عرض حزب الله اللبناني، مساء اليوم الاثنين، مشاهد مصورة لعملية استهداف ناقلة جند تتبع لجيش الاحتلال الاسرائيلي على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.
وتظهر المشاهد لحظة استهداف مقاتلو الحزب للآلية العسكرية على الحدود، بصاروخي كورنيت من منطقتين مختلفتين.
وفي ذات السياق قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله: إن العملية التي نُفذت أمس الأحد، لم تبدأ منذ أمس بل بدأت منذ خطابي الأخير لما بعد التنفيذ.
وأوضح نصر الله، في خطاب له، مساء الاثنين، أن الطائرتين المسيرتين التين أسقطتا في لبنان الأسبوع الماضي فشلتا في العمليات المخصصة لهما، مشيراً إلى أن الحزب لن يقبل بفرض معادلات جديدة.
وأضاف نصر الله: “كان يمكن أن نسكت ولا نكشف على نوايانا ونباغت العدو الإسرائيلي بالرد، لكن الجزء الأساسي من معركتنا معنوي وله علاقة بالمواجهة، وقلنا للعدو منذ اليوم الأولى انتظرنا نحن قادمون”.
وتابع: “من يوم الخطاب لما حصل يوم أمس مجموعه عقاب للعدو وردع للعدو ومواجهة معه، ونحن أمام عملية مركبة جزء منها نفسي ومعنوي وإطلاق صواريخ وهي متعددة الأشكال”.
وأكمل: “إسرائيل أخلت بشكل كامل مواقعها على الحدود، وأنا قلت لكم انضبوا فقط، وتم إخلاء لثكنات إسرائيلية بشكل كامل، وكان لهم إجراءات مشددة وفوق العادة، وتم تفعيل كل إمكانيات الدفاع الجوي”.
وأشار نصر الله، إلى أن ما حدث لإسرائيل ذل وهوان وأكد أن العدو أهون من بيت العنكوب، متابعاً: “الجيش اللبناني لم يغادر الحدود والمقاومون تواجدوا بأماكنهم، وأهلنا مارسوا تحركاتهم بشكل طبيعي”.
وحول تقييم العملية، قال نصر الله: “المقاومة أمس عملت في وضح النهار وعلى مقربة من الحدود وأمام الطائرات الإسرائيلية المُسيرة ونحن تعمدنا أن لا نعمل في الليل، والقرار كان أن نعمل بالنهار الذي كان أحد أسباب التأخير، ففي الليل يمكن أن نحصل على فرص أكبر والهدف كان في العمق وليس الشريط الحدودي”.
وأضاف: “رغم كل الإجراءات والأهداف الإسرائيلية الوهمية والدُمى، إلا أن المقاومة رصدت وتابعت وضربت الهدف وأصابته بكل تأكيد واليوم العالم رأت ما نُشر في وسائل الإعلام”.
وأكمل: “ما حصل يعبر عن الشجاعة والدقة والمسؤولية، ومن المهم فيما حصل أمس هو الإقدام والقيام بالعملية، وأعظم ما في العملية أنها أُنجزت ونُفذت، ونحن على مدى سبعة أيام لم يبقى مسؤول إسرائيلي إلا أصدر تحذيراً للمقاومة”.
وتابع: “الأقسى كان في الرسائل الدبلوماسية التي أكدت أن إسرائيل لن تتحمل مسؤولية أي إطلاق نار وسيعيد لبنان للعصر الحجري، لكن حزب الله لم يتزعز والمسؤولين اللبنانيين الذين تحدثنا إليهم لم يتزعزوا وبقي لبنان مسؤولاً بقوته وإيمانه بالرد وتغطية الرد”.
وقال نصر الله: “النقطة الأهم أنه فيما مضى عندما كان يُعتدى علينا كنا نرد داخل مزارع شبعا، والكمائن التي كنا ننصبها لإسرائيل كانت داخل الأراضي اللبنانية المحتلة، والآن حدود فلسطين المحتلة والتي يعتبرها إسرائيل دولته وكيانه أصبحت مستهدفة”.
وأضاف: “المس بحدود العدو كانت سابقاً من أكبر الخطوط الحمراء لإسرائيل، وكان يرد بشكل قاسي لأن ذلك بالنسبة له خط أكبر، وما حصل بالأمس أن أكبر خط أحمر لإسرائيل كسرته المقاومة الإسلامية، وهذا لم يعد خطاً أحمر”.
واستكمل: “ثبنتا معادلتنا وأعطينا لها قوة أكبر وقوة ردع أهم ورفعنا المستوى الخاص بها، وقلنا لنتنياهو لم يعد لدينا خطوط حمراء لأنك حاولت أن تغير قواعد الاشتباك، وانتقلنا من الرد في أرض لبنانية محتلة إلى أرض فلسطين المحتلة وهذا جديد”.
وأكمل: “الرسالة واضحة للعدو أنه إذا اعتديتم فكل أهدافكم ستكون في دائرة الرد، والشجاعة التي تحلت بها المقاومة بالأمس والإقدام الذي عبرت عنه المقاومة بالأمس ستعبر عنه في المستقبل”.
وأضاف: “أريد أن أقول للإسرائيليين تابعوا جيداً ما فعله نتنياهو بحماقته واحفظوا تاريخ العملية جيداً، فهو بداية لمرحلة جديدة من الوضع عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة للدفاع عن لبنان وسيادة لبنان وكرامة لبنان وشعب لبنان وليس هناك خطوط حمراء”.
وقال نصر الله: “من حق اللبنانيين الدفاع عن أرضهم وسيادتهم وسندافع عن لبنان، وهناك مساحة عمل جديدة اسمها مواجهة المُسيرات الإسرائيلية في سماء لبنان، وهذا ثبتنا بشكل واضح وإجرائياً أصبح بيد الميدان”.
واستطرد: “غداً سيأتي من يقول عند اسقاط أول مُسيرة أن ذلك سيؤدي لضرب الاستقرار، وأقول لكل الدول التي اتصلت منذ أمس الأحد أن الحريص على استقرار المنطقة يجب أن يتحدث مع الإسرائيليين بأن زمن خرق سيادة لبنان انتهى”.
وأكمل: “العملية جزء من الرد، ونحن قررنا توزان الرد، وعلى الإسرائيليين أن يعرفوا أن هذه نتائج حماقات نتنياهو، ونحن أمام جولة انتهت بالموقع التأسيسي ولم يعد هناك حدود دولية والأمر انتهى، ورد المقاومة هو الذي ثبت المعادلات ومنع تغيير قواعد الاشتباك وحافظ للبنان عزته وكرامته وعلو يديه”.
المصدر/ وكالات