كشف صحيفة عبرية عن أن الجيش الإسرائيلي شن 1200 غارة جوية على أهداف فارغة في قطاع غزة خلال عدوانه عام 2014، تعبيرًا عن إحباطه وسعيًا لدفع الطرف الآخر لقبول وقف إطلاق النار.
ونشرت صحيفة “يديعوت احرونوت” مساء السبت، تقريرًا عسكريًا وصف بـ”الحساس”، ويتطرق إلى إخفاقات الجيش الإسرائيلي في الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014.
وشنت “إسرائيل” حربًا ضروسًا على القطاع قتلت فيها ما يزيد عن 2200 فلسطيني وجرحت الآلاف ودمرت عشرات الآلاف السكنية وارتكبت عشرات المجازر المروعة بحق المدنيين الأبرياء.
واستبسلت المقاومة في صد العدوان وكبدت جنود جيش الاحتلال خسائر باهظة، إذ نفذت عشرات العمليات النوعية وأطلقت آلاف الصواريخ على كبرى المدن الإسرائيلية.
ونقلت “يديعوت” عن نائب قائد الأركان الأسبق “يائير جولان” في التقرير السري الذي قدمه خلال أيلول 2018 أن “الجيش بذل قصارى جهده لإنهاء أمد الحرب ووصل به الإحباط لشن آلاف الغارات على أهداف فارغة بغزة”.
ووفق الصحيفة، فإنه ومن بين الاقتباسات من التقرير فقد تطرق “جولان” إلى العملية البرية في غزة بقوله إنه “ليس بالإمكان القضاء على تهديد الصواريخ من غزة دون عملية برية واسعة”.
وقالت إن “التقرير جرى تقديمه قبل شهر لقادة الأمن الإسرائيلي بمن فيهم قائد الأركان الأسبق غادي آيزنكوت، ونائبه إيال زامير، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إضافة إلى جهات في المستوى السياسي وأيضًا لاطلاع قائد الأركان الجديد أفيف كوخافي”.
ونقلت على لسان “جولان” ما نصه أن “مشكلة قيادة الجيش تعتبر بمثابة مشكلة وعي، فالجيش لا يعول كثيرًا على سلاح المشاة وأن رسالته خلال الحرب كانت بأنه سلاح الجو فقط لكن هذا الواقع يحمل بطياته الكارثة، وتقليل دور سلاح المشاة يضعف من الروح المعنوية للضباط الصغار”.
وذكرت أن هكذا أقوال خطيرة لن تنشر من قبل ضابط بهذا المستوى وأنه يُعرف عن “جولان” قوله الحقيقة حتى لو كانت مؤلمة، وأنه دفع ثمنًا لذلك من مستقبله العسكري، إذ جرى استبعاده من سباق قيادة الأركان.
وبينت “يديعوت” أن “هذه الأقوال وما جاء في التقرير تم خلال محادثات مغلقة تم تصنيفها كسرية ورفض بنفسه التعليق عليها”.
وحول إهمال دور سلاح المشاة، قال “جولان” إن “قيادة الجيش لم تعد تعول كثيرًا عليه، فالاستثمار الكبير فيه لن يفيد وأن هذا التوجه يؤثر في الروح المعنوية للجيش ويرسل الرسالة أنه ليس مضطرًا لسلاح المشاة لإنهاء الحروب وأنه ليس هو من سيحسم الحرب في الميدان”.
وبين “جولان” أن “هذا هو السبب الرئيسي من الخشية في الدخول البري لغزة خلال الحرب الأخيرة، وبما أن سلاح الجو عاجز عن إيقاف آلاف الصواريخ المطلقة باتجاه الجبهة الداخلية وعدم الدخول البري إلى أرض العدو ووقف الصواريخ سيحول الضربات التي ستتلقاها الجبهة الداخلية إلى ضربات لا تحتمل وسيكون وضع الجمهور خطيرًا جدًا وستعتبر حرب الغفران 73 نزهة مقارنة بها”.
وبينت الصحيفة أن خطورة تصريحات “جولان” تكمن بتوقيتها فلم تصدر قبل الحرب إذ عانى الجيش من ضعف تدريباته لكنها جاءت بوقت جرى تطبيق خطة “جدعون” السنوية والتي كان يفترض أن تقوي سلاح المشاة عبر ميزانية كبيرة تصل لملياري شيقل كإضافة سنوية للميزانية العسكرية.
وقال “في حرب الجرف الصامد أطلق الجيش 1200 صاروخ دقيق باتجاه أهداف فارغة بتكلفة تصل إلى مئات الملايين من الشواقل دون تحقيق أي نتيجة بهدف التخفيف من إحباط عدم قدرته على إنهاء الحرب على مدار 52 يومًا”.
وأضاف جولان: “في تلك الأيام كانت هناك خطط لدى الجيش بالدخول البري للقطاع (ليس للبقاء) وقد تدرب على ذلك لكن ضعف ثقة المستوى القيادي فيه بسلاح المشاة والخشية من الخسائر أوصل إلى نتيجة بأن لم يقم باجتياح بري وهذه الرسالة ذات ضرر غير قابل للإصلاح عبر انعدام ثقة الضباط الصغار في أنفسهم وقدراتهم وقدرتهم على الانتصار”.
كما نقلت الصحيفة عن “جولان” الذي لا زال يخدم في الجيش ضمن الاحتياط قوله بجلسة سرية عام 2017 ما نصه ” سلاح المشاة في وضع سيئ جدًا.. قائد سلاح المشاة لا يقوم بدوره ولا صلاحيات ولا مسئولية، هناك مشاكل خطيرة في القدرات القتالية لجنود المشاة.. قاموا بتعزيز وتقوية الاستخبارات ونسوا سلاح المشاة”.
واستطرد: “هنالك وجهة نظر سائدة في الجيش عن كيفية عدم استخدام سلاح المشاة في الحرب القادمة وبالتالي فلم يجهزا الوحدات الميدانية كما يجب”.
فيما عقب جيش الاحتلال على تسريبات الصحيفة بالقول إن التقرير والأقوال المنسوبة لـ”جولان” غير دقيقة وأخرج بعضها من سياقها، وأن التصريحات كانت سرية ولا يمكن مناقشتها على الملأ
المصدر/ صفا