الرئيسية / شئون إسرائيلية / محلل اسرائيلي:أثبت وقف إطلاق النار بين غزة ودولة الاحتلال المستوى العالي للتخطيط بين قادة حماس

محلل اسرائيلي:أثبت وقف إطلاق النار بين غزة ودولة الاحتلال المستوى العالي للتخطيط بين قادة حماس

أمين خلف الله -غزة برس:

في نهاية الأسبوع الماضي  كانت 48 ساعة مزدحمة ومربكة بمثابة مثال تمثيلي للعلاقة المتعرجة بين “إسرائيل” وحماس فق أعلن قادة حماس مساء الخميس   أنهم على استعداد قبول العرض الإسرائيلي لوقف إطلاق النار مباشرة بعد تلقي رد إيجابي من القدس  قررت غزة انتهاك التفاهمات التي تم التوصل إليها وتأجيل تنفيذها ليوم واحد لقد كان انتهاكًا مخططًا له أسبابه والذي يجعلنا نتعلم عدة اشياؤء من عمق التخطيط الي يتميزون به

بهذه المقدمة كتب كتب جاكي حجاي معلق الشؤون العربية لراديو جيش الاحتلال الإسرائيلي في صحيفة معاريف العبرية  اليوم السبت

وأضاف الصحفي الاسرائيلي في نفس الليلة حقق وسطاء الأمم المتحدة ورؤساء المخابرات المصرية إنجازًا: أعطى مكتب اسماعيل هنية إجابة إيجابية  سيتم إيقاف إطلاق البالونات   وفي المقابل ستحصل حماس على بعض التسهيلات  من إسرائيل  الاقتراح بدون أي التزامات من ناحيتهم  لكن قادة حماس قرروا مع ذلك وكان لهم سبب جيد لقبولها  وكانوا يعلمون أنهم قادرون على كسر الالتزام بها في أي وقت

وافقت إسرائيل على أربعة بنود: السماح بتزويد محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة بوقود الديزل السماح  للصيادين في غزة بالوصول إلى أقصى مدى في عمق البحر  15 ميلاً (27 كيلومتراً)  وممارسة ضبط النفس الشديد في جميع الأمور المتعلقة بإطلاق النار على المشاركين  في مظاهرات السياج يوم الجمعة حيث ان الذين يقتربون من السياج لن  يصبحو هدفًا فوريًا لإطلاق النارمن قبل جيش الاحتلال إضافة أعلنت دولة الاحتلال على انه ستعيد 65 قارب صيد الى مالكيها بغزة  تم مصادرتها في السنوات الأخيرة من الصيادين الذين اقتربوا من الحدود البحرية فقد اضطرت إسرائيل بالفعل إلى الامتثال لأمر المحكمة العليا  للاحتلال في أعقاب التماس قدمته ثلاث جمعيات لحقوق الانسان (عدالة مركز الميزان بغزة) نيابة عن الصيادين في غزة

دفعت المحادثات التي استمرت ثلاثة أيام إسرائيل وحماس بعد  شهر ساخن رفعت حماس مستوى اطلاق البالونات  حيث تم الإبلاغ عن 20 عملية إطلاق يوميًا كان المعدل اليومي للحرائق لا يقل عن 15حريقا يوميا  تم اندلاع  مائة حريق في الحقول المحيطة بغزةفي الأسبوع الواحد هذا أيضًا تم التخطيط له وإخفاء نية واضحة لدفع إسرائيل إلى الجدار وحثها على التحلي بالمرونة في المستوطنات المحيطة بغزة اشتعل المستوطنون بالغضب

