“يد الغدر والبطش تعيث في دماء الشعب وتقتل وتسحل وتحرق منطقة الاعتصام”. هكذا وصف تجمع المهنيين السودانيين إقدام قوات المجلس العسكري على فض اعتصام القيادة العامة، مما خلّف قتلى وجرحى.
ولم يقتصر استخدام كلمة الغدر على بيان تجمع المهنيين، بل تكرر في أكثر من منبر وعلى لسان أكثر من طرف، وتداوله الناشطون على مواقع التواصل.
فليشهد العالم ان الجيش السوداني سلم المعتصمين لمليشيات الجنجويد ورباطه جهاز الامن وكتائب الظل ومكافحة الشغب لقتلهم وممارسة ابشع الانتهاكات عليهم
لن نغفر لن نسامح يسقط المجلس العسكري
ثورتنا تبدأ الان #اعتصام_القياده_العامه#تسقط_تالت pic.twitter.com/hLlISRIIee— Salma | سلمى ? (@salma1siddig) June 3, 2019
في هذا السياق، قالت قوى الحرية والتغيير إن المجلس العسكري الانتقالي “لم ينتظر كثيرا على وعوده الكذابة، وكشف عن وجهه الحقيقي وهو يغدر فجر اليوم بالآلاف من المعتصمات والمعتصمين من بنات وأبناء شعبنا الثوار بمحيط القيادة العامة للجيش”.
وفي الوقت الذي تشتعل فيه النيران على الميدان بمكان اعتصام القيادة العامة ومحيطها بالعاصمة الخرطوم، تشتعل نيران الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
غدر الثورة
ونشر الناشطون على فيسبوك وتويتر تدوينات وتغريدات تحمّل المجلس العسكري المسؤولية، وتعتبر أنه غدر بالسودان وثورته، وفي هذا السياق يقول أحدهم “فليشهد التاريخ أن أول من غدر بالسودان في ثورته كان جيشه”.
#مجزره_القياده_العامه pic.twitter.com/ZmdEYFnibw
— Gpress l غزة برس (@Gazapres) June 3, 2019
في هذه الأثناء، غردّ آخر في السياق ذاته، راجيا الله بأن يحفظ السودان وأهله من غدر العسكر والثورة المضادة.
أما الكاتب والأستاذ الجامعي محمد مختار الشنقيطي فقد قال تعليقا على الموضوع إن المجلس العسكري في السودان يبدأ عملية غدر دموية بالثورة، معتبرا أن هذه الأمر متوقع عقب زيارة قياداته لما أسماها عواصم الثورة المضادة.
ودعا الشنقيطي الشعب السوداني إلى استكمال ثورته بالعصيان المدني الشامل واستمالة العناصر الوطنية الشريفة من جيشه.
رابعة السودان
في هذه الأثناء، رأى عدد من الناشطين أن ما يحدث في السودان إعادة لما حدث في مصر خلال فض اعتصام رابعة المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، في 14 أغسطس/آب 2013، حيث اقتحمت آليات الجيش العسكرية ومدرعات الشرطة الميدان من جميع مداخله، وأمطر قناصة الأمن المتظاهرين بالرصاص، وأطبقوا الخناق على المعتصمين.
وفي هذا السياق يقول أحد المغردين إن المشاهد الآتية من السودان جعلت في حلقه غصة وجعلته يتذكر فضّ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. وقال مغرد آخر “ما أشبه اليوم بالبارحة تكرار لمجزرة رابعة”.
وعبر وسوم (هاشتاغات) مختلفة بعضها قديم مثل وسم “اعتصام القيادة العامة” وآخر جديد عقب فض الاعتصام مثل “مجزرة القيادة العامة”، و”رابعة السودان” و”تسقط تالت” وغيرها تداول الناشطون صورا وفيديوهات وثّقت لحظات فض الاعتصام صباح اليوم وأخرى من المستشفيات حيث يتم علاج الجرحى.
اصابات لا تحصى ولا تعد في طوارئ مستشفي المعلم وارتقاء 3شهداء #مجزره_القياده_العامه pic.twitter.com/YEN5S8xNHR
— Salma | سلمى ? (@salma1siddig) June 3, 2019
يشار إلى أن لجنة أطباء السودان المركزية أعلنت سقوط قتلى وعدد كبير من الجرحى أثناء فض الاعتصام. وناشدت اللجنة الكوادر الطبية التوجه إلى ستة مستشفيات قرب ميدان الاعتصام.
المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي,الجزيرة