فاز منتخب الجزائر لكرة القدم بكأس الأمم الأفريقية بعد التغلب على منتخب السنغال في المباراة النهائية على ملعب القاهرة الدولي من نسخة 2019 من البطولة الأفريقية.
وحسم المنتخب الجزائري فوزه بهدف واحد أحرزه اللاعب بغداد بو نجاح في الدقيقة الثانية من المباراة، لم يستطع السنغاليون في تحقيق التعادل طوال شوطي المباراة.
وعُد هذا الهدف من أسرع أهداف المباريات النهائية في تاريخ البطولة الأفريقية، لينضم الهداف الجزائري بونجاح إلى اللاعبين الذين سجلوا أسرع الأهداف في نهائي كأس الأمم الأفريقية كاللاعب المصري محمد دياب العطار في مرمى إثيوبيا في نهائي 1957 النيجيري باتريك أوديغبامي في مرمى الجزائر في نهائي نسخة 1980.
واستعاد المنتخب الجزائري بعد هذا الفوز لقب بطل كأس الأمم الأفريقية بعد 29 عاما من حصوله عليه.
وجاهد المنتخب السنغالي لتحقيق هدف التعادل بعد هدف الجزائر المبكر الذي أربك صفوفه، لكنه فشل في اختراق الدفاعات الجزائرية المُحكمة.
وكان الاستحواذ على الكرة على مدار الشوط الأول من نصيب السنغال، إذ سجلت نسب الاستحواذ 62 في المئة للسنغال مقابل 38 في المئة للجزائر.
اللاعب رياض محرز يحمل كأس البطولة وسط فريق الجزائر المحتفي بفوزه للمرة الثانية بكأس الأمم الأفريقية
وألغى حكم المباراة قرارا أوليا باحتساب ضربة جزاء بعد التأكد من أن لمسة يد من أحد لاعبي منتخب الجزائر، في الدقيقة 61 من زمن المباراة، لم تكن متعمدة، وذلك بعد استخدام تقنية التحكيم بالفيديو (VAR)
فرص ضائعة
في العشر دقائق الأخيرة من شوط المباراة الأول، كانت السيطرة كاملة لفريق السنغال الذي أضاع عددا من الفرص، أبرزها من تسديدات مباشرة على المرمى الجزائري.
وأضاع مباي نيانغ، فرصة قوية لتسجيل هدف في الدقيقة 37 من زمن المباراة.
وتصدى رايس مبولحي، حارس مرمى الجزائر، ببراعة لتسديدة سنغالية قوية كادت تدخل مرماه في الدقيقة 68 من المباراة.
وتوقف اللعب لدقائق بعد وقوع تدخل بخشونة بين ساديو مانيه، مهاجم السنغال ولاعب ليفربول الإنجليزي، ومدافع الجزائر جمال بن العمري أسفر عن جرح في وجه اللاعب الجزائري.
وكان المنتخب الجزائري وصل إلى نهائي كأس أفريقيا مرتين في عامي 1980 و1990؛ بيد أنه خسر في المرة الأولى أمام نظيره النيجري بثلاثية نظيفة، بينما فاز على نفس الفريق في المرة الثانية بهدف واحد مقابل لا شيء، محرزا لقب البطولة الوحيد في تاريخه.
وكانت تلك المرة الوحيدة التي توج فيها المنتخب الجزائري بطلا لأفريقيا في كرة القدم عندما استضافت الجزائر تلك النسخة من كأس الأمم الافريقية في عام 1990.
وكانت مشاركة اللاعب رياض محرز، نجم منتخب الجزائر ومانشستر سيتي الإنجليزي، مميزة في هذه البطولة، إذ تمكن فريقه من التأهل للمباراة النهائية عن طريق هدف احرزه محرز في دور نصف النهائي في مرمى نيجيريا. وكان الهدف في وقت قاتل (الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع).
وحصل محرز على جائزة أفضل لاعب في مباراة فريقه أمام نيجيريا، للمرة الثانية بعد مباراة غينيا في دور الستة عشر التي سجل فيها هدفه الأول في البطولة.
أجواء احتفالية
وسادت بعد إعلان الفوز أجواء احتفالية في عدد من المدن الكبرى في الجزائر وفي فرنسا، لاسيما العاصمة باريس ومدينة مارسيليا.
وخرج مشجعو المنتخب الجزائري في شوارع باريس للاحتفال بهذا الفوز مستخدمين الصافرات وأبواق السيارات، وتكرر المشهد في تجمعات تحتفي بفوز الجزائر باللقب في مدن ليون، ومارسيليا، وليل، وستراسبورغ.
وكان جمال بلماضي، المدير الفني لمنتخب الجزائر، حث جماهير الكرة الجزائرية في فرنسا، قبل الفوز باللقب، على الحفاظ على النظام حال فشل المنتخب في الفوز بلاده بلقب كأس الأمم الأفريقية أو الفوز على منتخب السنغالي في نهائي البطولة.
وقال بلماضي: “لابد أن نحترم البلاد التي نعيش فيها”.
وكانت أعمال شغب واشتباكات اندلعت بين بعض مشجعي الكرة الجزائريين والشرطة الفرنسية في شارع الشانزيليزيه في باريس، وفي مارسيليا وليون حولت الأجواء الاحتفالية بتأهل الجزائر لنهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية بعد الفوز على نيجيريا بهدفين مقابل هدف إلى حملة اعتقالات شملت حوالي 300 شخصا من مشجعي الفريق الجزائري.
المصدر/ بي بي سي