حماس تنتقل إلى المرحلة الثانية

سأشرح على الفور لماذا فعلت حماس كل هذا وما تريد تحقيقه قبل ذلك  شيء عن بنود الاتفاق خط الوقود لغزة  في شكله الحالي  يعمل منذ أكتوبر بتمويل قطري بموافقة إسرائيل  ستدفع قطر لشركة ” باز” الإسرائيلية مقبل السولار الإسرائيلي -التي تبيع وقود السولار  يوميًا إلى محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة -هذا السولار هو جزء رئيسي من إمدادات الكهرباء في قطاع غزة يوم الثلاثاء الماضي  قررت إسرائيل  للمرة الأولى  إيقاف خط ناقلات السولار  إلى قطاع غزة كعقوبة عقب زيادة مستوى البالونات بعد ثلاثة أيام  عادت كجزء من وقف إطلاق النار في عشية الاتفاقية  سمحت إسرائيل للصيادين بغزة بالدخول إلى البحر لمسافة  ستة أميال بحرية (حوالي 11 كيلومتراً)  وهي منطقة صغيرة لا تسمح بصيد  جيد  ويمكن العثور على معظم أنواع الصيد من حيث النوعية والكمية  فقط على مسافة 25 و 30 كيلومتراً من على الأقل

نظرت حماس إلى الاقتراح الإسرائيلي بوقف إطلاق النار على أنه “راحة للفقراء” البنود الأربعة التي اقترحتها إسرائيل كانت  حسب رأيهم  واضحة  بالنسبة لهم  لم يكونوا هم الذين اسسوا أسلحة البالون  ولكن بهدف  احتلال وديان جديدة ، بالنسبة لهم  السولار ومساحة الصيد أعطيت لهم سابقا  بعد كل شيء  تم اعطائهم  السولار  ومساحة الصيد لكن الوضع كان متوتراً للغاية  وبعد شهر من التوتر الشديد  شعروا أنه من الأفضل التباطؤ والراحة  في الظل لفترة من الوقت.

في غزة  كانوا يدركون جيدًا كيف اتهم السياسيون  بمن فيهم اليمين  نتنياهو في كثير من الأحيان بالضعف ودفعه إلى عملية عسكرية أظهرت كل الدلائل والتجربة أن جيش الاحتلال  الإسرائيلي سيستخدم النار في المرحلة التالية  قررت حماس قبول الاقتراح  ووافقت على تجميد إطلاق البالونات حتى إشعار اخر  هكذا أصبح معروفًا لدى الجمهور في إسرائيل وقطاع غزة منذ منتصف ليل  يوم الخميس الماضي.

رغم كل هذا  لم يعلن صباح الجمعة أي تغيير واصلت حماس إطلاق البالونات كما انه لم يتم الاتفاق على شيء، حيث اندلعت أربعة حرائق منذ صباح الجمعة  وطوال اليوم  وعد المتحدثون باسم حماس بالالتزام بالتفاهمات ..وعدوا  وفعلوا العكس.

إذن ماذا حدث هنا؟ في إسرائيل تُعامل هذه الأيام كعنف مستمر على طول السياج، من ناحية أخرى  حماس  انتقلت بالفعل إلى المرحلة الثانية من حملة رفع الحصار المرحلة الأولى  التي بدأت في مارس 2018  أكملت بنجاح فخلال هذا العام  نجحوا في إرهاق إسرائيل وإحداث نقاش حيوي حول مستقبل قطاع غزة وتحقيق إنجازين مهمين فتحت مصر معبر رفح أمامهم بعد أكثر من عقد من الزمن من الإغلاق كما  بدأت قطر في ضخ ملايين الدولارات شهريًا بشكل منتظم وتستخدم الدولارات لتشغيل محطة توليد الكهرباء ودفع نقود للمحتاجين لقد أثبت هذان النجاحان لحماس أن العنف قد أثمر.

