تشارك فرق فلسطينية وعربية في مهرجان “غابات منشي” الفني الإسرائيلي الذي ينظم هذا العام على أنقاض قرية اللجون المهجرة تزامناً مع ذكرى احتلالها وسقوطها بيد العصابات الصهيونية في 30 أيار 1948.
ويقام المهرجان الإسرائيلي في سنته الحادية عشر على أراضي قرية اللجون المهجرة إحدى قرى أم الفحم المحتلة، بتنظيم وتمويل من حركات صهيونية “كالصندوق القومي اليهودي”، و”وزارة الثقافة والرياضة الإسرائيلية”، و”المجلس الإقليمي مجدو”، وبحضور آلاف المستوطنين الذين مُتوقع توافدهم لحضور المهرجان الذي سينظم على مدار ثلاثة أيام حفلات فنية.
وكشف الموقع الالكتروني للمهرجان الإسرائيلي قائمة بأسماء شخصيات وفرق فلسطينية وعربية ستحيي المهرجان جنباً بجنب مع الفرق الصهيونية، من بينها فرق غنائية وأخرى فرق رقص ودبكة ستتوافد من جنين وقلقيلية ونابلس، إضافة لوجود فرقة مغربية، وأخرى تركية.
وعُرف من الفرق الفلسطينية والعربية المشاركة: بوب أب بلدي، خيمة إبراهيم، نغمات فلسطين، لوحات مفاتيح الرعد، فرقة نساء ترنّم – سهام حلبي (دالية الكرمل)، وفرقة شهريار- صالح هيبي، والمغنية المغربية تيما وفرقتها.
كما أدرج الموقع أسماء شخصيات فلسطينية فنية مثل: ثناء جوابرة من باقة الغربية، معين شعيب، فراس سعد، عميد خوري، وكمال سليمان، إلا أن الأخير نفى لحراك الشباب الفحماوي مشاركته بالمهرجان.
من جانبهم، شارك عشرات الفلسطينيين في حملة ضغط واسعة على الفرق الفنية والفنانين المشاركة في المهرجان التطبيعي لإجبارهم على الانسحاب من المهرجان، إلا أنها لم تجب على رسائل الضغط حتى الآن ولم تستجب لها.
أم الفحم: المهرجان يقام على دمائنا ودماء شهدائنا
مصدر خاص من حراك الشباب الفحماوي بين لـ قدس الإخبارية، أن المهرجان كان يقام بهدف استقطاب الفنانين الإسرائيليين فقط، ولكن في السنوات الأخيرة أصبح يستهدف الفنانين الفلسطينيين والعرب، مشيراً إلى أن المهرجان كان يقام في “غابات منشي” طيلة السنوات الماضية، إلا أنه هذا العام سيقام على أراضي قرية اللجون المهجرة وتزامناً مع تاريخ احتلالها.
وأضاف أن استضافة الفنانين الفلسطينيين والعرب تقوم تحت حجة “الدعوة للسلام”، وهو ما يرفضه أهالي أم الفحم الذين ما زالوا يتمسكون بقريتهم التي هجروا منها، ويعودون إليها باستمرار، ويرفضون أي فعاليات تطبيعية تقام فيها.
وبين أن المهرجان الإسرائيلي سيقام على أراضي عائلتي الجبارين والمحاميد، فيما ستستخدم مقبرة القرية كموقف للمركبات المتوافديين للمهرجان، “تفاجئنا أنه يوجد تداول لدعوات المهرجان نابعة عن جهل أنه مقام على أنقاض قريتنا المهجرة، وهو ما دفعنا للقيام بحملة توعية كبيرة حول المهرجان وما يتضمنه ومكان إقامته”.
ولفت إلى أن القائمين على المهرجان وزعوا دعوات باللغة العربية وعمموها على مختف الصفحات والمجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي محاولين جذب الجماهير الفلسطينية في الداخل المحتل، “أهالي أم الفحم يرفضون المهرجان، ويرفضون بشدة المشاركة الفلسطينية فيه، فهذا المهرجان يقام على دمائنا ودماء شهدائنا”.
الشباب الفحماوي: المهرجان محاولة للسيطرة على الذاكرة والفكر
فيما قال حراك الشباب الفحماوي في بيان له، على صفحته في فيسبوك، “في مثل هذا اليوم قبل 71 عامًا، عاش أجدادنا المُرّ في توديع قريتنا “اللجون”. لم يستسلم أهل القرية، دافعوا ببسالة حتّى الرمق الأخير، ليفقدوا 21 شهيدًا في معارك الدفاع عن أرضها”.
وأضاف البيان، “سيقام المهرجان على أنقاض القرية يتستر باسم الفنّ والحب والموسيقى، ليشارك فيه آلاف المستوطنين ويرقصوا على دماء شهدائنا الّذين سقطوا بين حارات اللجون وقرب طواحينها وعيون مائها.. لا يكتفي الاحتلال بالسيطرة على التراب بل يحاول السيطرة على الذاكرة والفكر أيضًا”، مطالباً الجماهير الفلسطينية برفض الاستجابة لدعوات التي يتعمد الاحتلال توجييها للمشاركة في هذا المهرجان، ودعا الفرق والفنانين الفلسطينيين والعرب إعلان الانسحاب الفوري والمقاطعة للمهرجان.
كما دعا الحراك كافة النشطاء والقوى السياسية لرفع القضية ونشرها على المنصات الإلكترونية في محاولة للتصدي للمهرجان التطبيعي ومنع المشاركة الفلسطينية والعربية فيه، “اللجون لنا، كانت وستبقى لنا، هي الديار ونحن أهلها.. مقدّساتنا وترابنا خطّ أحمر.. سنزور اللجون، سنحييه في العيد، سنخبر أطفالنا عنه، وسنحارب كلّ ما يمسّ فيه”.
قرية اللجون
قرية اللجون، إحدى قرى مدينة أم الفحم المحتلة عام 1948، تبعد 18 كم شمالي غرب مدينة جنين، وتبعد اثنين كيلو متر جنوبا من مجدو. وتقع اللجون بالقرب من مفترق طرق جنين – حيفا الرئيسة وطريق يافا – العفولة.
أنشأ الرومان في اللجون ه قلعة أقاموا حولها معسكراً سميت به البلدة الحديثة. وكانت اللجون آنذاك مركزاً لمقاطعة الجون التي اشتملت على قرى كبيرة من بيتها بيت قار واليامون، وزرعين والعفولة وتعنك. ودخلت اللجون في ظل الحكم العربي في القرن السابع الميلادي حين فتح العرب بلاد الشام.
ذكرت اللجون في كتاب “أحسن التقاسيم”، فقال عنها، “اللجون مدينة على رأس حد فلسطين في الجبال، بها ماء حار، رحبة نزيهة”.
وما زالت القرية تحتوي على بقايا أثرية منها قلعة بني عند مدخلها متحف صغير، وبقايا مبان وعقود وأعمدة ومدافن على شكل مغارة.
أراضي اللجون إحدى الامتدادات الطبيعية لأم الفحم، وكان الأهالي يستخدموها في المواسم الزراعية، وقد انتشرت فيها زراعة الحمضيات والحبوب والخضر.
المصدر/ قدس الإخبارية