نشرت صحيفة “البايس” الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الحرب غير السرية التي شنتها “إسرائيل” ضد إيران على الأراضي العراقية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها ، إن “نتنياهو ظل أكثر من أربع سنوات متكتّما بشأن توغلات إسرائيل السرية في سوريا لمنع إيران من إعادة تسليح حزب الله، الجماعة الشيعية التي خاضت ضدها حربا مدمرة في سنة 2006 في جنوب لبنان، بصواريخ عالية الدقة. وقد اعترف رئيس الوزراء ورؤساء القوات المسلحة الإسرائيلية، مؤخرا، بأنهم شنوا المئات من عمليات القصف الجوي ضد قوافل الأسلحة والترسانات في أراضي هذه الدولة العربية المجاورة”.
وأضافت: “يبدو أن العمليات الإسرائيلية في العراق سارت على وجه السرعة. فبعد شهر من اشتباه المليشيات الشيعية الحليفة لطهران في مهاجمة إسرائيل لقواعدها، حيث تخزن الصواريخ الإيرانية المتجهة إلى حزب الله، بدأ سر المهام السرية يتلاشى. ولكن هذه ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها إسرائيل في العراق، ففي سنة 1981 دمّر الطيران العبري مفاعل أوزيراك النووي لمنع نظام صدام حسين من حيازة السلاح الذري”.
وتجدر الإشارة إلى أن أبو مهدي المهندس، الرجل الثاني ضمن وحدات الحشد الشعبي، وهي منظمة تضم الميليشيات الموالية لإيران، كان أول الأصوات التي نددت بالعملية. ويوم الأربعاء، بعد يوم من هجوم طائرة دون طيار على إحدى قواعد الحشد الشعبي الواقعة شمال بغداد، اتهم المهندس الولايات المتحدة، حليفة حكومة بغداد في الحرب ضد تنظيم الدولة، بالسماح بتشغيل الطائرات دون طيار.
وأوردت الصحيفة أن البنتاغون أنكر كل هذه الوقائع. لكن نتنياهو، الذي يخوض حاليا حملة الانتخابات التشريعية المزمع عقدها يوم 17 أيلول/ سبتمبر، قد لمح في مقابلة تلفزيونية يوم الخميس إلى أن إسرائيل كانت وراء الهجوم الغامض. وقال دون ذكر العراق: “نحن نعمل في العديد من المناطق ضد دولة تريد القضاء علينا”. وحذر قائلا: “لقد وجهت رسالة بيضاء إلى قوات الأمن لبذل كل ما هو ضروري لإحباط خطط إيران، وهي ليست محصنة في أي مكان”.
وأضافت الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تجادل بأن طهران تحاول إنشاء خط إمداد على الأراضي العراقية لإعادة تسليح حزب الله. ويعد ما يسمى الجسر البري، الذي يبلغ طوله 1200 كيلومتر ويمتد من الحدود الإيرانية إلى اللبنانية مارّا عبر العراق وسوريا، أسوأ كابوس بالنسبة لاستراتيجيي الدفاع في تل أبيب.
وأوضحت الصحيفة أن شركة الاستخبارات الإسرائيلية، التي تعد تقارير أمنية بناء على صور الأقمار الصناعية، نشرت يوم الخميس خرائط وصور فوتوغرافية تُبين أن هناك ثلاث نقاط تخزين “من المفترض أنها خاصة بالأسلحة والذخيرة” تعرضت للهجوم في الشهر الماضي بالصواريخ والطائرات دون طيار. وحسب صحيفة “جيروزاليم بوست” فإن “العمليات تشير إلى تدمير الجسر البري”.
وأبرزت الصحيفة أن تفجيرات يوم الثلاثاء استهدفت ترسانات ميليشيا الحشد الشعبي قرب قاعدة بلد الجوية، على بعد 80 كيلومترا شمال بغداد. وفي يوم 12 آب/ أغسطس، استهدفت الهجمات السرية مستودعا في قاعدة الصقر، جنوب غرب العاصمة العراقية، التي تسيطر عليها أيضا هذه الميليشيات حيث تم تسجيل حالة وفاة. واستهدفت الغارات الأولى في 19 تموز/ يوليو المجمع العسكري في مدينة آمرلي في محافظة صلاح الدين العراقية شمال بغداد. وأدى الانفجار الكبير، الذي اجتاح جزءا من القاعدة بعد هجوم جوي، إلى مقتل قائدين عسكريين إيرانيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين في قوات الحشد الشعبي، التي تحارب الميليشيات التابعة لها إلى جانب النظام السوري جنبا إلى جنب مع فيلق القدس ومقاتلي حزب الله، تتهم الولايات المتحدة بالسماح لإسرائيل بإدخال أربع طائرات مسيّرة مسلحة إلى العراق.
وأفادت الصحيفة بأن رئيس هيئة الحشد الشعبي ومستشار الأمن القومي، فالح الفياض، قد فضل التخفيف من حدة الاتهامات قائلا: “على الرغم من أن التحقيق الأولي يشير إلى تدخل قوة أجنبية، إلا أن الطرف المسؤول لم يحدد بعد”. في الوقت الحالي، أمر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بإخراج جميع ترسانات الميليشيات من المدن على الفور.
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن واشنطن تخشى أن يؤدي التدخل الإسرائيلي إلى تدهور علاقتها المميزة مع حكومة بغداد، التي تحافظ بدورها على علاقات وثيقة مع نظام طهران. كما كشف مسؤولون أمريكيون كبار مؤخرا عن هذا اللغز، مؤكدين أن إسرائيل هي المسؤولة عن هجوم الشهر الماضي ضد الميليشيات المتحالفة مع إيران.
(ترجمة /عربي-21)