لكن الباب الأمامي لا يزال مغلقاً هذا هو الباب الذي يكمن وراءه التسهيلات الأكثر أهمية من الكل والذي تمسك بزمامه إسرائيل والتي لم تقدم أي شي من تلقاء نفسها  وما تقدمية لهذه الحظه   قدم  فقط من الآخرين( قطر، مصر، الأمم المتحدة)  لدى حماس قائمة مطالب ثقيلة لتخفيف الحصار على الطاولة هذه الأيام  لا يوجد سوى ثلاثة من هذه المطالب وقد افترض قادة حماس أنهم بالأدب لن يحققوا شيئًا لذلك لن يتركوا سلاح البالونات على الأكثر فقط سوف يقومون بتجميد استخدامه

مطالب السنوار الثلاثة

المطلب الأول هو دفع الرواتب لموظفي  حماس فقد علقت السلطة الفلسطينية رواتب موظفي الخدمة المدنية في قطاع غزة قبل عامين  كجزء من عقوبات محمود عباس  هناك 28000 موظف  معظمهم من أنصار حماس  بهدف الضغط على قيادة الحركة لاستعادة رواتبهم  والذي يمثل ضغطا ثقيلا للغاية وقد استعد القطريون لتعويض هؤلاء الموظفين لكن إسرائيل ترفض

المطلب الثاني هو إعادة تفعيل خط كهرباء قديم تقدم به الأجانب من إسرائيل إلى قطاع غزة تم تعليق هذا الخط  المعروف باسم 161  منذ انسحاب عام 2005 من قطاع غزة إن إعادة تشغيلها  إلى جانب مصادر الطاقة الإضافية في قطاع غزة  ستوفر للسكان جميع احتياجاتهم من الكهرباء واستعد القطريون أيضًا لدفع لشركة الكهرباء الاسرائيلة   لكن الحكومة الإسرائيلية ترفض

طلب حماس الثالث من إسرائيل هو توفير الادوية هناك نقص حاد في المعدات الطبية والإمدادات الطبية في قطاع غزة   وفي

قررت حماس المضي قدماً في الترتيب المقترح لعرقلة كرة الثلج التي قد تؤدي إلى رد عسكري  لكن في نفس الوقت  قرروا  القيام بتمرين صغير من  يوم لآخر من البالونات ومن خلال هذه التمارين  أرادوا إرسال عدة رسائل في نفس الوقت أولاً  لإظهار لجماهيرهم في غزة  وأيضا لإسرائيل بأنهم هم الذين يمسكون بزمام الأمور

صحيح أنهم وافقوا على تجميد إطلاق البالونات  الا ان الكلمة الأخيرة بأيدهم وليس بيد إسرائيل  فهم الذين  سيقررون متى يسمحون بوقف اطلاق  النار لقد أدى رفض الامتثال للاتفاقيات إلى وضعهم على الفور في قلب الاحداث وتحويل حماس إلى قوة  ينتظرها الجميع

فقد استغرب المصريون مما حدث  واتصل مبعوث الأمم المتحدة ملادينوف بهنية  للتأكد من أنهم متمسكون بالتفاهمات  وكانت هذه فرصة لحماس لاستخراج الوعود والالتزامات من الوسطاء فيما يتعلق بالمطالب المذكورة أعلاه بينما تم رفع سيف البالون في الهواء  حتى السياسة في إسرائيل عملت لصالحهم فقد سارع “بني غانتس” رئيس حزب ابيض ازرق  لزيارة مستوطنات غلاف غزة  وهاجم نتياهو ورغم ان أفيغدور ليبرمان كان  في المنزل  لكنه لم يفلت من عبارات النقد من الحكومة

يوم السبت  أي بعد يوم من التزامهم  قللوا من إطلاق البالونات يومًا أو يومين ولكن وفقا لهم  والسيف  ا يزال في أيديهم إذا لم يتقدم شيء بشأن رواتب الموظفين   أو خط 161  أو الأدوية  فسيستأنفون عمليات الإطلاق

 

 

 

شاهد أيضاً

مالية العدو: تبلغ تكلفة تعبئة قوات الاحتياط كل أسبوع 2 مليار شيكل

أمين خلف الله- غزة برس: تقدر تكلفة تعبئة قوات الاحتياط منذ 7 أكتوبر بما يتراوح …

%d مدونون معجبون بهذه: