
(الفرار من الموت الى المجهول)#ادلب #حلب pic.twitter.com/osrGmIxC0m— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) January 18, 2020
المصدر/ “العربي الجديد”