تشهد مناطق خفض التصعيد شمالي سوريا منذ أسابيع هجمات عنيفة ومتواصلة من قبل قوات النظام السوري وحلفائه على الأحياء السكنية، زاد من وتيرتها تقدمه المحدود على الأرض، والمقاومة الكبيرة التي يلقاها من قبل المعارضة المسلحة.
ومع استمرار الهجمات والغارات الجوية على إدلب ومناطق خفض التصعيد شمالي سوريا، تضاعفت الأزمة الإنسانية، وحذرت عديد من المنظمات من موجة نزوح وهجرة كبيرة، في ظل ضعف الاستجابة الدولية.
وعلى الرغم من اتفاق تركيا وروسيا وإيران، خلال اجتماع أستانا في مايو/أيار 2017، على تأسيس منطقة خفض للتصعيد في إدلب ومحيطها، فإن قوات النظام كثفت انتهاكاتها للاتفاق، مما دفع تركيا وروسيا إلى توقيع اتفاقية سوتشي في سبتمبر/أيلول 2018، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب.
بعد تهجير أهلها ولجوئهم لمخيمات الشمال بحثاً عن الأمان، وضمن ظروف قاسية من ضعف الخدمات، عملت متطوعات الدفاع المدني بجولة على أهالي ريف حماة النازحين، بهدف تقديم بعض الخدمات الصحية والمتابعة الطبية اللازمة لعدة حالات من تبديل وتعقيم ضماد جروح وحقن لاشمانيا.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/vnNvxRhBT4
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) May 30, 2019
الدفاع المدني في سوريا (الخوذ البيضاء) أعلن الجمعة، أن 3 ملايين مدني مهددون بالتهجير في إدلب شمالي سوريا، حيث “تشهد المنطقة أكبر كارثة إنسانية مع أقل استجابة دولية”.
وأشار رئيس الخوذ البيضاء، رائد الصالح، في مؤتمر صحفي بمدينة إسطنبول التركية إلى أنه “خلال شهر جرى استهدف 1800 منزل سكني، و334 حقلاً زراعياً في إدلب، وهذا دليل على أن ما يجرى ليس حملة تهجير فقط بل سياسة تجويع أيضاً”.
وأضاف “نحو 300 ألف نازح أوضاعهم صعبة جداً، 200 ألف منهم تحت أشجار الزيتون ومنهم من هجّر للمرة الثانية والثالثة”. كما لفت صالح إلى أنه خلال نفس الفترة أُلقي 2300 برميل متفجر، و10 آلاف صاروخ متفجر، وأكثر من 100 صاروخ عنقودي، فضلاً عن صواريخ فراغية”.
يشار إلى أن عدد القتلى في إدلب ومناطق خفض التصعيد شمالي سوريا، بلغ 40 قتيلاً على الأقل في غضون الأيام الثلاثة الماضية إلى جانب عشرات الجرحى والمصابين.
في دقيقة وبضع ثوان، من داخل أحياء معرة النعمان بريف إدلب لهذا اليوم..
الأطفال متناثرون في كل مكان، ولكن تمكنت فرقنا من إنقاذهم، وهم على قيد الحياة.
" نعم إننا فخورون بخدمتكم حتى آخر رمق "#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/ruGKIpucmS— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) May 30, 2019
موقف تركي
من جانبه، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار بمنطقة إدلب السورية، بأقرب وقت والتركيز لاحقاً على الحل السياسي مجدداً.
وأشار أردوغان في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، الخميس، إلى ضرورة منع وقوع مزيد من الضحايا جراء هجمات النظام السوري التي تستهدف في غالبيتها المدنيين جنوبي إدلب، وإزالة خطر الهجرة المتزايدة نحو الحدود التركية.
بدوره شدد مجلس الأمن القومي التركي، على أن هجمات نظام الأسد على المدنيين في منطقة خفض التوتر بسوريا، تقوّض روح اتفاق أستانا. وأعلن المجلس عقب اجتماعه الخميس برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة، مواصلة تركيا اتصالاتها مع الدول المعنية للحيلولة دون حدوث أزمة إنسانية جديدة وهجرة جماعية في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
استهداف نقطة مراقبة
في هذه الأثناء، تعرّض محيط نقطة مراقبة تركية في منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا، الجمعة، لقصف مدفعي من قوات النظام والمليشيات التابعة لإيران. وأفادت مصادر محلية بأن قذائف مدفعية سقطت بالقرب من نقطة المراقبة التركية رقم 10، الواقعة في منطقة جبل الزاوية بريف محافظة حماة الشمالي، جنوب محافظة إدلب.
وتتوزع 12 نقطة مراقبة للجيش التركي في منطقة خفض التصعيد بإدلب، لحماية وقف إطلاق النار، في إطار اتفاق أستانا.
وأشارت المصادر المحلية إلى أن النقطة لم تتعرض لأضرار مادية أو بشرية. وسبق أن تعرضت نقطة المراقبة المذكورة لاستهداف قوات النظام ثلاث مرات في 29 نيسان/أبريل و4 و12 مايو/أيار الماضيين.
وفي سياق متصل، أرسل الجيش التركي، الجمعة، تعزيزات عسكرية مكونة من قوات وحدات خاصة “كوماندوز” إلى الحدود مع سوريا. وأفاد مراسل وكالة الأناضول، بأن 50 مدرعة عسكرية نقلت قوات الكوماندوز من مختلف المناطق التركية إلى ولاية هاطاي بهدف توزيعها على الوحدات المتمركزة عند الحدود مع سوريا.
المصدر: TRT عربي – وكالات