رفض وزير الخارجيّة الأميركي، مايك بومبيو، الأسبوع الماضي، لقاء وزير الخارجيّة الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في واشنطن، بحسب ما ذكر المراسل السياسي للقناة 13، باراك رافيد.
وعادة ما ينال وزراء الخارجيّة الإسرائيليّون معاملة تفضيليّة في واشنطن، واستقبالا رسميًا، إلّا أن كاتس تمكّن من لقاء بومبيو بشكل صُوري على هامش مؤتمر حول حريّة الأديان.
وكان كاتس قد أعلن، الإثنين الماضي، لدى مغادرته البلاد، أنه من المقرّر أن يلتقي بومبيو في واشنطن، غير أن هذه اللقاء لم يعقد.
ونقل رافيد عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن مكتب بومبيو أبلغ وزارة الخارجية الإسرائيلية والسفارة الإسرائيلية في واشنطن أن “جدول أعمال الوزير لا يسمح له باللقاء مع كاتس”، لكن كاتس التقى برئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، ووزراء خارجية البحرين واليونان وتونس وكولومبيا، ورغم أن بومبيو وكاتس تواجدا في المبنى ذاته ليومين كاملين.
واكتفى كاتس، بحسب رافيد، بمصافحة بومبيو وبتبادل المجاملات خلال الاجتماع، وبلقاء مع المسؤول عن حريّة الأديان في وزارة الخارجيّة الأميركية، سام برونباك.
ولم يجرِ كاتس أيّ لقاءات رسميّة في واشنطن مع أي من المسؤولين الأميركيّين، واقتصرت لقاءاته على أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ.
وقال كاتس تعليقًا على عدم لقاء بومبيو إن مكتب الأخير عرض عليه إمكانيّتين، هما: لقاء قصير على هامش الاجتماع أو التنسيق لزيارة أخرى يجري خلالها اجتماع موسع مع بومبيو، وأنه اختار الخيار الثاني.
وخلال زيارته لواشنطن أجرى كاتس لقاء علنيًا جمعه بوزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة.
والتقط وزير الخارجية البحريني صورة جمعته بنظيره الإسرائيلي، في أول لقاء تطبيعي علني مباشر يجمع مسؤول إسرائيلي بآخر بحريني. في حين قالت القناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي إن اللقاء كان قصيرًا إلا أنه “يحمل رسالة سياسية تمثلت بالصورة المشتركة والموافقة على نشرها علنًا”.
وربّما يكون مردّ الفشل في تنسيق الاجتماع إلى الأزمة التي تعانيها وزارة الخارجية الإسرائيليّة، إذ شكا رؤساء الممثليات الإسرائيلية في العالم، مؤخرا ومن خلال برقيات داخلية، من وضع غير سليم في أعقاب تقليص مبلغ 350 مليون شيكل من ميزانية وزارة الخارجية، وحذروا من أن التقليص يهدد النشاط اليومي لهذه الممثليات. وكتبوا في البرقيات الداخلية أنه “لا توجد ميزانية لتمويل تذكرة سفر بالقطار ولا لفنجان قهوة أثناء لقاءات عمل”.
ووفقا لصحيفة “هآرتس”، فإن تقليص الميزانية أدى إلى تجميد تسديد اشتراكات عضوية إسرائيل في حوالي 20 منظمة دولية، وتجميد دفعات إلزامية لمجلس أوروبا والاتحاد من أجل البحر المتوسط وغيرها، وتراكمت ديون على إسرائيل تجاه هذه المؤسسات.
وأضافت الصحيفة أن التقليصات تسببت أيضا بتوقف مسؤولي الأقسام في وزارة الخارجية عن السفر إلى مناطق في العالم تقع ضمن مسؤولياتهم. وتسببت أيضا بأن بقي في إسرائيل سفراء متنقلون، واضطروا إلى الإشراف عن بعد على العلاقات المكلفين بها.
وقلص سفراء وقناصل تحركاتهم في الدول التي يخدمون فيها، وتقليص الخدمات القنصلية التي يمنحونها للمواطنين الإسرائيليين خارج البلاد. كما ألغيت، بسبب نقص الميزانيات، عشرات المبادرات، وبينها وفود شبابية وتبادل طلاب جامعات مع دول مثل الصين واليابان والهند، رغم أن نتنياهو يتفاخر بتوثيق العلاقات معها. كما تم إلغاء مؤتمرات إعلامية وثقافية، وكذلك احتفالات في ذكرى استقلال إسرائيل، بينما تجري احتفالات كهذه فقط في دول تتمكن السفارة الإسرائيلية من جمع تبرعات لتغطية نفقاتها.
المصدر/ عرب48