الرئيسية / شئون إسرائيلية / التطورات في تركيا بعيون اسرائيلية

التطورات في تركيا بعيون اسرائيلية

بقلم /ناصر ناصر

لم تخفي كثير من وسائل الاعلام في اسرائيل رضاها عما يحدث في تركيا في الايام الاخيرة من اقالة محافظ البنك المركزي مراد جيتين كايا الى استقالة علي بابا جان وزير المالية الاسبق وما تراه من تراجع لقوة الرئيس أردوغان داخل حزبه العدالة و التنمية وفي الجمهور التركي بشكل عام ، كما ظهر في انتخابات بلدية اسطنبول .
اقتبست الصحفية الاسرائيلية و الخبيرة في الشؤون الاقليمية سميدار بيري في يديعوت احرنوت 9-7 تصريحات علي باباجان بعد إعلانه الاستقالة من حزب العدالة و التنمية معتبرة ذلك مؤشرا على تحالف جديد يضم الرئيس السابق عبدالله غل و محافظ البنك المركزي المقال مراد جيتين كايا ضد الرئيس أردوغان ومن ذلك تلميح باباجان لخططه المستقبلية غير الواضحة ( تركيا بحاجة لتجنيد الكثير من كبار الشخصيات لإقامة قوة سياسية من اجل إنجاز سياسة جديدة ) ، الامر الذي اعتبرته يديعوت احرنوت ضربة سياسية للرئيس التركي .
واضافت الصحيفة ان اردوغان يتجاهل حتى الان تقديرات داخلية تشير الى أن بعض اعضاء حزبه السابقين يعتزمون إقامة حزب جديد ، مقتبسة تصريحا لأردوغان ( لا يوجد أي عضو نشيط في الحزب يعتزم إقامة قوة سياسية منافسة ، مشيرة الى بعض الانتقادت الموجهة لاردوغان ومنها اتهامات بالفساد داخل الدائرة المقربة من اردوغان ، وعدم وجود شخصيات قوية حوله ، لم تشر الصحيفة الى تقديرات جدية أخرى تؤكد عدم وجود تأثير حقيقي لهذه التحركات او الاستقالات .
أما صحيفة ذي ماركر التابعة لهآرتس فقد اشارت الى ما اعتبرته هزة في تركيا بسبب إقالة مفاجئة لمحافظ البنك المركزي مراد جيتين كايا ، بقرار رئاسي من اردوغان ، مشيرة في المقابل الى تأكيد البنك المركزي على استمراره بالعمل بطريقة مستقلة للمحافظة على الهدف المركزي وهو استقرار الاسعار ، وقد انتقدت الصحيفة اعتماد النمو القوي في تركيا على الديون .
من جهة أخرى اعتبر دورون بسكين المحلل الاقتصادي و مدير شركة كونكورد في مقالة له قبل عدة أيام في صحيفة كالكاليس ان توقيت إقالة محافظ البنك المركزي التركي لم تكن مفاجئة ، فقد تم ذلك في الصباح المبكر من يوم الاحد ، عطلة نهاية الاسبوع ، حيث لا يوجد تبادل تجاري في البورصة و اسواق العملة المركزية ، مضيفا ان توقيت قرار اردوغان يهدف لمنع اهتزازات كبيرة في الاسواق ، وقد اعتبر ان عملية الاقالة تؤكد ان أردوغان أو ( السلطان ) على حد وصف بيسكين يتعرض لضغط داخلي متزايد لذلك قررالتضحية بمحافظ البنك و اتهامه بالمسؤول الوحيد عن الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها تركيا على حد قول بيسكين .
يبشر بسكين الاسرائيليين ان الاهتزازات في الاقتصاد التركي لن تكون الاخيرة حيث توقع عودة أزمة شراء ( اس 400 ) والتي هدئت نسبيا بسبب لقاء ترامب و اردوغان في قمة اوساكا باليابان ، مما سيزيد الازمة الاقتصادية التركية بغض النظرعن هوية المحافظ .
كما نشرت صحيفة كالكاليس مقالة للورا كيتل في الفايننشال تايمز بعنوان أردوغان وعد بحل حاسم للفوائد العالية و أقال محافظ البنك المركزي ، متوقعة ان القرار سيزيد من عمق عدم الثقة اتجاه البنك المركزي .
وهكذا جاءت تحليلات الصحف الاسرائيلية للاحداث التركية في سياقها السلبي المعروف والذي يتوافق مع نظرة السياسيين لتركيا و لرئيسها رجب طيب اردوغان .

شاهد أيضاً

ما عرفه نتنياهو قبل 7 أكتوبر: التحذيرات بشأن حماس والاغتيالات غير المصرح بها والموضوع الإيراني

ترحمة: أمين خلف الله  القناة 12 عمري مانيف بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، عندما بدأت …

%d مدونون معجبون بهذه: